استقبل سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا في مقر اقامته، اليوم، سعادة السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية ألمانيا الاتحادية لدى روسيا الاتحادية ألكسندر جراف لامبسدورف، بحضور الملحق الثقافي للسفارة الألمانية في موسكو، والبروفسور ضمير محي الدين النائب الأول لرئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية
وفي مستهل ترحيبه بالضيوف، هنأ سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين سعادة السفير ألكسندر جراف لامبسدورف بمناسبة تعيينه ومباشرة عمله بمنصب سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الاتحاد الروسي وتمنى له التوفيق النجاح في مهمته الدبلوماسية
من جانبه، قدم سعادة السفير ألكسندر جراف لامبسدورف لسماحة المفتي كتاباً بعنوان: "الروس والألمان: 1000 عام من التاريخ والفن والثقافة" الذي يحكي عن مسار التبادل الثقافي المستمر منذ قرون بين شعبي الدولتين
وفي هذا السياق، تحدث سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين عن تاريخ الإسلام في روسيا، مشيراً إلى أنه في العقود الأولى من القرن العشرين، ساهم أتراك منطقة حوض الفولغا-الأورال في روسيا في تعريف المجتمع الألماني بتاريخ وحضارة روسيا وثقافة الشعوب المسلمة في روسيا، وأقامو الصلوات في المسجد التتاري الذي بني في إحدى المدن الألمانية
وأولى المشاركون في اللقاء اهتمامًا خاصًا بتجربة تفاعل وتعاون ممثلي مختلف الأعراق والأديان بين شعوب روسيا. وشدد سماحة المفتي على أنه "من الجدير بالذكر أن العلاقات بين الدولة وممثلي الاديان في بلادنا هي ذات طبيعة شراكة قائمة على الاحترام المتبادل، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يولي اهتماماً خاصاً لتطوير الحوار بين الأديان وتعزيز السلام والوئام في المجتمع الروسي متعدد الأعراق"، مضيفاً المجلس المشترك بين الأديان في روسيا، الذي تم تشكيله عام 1998، بمشاركة مسلمي روسيا يلعب دورًا مهمًا في تعزيز هذه العلاقات
إلى ذلك، قال سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين إن الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومعهد موسكو الإسلامي لديهما سنوات عديدة من الخبرة في مجال التعاون مع سلطات جمهورية ألمانيا الاتحادية والمراكز الأكاديمية والعلمية والتعليمية في هذا البلد في مجال دمج المهاجرين وتنشئتهم اجتماعيًا، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل الكوادر اللازمة للعمل في الجمعيات والمنظمات الإسلامية داخل البلاد، وعلى وجه الخصوص، في عام 2016، وبدعوة من النائب الأول لرئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية البروفسور ضمير محي الدين، قامت مجموعة من العلماء المسلمين من الدول الأوروبية، بما في ذلك متخصصون من جامعة توبنجن، بزيارة موسكو وسانت بطرسبورغ، حيث تعرف العلماء الأوروبيون على تجربة الاتحاد الروسي في إطار البرنامج الحكومي لتدريب وتأهيل المتخصصين ذوي المعرفة المتعمقة بالثقافة الاسلامية والتاريخ الإسلامي، كما تم تدريب بعض الكوادر من روسيا في مجال التربية الإسلامية في ألمانيا في نوفمبر من نفس العام
وأضاف رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية أنه في عام 2017 أثناء وجوده في ألمانيا بدعوة من رئيس ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير ووزارة خارجية جمهورية ألمانيا الاتحادية للمشاركة في الاجتماع الدولي حول "مسؤولية الأديان في إرساء السلام والحفاظ عليه"، التقى البروفسور ضمير محي الدين مع المسؤولة في إدارة الإدماج (المهاجرين) في مجلس شيوخ برلين، دوريس نهاوندي، وجرى اللقاء في مجلس شيوخ ولاية برلين الفيدرالية وخصص لقضايا التكيف والاندماج بين المسلمين في برلين
كما أشار سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين إلى المنتدى الإسلامي العالمي الذي تعقده الادارة الدينية لمسلمي روسيا على مدى سنوات عديدة في مختلف البلدان الأوروبية، بما في ذلك في ألمانيا عام 2018، مشيراً إلى أنه خلال المنتدى، يتبادل المشاركون بنشاط الخبرات في بناء العلاقات بين الدولة والجمعيات الاسلامية وتنظيم الحياة الدينية للمسلمين، في الظروف التي يمثلون فيها أقلية سكانية
وفي نهاية اللقاء، عبر سعادة السفير الألماني ألكسندر جراف لامبسدورف عن شكره لسماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين على هذا الحوار البناء والهادف. واتفق الطرفان على متابعة الاتصالات ومناقشة القضايا الراهنة على جدول الأعمال على الصعيدين الداخلي والخارجي