Saturday, 07 September 2024
مجلس شورى المفتين لروسيا
بِسْمِ  اللّهِ  الرَّحْمـَنِ  الرَّحِيمِ
 
Rus En Ar
مقالات > أخبار > كلمة سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين في المؤتمر الدولي الخامس "طريق الحرير الروحي: أهمية القيم الدينية في فضاء أوراسيا الكبرى"

كلمة سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين في المؤتمر الدولي الخامس "طريق الحرير الروحي: أهمية القيم الدينية في فضاء أوراسيا الكبرى" كلمة سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، ومجلس شورى المفتين لروسيا في المؤتمر العلمي واللاهوتي الدولي الخامس "طريق الحرير الروحي: أهمية القيم الدينية في فضاء أوراسيا الكبرى"
السيد رئيس جمهورية تتارستان رستم نورجاليفيتش مينيخانوف ( الموقر)
السادة اعضاء حكومة جمهورية تتارستان المحترمون
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، أعضاء المجلس الكريم
باسم الإدارة الدينة لمسلمي روسيا الاتحادية، وباسم مسلمي روسيا، يسعدني أن أرحب بالسادة الزملاء الأعزاء، واصحاب السماحة المفتين الأجلاء، والسادة الوزراء، ورجال الدولة، والعلماء في الذكرى السنوية الخامسة لانعقاد المؤتمر الدولي "طريق الحرير الروحي"، الذي بدأ أعماله في دورته الاولى عام 2016 في مدينة أورومتشي في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم في جمهورية الصين الشعبية
وانطلاقًا من مبادئ التضامن والأخوة الإسلامية، وإدراكًا لأهمية تعزيز التعاون من أجل الخير، وتوحيد جهود الزعماء الدينيين في الفضاء الأوراسي، تم تنفيذ عدة مبادرات لتطوير منصة الحوار هذه، ومع مرور الوقت أظهرت هذه التجربة فعالية هذا التعاون المشترك
ومن خلال لقاءاتنا المتعددة في روسيا والصين وعواصم قيرغيزستان وكازاخستان، تتاح لنا في كل مرة الفرصة لضبط مزامنة الوقت المعاصر مع الأجندة الحالية للحياة الدينية في أوراسيا الكبرى، والتي كانت ولا تزال يتخللها التراث المشترك لطريق الحرير العظيم
كما أن نموذج التواصل الذي تم إنشاؤه بالتعاون مع شركائنا، بعد أن أظهر فعاليته، وكذلك الموضوعات التي اثيرت أظهرت أهميتها أيضاً، عمل على جذب أيضًا انتباه ممثلي دول عدة: الإمارات العربية المتحدة، وإيران، ومصر، والبرازيل، وإثيوبيا، وجنوب أفريقيا، وقطر، ومملكة البحرين. وجميع المشاركين الآخرين الذين انضموا إلى منتدانا لأول مرة هذا العام. وهكذا فإن "طريق الحرير الروحي" يعزز التكامل الثقافي والتفاعل الروحي بين الدول الصديقة
وليس من قبيل المصادفة أن يعقد مؤتمرنا عشية قمة البريكس، المقرر عقدها في قازان هذا العام. هنا، في قازان، عند تقاطع ثقافات أوروبا وآسيا، يتجلى بشكل خاص مفترق طرق الحضارات وعلاقات حسن الجوار الذي تتميز به روسيا، وعلاقات الثقة بين مختلف الشعوب وأتباع الديانات المختلفة، التي تميز البريكس
لقد أثبت الاتحاد الروسي، الذي تشكل تاريخياً كاتحاد للمجموعات العرقية الأرثوذكسية والمسلمة، للعالم أجمع أنه حتى في سنوات المحن والصعاب، فإن القيم المتعلقة بوحدة الشعب متعدد الأعراق في البلاد، المستعد للرد على التحديات الخارجية، تظل ثابتة لا تتزعزع
وتنتهج الدولة الروسية، بقيادة الزعيم الوطني فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين، سياسة متسقة للحماية التشريعية لمشاعر المؤمنين، حيث تعتبر الإساءة، بما في ذلك الاساءة للكتب المقدسة، جريمة جنائية
وفي الوقت نفسه، فإن علاقات حسن الجوار التي لا تزال قائمة ًعلى مدى قروناً عديدة بين ممثلي مختلف الأديان والاعراق ترتبط بشكل أساسي بالعقلية الخاصة لشعوب بلدنا الكبير، والتي تشكلت على أساس الفهم السلمي والإبداعي لتعاليمهم الدينية، والقواسمهم الروحية والأخلاقية المشتركة والتي أصبحت جزءًا من الحياة اليومية. ودراسة الجوانب المختلفة لهذه الظاهرة، خصصت له محاور عدة في مؤتمرنا، حيث يشارك اللاهوتيون والمؤرخون والإثنوغرافيون البارزون من شعوب أوراسيا الكبرى نتائج ابحاثهم وملاحظاتهم واكتشافاتهم
وأود أن أشير بشكل خاص إلى الدور الكبير في تشكيل هذه العقلية لأسلافنا - اللاهوتيين من مسلمي روسيا، والمفتين، والأئمة، الذين واصلوا في ظروف اجتماعية وسياسية مختلفة الدفاع باستمرار عن القيم الإنسانية للإسلام الحقيقي، وفي كثير من الأحيان قدموا التضحية برفاهيتهم من أجل ذلك، فجزاهم الله تعالى خير الجزاء، وشملهم برحمته الواسعة في دار الخلود
