4 Oct 2022
بحث سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية مع غبطة المونسنيور جيوفاني دانييلو القاصد الرسولي لدى الاتحاد الروسي، المسائل المتعلقة بالمبادئ والمعالم الهامة للتعاون بين المسلمين والكاثوليك في روسيا، والمهام العالمية التي تواجه المؤمنين من جميع الأديان، اضافة إلى المبادرات البناءة لمواصلة تطوير التعاون بين الطرفين
جاء ذلك خلال اللقاء الذي جمع سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين مع غبطة المونسنيور جيوفاني دانييلو، يوم أمس 03 اكتوبر، في مقر السفارة الرسولية بموسكو، استجابة لدعوة المونسنيور دانييلو، ورداً على الزيارة التي قام بها غبطة المونسنيور جيوفاني دانييلو للمسجد الجامع بموسكو عام 2021
وشارك في هذا اللقاء البروفسور ضمير محي الدينوف النائب الاول لرئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، وغبطة رئيس الأساقفة باولو بيزي رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في روسيا، ومدير معهد القديس بطرس توماس ستيفان ليبك، ومستشار السفير الرسولي المونسنيور بيوتر تارنافسكي، والكاهن إيغور شابانوف
واعرب الطرفان عن تطابق وجهتي نظرهما حيال مسألة قدرة الأوقات الصعبة على توحيد الناس وتجميعهم من خلال تقديم المساعدات الخيرية للمحتاجين ممن يعانون في وقت الازمات، الامر الذي تجلى بوضوح أثناء انتشار الجائحة، والكوارث الطبيعية الأخيرة: الفيضانات في إيطاليا وباكستان، وحرائق الغابات في مناطق متفرقة من العالم. وفي هذا المقام أشار القاصد الرسولي إلى ما جاء في الرسالة العامة لقداسة البابا فرنسيس حول مسؤولية المؤمنين في الحفاظ على الطبيعة باعتبارها البيت المشترك الذي نعيش فيه معًا كأخوة، متقبلين خصائص بعضهم البعض: " إن نشر الرسالة العامة لقداسة البابا فرنسيس على نطاق واسع سيؤدي إلى تطوير برنامج عمل مشترك"، مضيفاً: "والعبث بالطبيعة وعدم حمايتها والحفاظ عليها، سيقود العالم إلى الدمار".
في هذا السياق، توجه رئيس الأساقفة نيابة عن قداسة البابا فرنسيس رئيس الكنيسة الكاثوليكية إلى سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية بالشكر والامتنان على ترجمة الرسالة العامة لقداسة البابا "فراتيللي توتي" ونشرها باللغة الروسية، وكان حفل تقديم وعرض ترجمة هذه الرسالة عام 2020، تجسيداً لتقدم التعاون والحوار المشترك بين المسلمين والكاثوليك في روسيا
بدوره، أعرب سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين عن امتنانه وشكره لغبطة السفير الرسولي على مشاركته الشخصية في تنظيم لقائه مع قداسة البابا فرانسيس رئيس الكنيسة الكاثوليكية خلال مشاركتهم في أعمال المؤتمر السابع لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، الذي عقد الشهر المنصرم بالعاصمة الكازاخستانية
وقال سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين إنه سلم النسخة الروسية للرسالة العامة "فراتيللي توتي" لقداسة البابا فرنسيس، مضيفاً بأن سماحته وبصفته الأمين العام للمنتدى الإسلامي العالمي، أعلن أيضًا خلال محادثة مع رئيس الكنيسة الكاثوليكية عن نيته عقد اجتماعات المنتدى الإسلامي العالمي في روما بدعم من الكرسي الرسولي
