9 May 2025
بمناسبة حلول الذكرى الثمانين ليوم النصر المجيد في الحرب الوطنية العظمى، هنأ رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، سماحة المفتي العام سماحة المفتي العام الشيخ راوي عين الدين مواطني روسيا ومواطني بلدان رابطة الدول المستقلة
ايها المواطنون الأعزاء
المحاربون القدامى، والعاملين في خطوط الجبهة الداخلية
أتقدم اليكم بأحر التهاني القلبية بمناسبة حلول الذكرى الثمانين ليوم النصر المجيد في الحرب الوطنية العظمى
النصر العظيم في التاسع من مايو عام 1945، قبل كل شيء، كان نصرًا روحيًا لأجدادنا، عندما نهض عشرات الملايين من أبناء وبنات الوطن دون تردد، وبكل شجاعة وأقدام للدفاع عن وطننا الأم المشترك
نهضوا بلا تردد، تاركين كل خوف، خاضوا المعارك، وهاجموا العدو الغاشم، وشاركوا في الاستطلاع، وواجهوا الموت المحتوم بكل بسالة، لحماية عائلاتهم وبلدهم والدفاع عن حرية دولتهم
وبكل شجاعة ورباطة جأش، ودّعت النساء أبناءهن وأزواجهن وآبائهن وهم متجهين إلى جبهات القتال، وتحمّلن بثبات كل مصاعب الحرب والحرمان الهائلة
وأظهر العاملون في الجبهة الداخلية صبرًا وتفانيًا كبيرين، وعملوا بلا كلل أوملل، وبذلوا قصارى جهدهم لتلبية احتياجات الجيش الأحمر
وأصبح يوم النصر المجيد في الحرب الوطنية العظمى جزءًا من الثقافة المشتركة لشعوب بلدان رابطة الدول المستقلة، وعيداً ليس رسميًا فحسب، بل عيداً وطنياً وعائلياً، إذ لم تكن هناك عائلة في الاتحاد السوفيتي لم تشارك في الحرب الوطنية العظمى
وسطر كل الجنود ملاحم البطولة والشجاعة والاقدام والتفاني والإيثار، وفي الوقت نفسه، وتحملت كل عائلة بثبات وعزيمة الخسائر والفراق والألم والدموع
ولم يتردد أيٌّ من شعوب الاتحاد السوفيتي، في مواجهة الغزو النازي، ولم يستسلم أحد لإغراءات الدعاية الكاذبة للغزاة، صمدوا جميعًا على الحق وحب الوطن. وطوال سنوات الحرب الأربع، كان شعبنا متعدد الأعراق والأديان مؤمناً إيمانًا راسخًا بالنصر، وصلى متضرعاً لتحقيقه، كلٌّ بحسب تقاليده
وخلال سنوات الحرب، كان نشاط دور العبادة القليلة التي بقيت مفتوحة في الاتحاد السوفيتي يهدف أيضًا إلى دعم الجنود في الجبهة، من أجل تحقيق النصر المشترك
فمن هذا المكان ــ المسجد الجامع بموسكو، رافق الإمام خليل الرحمن نصرالدينوف المجندين الابطال المتجهين إلى جبهات القتال، بقلب مخلص وكلماتٍ وداعية، وخالص الدعوات الطيبة. وجمع المسلمون التبرعات للجيش، بما في ذلك الأموال لتجهيز رتل من الدبابات، ودعوا متضرعين من أجل أن يمُنَّ الله علينا بنصر الجيش الأحمر ووحدة وحرية شعوبنا
وكان موقف سماحة المفتي عبد الرحمن رسولي ــ المفتي العام للاتحاد السوفيتي، ومن بعده موقف جميع علماء المسلمين في الاتحاد السوفيتي موحداً، حيث اجمعوا على أن: الدفاع عن الوطن والتصدي لهجوم العدو الغادر هو جهاد في سبيل الله
لقد خاض أجدادنا معارك الشرف والبطولة بوعيٍ وإيمانٍ كاملين بأنهم سائرون في سبيل الله، لأنهم كانوا يدافعون عن وطنهم ضد الغزاة والشرور. أما آباؤنا الروحيون ــ المفتون والأئمة، كانوا خلال سنوات الحرب واقفين بحانب شعبهم، داعمين ومعززين للروح الوطنية بكل الوسائل والطرق
وكانت ثمرة الوحدة غير المسبوقة لشعب الاتحاد السوفيتي، متعدد الأعراق والأديان، تحقيق النصرَ والسلام لأنفسهم وللأجيال القادمو من أحفادهم
واليوم، في هذا العيد العظيم، نحن مدعوون لنقل ذكرى الحرب، وتضحيات وبطولات ومآثر شعبنا، إلى الأجيال القادمة، مدعوون لغرس مأساة الحرب، وقيم السلام الأسمى، والحفاظ على الأرواح في نفوس الأجيال الشابة
في هذا العيد المجيد، نرفع صلواتنا ودعائنا إلى رب العالمين من أجل أرواح أجدادنا الذين ضحوا بحياتهم في ساحات القتال من أجل الدفاع عن الوطن، وندعوا الله مخلصين أن يحفظ أرواح جنودنا المشاركين في العملية العسكرية الخاصة ويمنحهم النصر المبين، وأن ينعم وطننا العزيز بالسلام والأمن، وأن تنعم الأجيال القادمة من مواطني روسيا بمستقبل آمن.آمين
مرة أخرى، اهنئكم بعيد النصر المجيد