واستلهامًا لقدوتهم، واستخلاصاً للحكمة من تراثهم العميق، يجب علينا اليوم أيضًا أن نكون ملتزمين بالدفاع عن هذه القيم الخالدة فقط في مواجهة التهديدات والتحديات الجديدة، باستخدام النماذج والمفاهيم الحديثة.
وفي الوقت نفسه، جميعنا نرى كما هو الحال في مجتمعات ما بعد الصناعة الحالية، بتقنياتها وابتكاراتها العالية، ما يحدث من انحطاط أخلاقي كارثي، يتسم بالعلمانية المتشددة، والدعاية للإباحية المطلقة والفجور، وتدمير مؤسسات الأسرة ومفهوم التربية. علاوة على ذلك، يتم بث هذه الثقافة الزائفة بقوة إلى جميع أنحاء العالم باعتبارها الثقافة الحقيقية والتقدمية الوحيدة
وفي هذه الظروف المعاصرة، نحن الزعماء الروحيون لشعوبنا، الذين اخترنا أن تكون رسالتنا خدمة الله ونشر وصاياه بين الناس، ملزمون بتوحيد كل جهودنا لمنع وقوع كارثة عالمية غير أخلاقية، وإنهاء الفصل العنصري على مبدأ الثقافة "العالية" في منطقة ما و"التخلف" الروحي في بلدان أخرى
والله جل في علاه وفي آخر رسالته إلى البشرية - القرآن الكريم – يأمرنا: ( "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ") ـ سورة: آل عمران، الآية 104
وفي عام 2022، عندما احتفلت بلادنا بأكملها على أوسع نطاق بالذكرى الـ 1100 لاعتماد الإسلام رسمياً من قبل شعوب بُلغار الفولغا، وافق الرئيس الروسي على "أساسيات سياسة الدولة للحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية الروسية التقليدية وتعزيزها.". ووفقاً للمرسوم، تشمل القيم التقليدية ما يلي: الحياة؛ الكرامة؛ حقوق الإنسان والحريات؛ الوطنية؛ المواطنة؛ خدمة الوطن والمسؤولية عن مصيره؛ المُثُل الأخلاقية العالية؛ العائلة القوية عمل ابداعي؛ الإنسانية. الرحمة؛ العدالة؛ العمل الجماعي. المساعدة المتبادلة والاحترام المتبادل؛ الذاكرة التاريخية واستمرارية الأجيال؛ وحدة شعوب روسيا. وكل نقطة من هذه النقاط تعتبر أساسية في التعاليم الإسلامية حول الأخلاق
وباستمرار تتم الدعوة من على منابر مساجدنا، ويتم تدريس طلابنا في مدارسنا الدينية وحثهم على التمسك بهده القيم، وتقوم المراكز الدينية الإسلامية بالكثير من العمل لتعزيز القيم التقليدية ومواجهة الأيديولوجيات الغريبة والمدمرة. وبالنسبة لبعض المسلمين، تعتبر المساجد في الأساس أحد مراكز الثقافة والتعليم المتاحة، حيث يتعرفون ليس فقط على أساسيات الإسلام، ولكن أيضًا على تقاليد الإسلام الروسي، وتاريخ دولتنا المتعددة الأعراق، ويسمعون ويدرسون اللغة الروسية، التي أصبحت اليوم لغة التواصل بين المسلمين في روسيا
إن حماية القيم الروحية والأخلاقية التقليدية وحقوق المؤمنين وحرياتهم هي الاتجاه الأكثر أهمية في السياسة الخارجية لروسيا الاتحادية، التي ينظر إليها شركاؤنا في العالم العربي والإسلامي على أنها دولة ترفض باستمرار المعايير المزدوجة، النفاق والديكتاتورية والاستعمار الجديد
ويحظى نهج السياسية الدولية لبلادنا بتأييد واسع النطاق في العالم الإسلامي. وأحد أوضح الأدلة على ذلك هو انضمام دول مثل الإمارات العربية المتحدة، وإيران، ومصر، والمملكة العربية السعودية، وإثيوبيا، التي تضم عددًا كبيرًا من السكان المسلمين، إلى تحالف البريكس في وقت سابق من هذا العام. وبالتالي فإن علاقاتنا مع بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا تتطور بشكل خاص في اطار المنفعة المتبادلة، بما في ذلك في مجال التمويل الإسلامي وصناعة الحلال، كما يتضح من انعقاد المنتدى الاقتصادي الدولي على نطاق واسع "روسيا - العالم الإسلامي: قمة قازان"، هنا في مدينة قازان
إن الفضاء الأوراسية المشترك، الذي يتمتع بإمكانات تاريخية غنية، أصبح مساحة ً ومنصة ً للتكامل وايجاد الحلول ذات المنفعة المتبادلة ومشاريع البنية التحتية الكبيرة التي توحد الشعوب والبلدان، وتجذب شركاء جدد من مناطق أخرى من العالم باسم الخلق والازدهار
أتمنى من كل قلبي النجاح والتوفيق والعمل المثمر لجميع المشاركين في المؤتمر
والسلام عليكم


ВКонтакт Facebook Google Plus Одноклассники Twitter Яндекс Livejournal Mail.Ru

العودة إلى القائمة

Direct speach سماحة المفتي يهنئ الأخوة المؤمنين بعيد ال
مواعيد الصلاة
07. 09. 2024 03:28 — الفجر 05:41 — شروق الشمس 12:33 — الظهر 16:02 — العصر 19:13 — المغرب 20:58 — العشاء
في موسكو 18:15