كما أشار الزعيم الروحي لمسلمي روسيا، سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين إلى أهمية الصلاة والدعاء التي اقامها سماحة المفتي مع قداسة البابا فرنسيس رئيس الكنيسة الكاثوليكية، مضيفاً: "لا أدري فيما إذا كان قد حدث في التاريخ أن رفع قداسة البابا يديه خلال الصلاة والدعاء مع المفتي"، ولفت سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين انتباه السفير الرسولي إلى الأهمية الاستثنائية، للخطاب الذي القاه قداسة البابا في المؤتمر
وأكد سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين أن قداسة البابا فرنسيس، وانطلاقاً من القيم الروحية للشعب المسلم، تمكن من نقل أفكاره عن كثب ووضوح قدر الإمكان لكل مستمع، مستخدما التراث الأدبي لرمز الثقافة الكازاخستانية والشاعر المسلم "آباي" المشهور على مستوى العالم، مضيفاً سماحته: " كانت كلمة قداسة البابا فرنسيس مهمة جدًا، بما في ذلك لقادة الديانات الأخرى، لدرجة أننا قررنا في الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ترجمة خطابه ونشره في طبعة منفصلة كمثال لخطاب الأب الروحي ودرسًا لجميع قادة الأديان العالمية والتقليدية
كما تطرق الطرفان خلال اللقاء إلى أهمية افتتاح معهد موسكو الإسلامي بعد تجديده، وشكر غبطة المونسنيور جيوفاني دانييلو على الدعوة الموجهة اليه، والفرصة المتاحة لحضور الحفل، مشيرًا إلى أنه يؤمن بقوة الثقافة في تحقيق الأهداف العالمية
من جانبه، أعرب سماحة المفتي الشيخ راوي الدين عن تقديره للمشاركة الشخصية لرئيس الأساقفة في افتتاح معهد موسكو الاسلامي، الذي يدلل مرة أخرى على انفتاح الكنيسة الكاثوليكية على الحوار والتعاون مع الأديان الأخرى، مضيفاً سماحته: لطالما كنت مقتنعا بأن التواصل يجب أن يقوم على ثلاث ركائز: الحوار والحب واللقاء
وأوجز غبطة السفير الرسولي موقفه من الحوار بقوله :" أن اللقاءات والاجتماعات التي تعزز الحوار، ستؤتي ثمارها"، مضيفًا أن المسلمين في روسيا يمكنهم الاعتماد على التعاون مع المجتمع الكاثوليكي، بما في ذلك من خلال رئيس الأساقفة باولو بيزي، الرئيس الحالي لمؤتمر الأساقفة الكاثوليك في روسيا
ورد الزعيم الروحي لمسلمي روسيا بأن عقد اجتماعات الادارة المركزية للادارة الدينية لمسلمي روسيا والسفارة الرسولية يقدم نموذجاً لمثل هذه المبادرات في جميع المناطق
وفي نهاية اللقاء قدم سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين إلى المونسنيور جيوفاني دانييلو القاصد الرسولي لدى الاتحاد الروسي عمله الجديد بعنوان "الأخلاق". كما تحدث البروفسور ضمير محي الدينوف إلى المشاركين في اللقاء عن سلسلة الكتب المخصصة للحوار بين الأديان، والتي تنشرها وتصدرها دار "المدينة " للنشر التابعة للادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية
كان الكتاب الأول في السلسلة هو ترجمة الرسالة العامة لقداسة البابا " فراتيللي توتي" ونشرها باللغة الروسية، أما الكتاب الثاني ـ فهو كتاب لسماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين يتحدث عن "الأخلاق والفضيلة". وبالتوازي مع ذلك، تقوم دار "المدينة" للنشر أعمال علماء ومفكرين مسيحيين مشهورين من الفرنسية والألمانية، ونشرت عملاً عن تاريخ إسبانيا المسلمة
وقدم البروفسور ضمير محي الدينوف إلى غبطة السفير الرسولي آخر أعماله ومنشوراته وهي عبارة عن مجموعة من المقالات والابحاث العلمية منشورة ضمن ثلاث مجلدات بعنوان "الإسلام الروسي: تأمل في المستقبل".