12 Dec 2023
افتتحت صباح اليوم 12 ديسمبر في المسجد الجامع بموسكو أعمال الدورة التاسعة عشرة للمنتدى الإسلامي الدولي، والتي تعقد تحت عنوان: " دور الزعماء الدينيين في حماية القيم الدينية الاخلاقية و تعزيز السلام والامن"، ويوفر المنتدى منصة عالمية ومنبرا للزعماء الروحيين للتحدث دفاعا عن الإنسانية والأساس الروحي والأخلاقي للوجود الإنساني
وبدأت الجلسة العامة من اعمال الدورة الـ19 للمنتدى الإسلامي العالمي في موسكو صباح اليوم في القاعة الرئيسية بالمسجد الجامع بموسكو، بمشاركة ممثلي الهيئات الحكومية والرسمية الروسية، والزعماء الدينيين المسلمين واصحاب السماحة المفتين، وكبار الضيوف الاجانب: وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري فضيلة الدكتور يوسف بلمهدي، وسماحة مفتي الديار المصرية فضيلة الدكتور شوقي علام، ورئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة معالي الدكتور علي راشد النعيمي، والامين العام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة سعادة الدكتور محمد بشاري، وقاضي القضاة في دولة فلسطين فضيلة الدكتور محمود الهباش، والأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية (إيران) آية الله حامد شهرياري، وممثل الكنيسة الارثوذكسية الروسية المتروبوليت أنطونيوس مطران فولوكولامسك رئيس قسم العلاقات الخارجيّة الكنسيّة في بطريركيّة موسكو، وعدد كبير من السادة علماء الدين الاسلامي، وممثلين عن المنظمات والجامعات والمراكز البحثية من أذربيجان والجزائر ومصر وإيطاليا والعراق وإيران وكازاخستان وقطر وقرغيزستان والإمارات العربية المتحدة وفلسطين وسوريا وتونس وتركيا وأوزبكستان. ودول أخرى
وخلال أعمال الدورة الـ19 للمنتدى الاسلامي العالمي ألقيت كلمات نائب رئيس إدارة رئيس روسيا الاتّحاديّة السيّد ماغوميدوف ونائب رئيس الحكومة الروسيّة حوسنولين. كما وألقى نائب رئيس مجموعة الرؤيّة الاستراتيجيّة "روسيا - العالم الإسلاميّ" السيد موخاميتشين كلمة ترحيبيّة من رئيس مجلس الاتّحاد الروسيّ فالينتينا ماتفيينكو
وألقى سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية أكد فيها على أن الأحداث التي تجري في العالم، وفي الشرق الأوسط بشكل خاص، لا يمكن أن تترك أحدا غير مبال. والعالم كله يتذكر كيف ولماذا بدأت المواجهة على أراضي فلسطين التاريخية. والصراع الدموي، الذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف ضحية وتسبب في نزوح عدة ملايين من اللاجئين والنازحين، مستمر منذ 76 عامًا
وأكد سماحته على ضرورة احلال السلام والأمن، مشيراً إلى ما يحدث في غزة اليوم، بقوله: "اليوم، يموت الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن في قطاع غزة. يتم تدمير المستشفيات والمدارس وحتى المساجد والمعابد. ومن الواضح لجميع العقلاء في العالم أن الحل يجب أن يكمن في الاتجاه السياسي، وأن استمرار العنف لن يؤدي إلا إلى ظهور المقاومة بأشكال جديدة. وبدون سلام عادل وكامل، لن يكون هناك أمن لأي شخص في المنطقة، خاصة بالنظر إلى أهمية الأرض المقدسة للبشرية جمعاء وللكوكب ككل."
واضاف سماحته: “منذ البداية، كان الصراع في الشرق الأوسط ولا يزال أحد أكثر المشاكل العالمية تعقيدا. وأن الأزمة لا يمكن حلها إلا في إطار تشكيل نظام عالمي أكثر عدلاً، على أساس مبادئ التعددية القطبية، وتوازن مراكز القوى المختلفة، التي يدعو إليها العالم. سبحانه وتعالى كبح جماح بعضنا البعض، والقانون الدولي، واحترام سيادة جميع الدول ومصالح جميع الشعوب، والاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون"
وتابع سماحته: "هناك اليوم 183 صراعاً مسلحاً إقليمياً يدور على الأرض. لذلك، من المهم للغاية اليوم إجراء حوار بين الزعماء الدينيين من جميع الاتجاهات -الإسلام والأرثوذكسية والكاثوليك والبروتستانت واليهود والبوذيين، وما إلى ذلك، من أجل منع الصدام العالمي في الفضاء الأيديولوجي. فالمسؤولية النهائية عن مصير البشرية جمعاء مطلوبة في الخطب والنداءات. ويجب أن تعود الأخلاق العليا إلى عالم السياسة الكبرى والجيواستراتيجية. ونحن نرى أن هذا هو المفتاح لضمان آفاق وتنمية الكوكب والحياة على الأرض"
وأشار سماحة المفتي إلى أن الحوار المسيحي الإسلامي هو سمة مميزة لدولتنا وهويتنا الروسية بالكامل. لقد كانت روسيا دائما دولة متعددة الأعراق ومتعددة الأديان، حيث تم الحفاظ على الثقافات والتقاليد المختلفة لعدة قرون. وأن مبدأ الشعب المتعدد الأعراق في الاتحاد الروسي مكرس في دستور البلاد