27 Sen 2023
في هذا اليوم المبارك، الثاني عشر من شهر ربيع الأول 1445، وخلال زيارته الرسمية للملكة العربية السعودية، زار البروفسور ضمير محي الدين النائب الأول لرئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، والتقى بسعادة الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الأستاذ عاطف بن إبراهيم العليان
ويعتبر مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف في المدينة المنوَّرة أحد أهمِّ المعالم الإسلاميَّة الحضاريَّة التَّنمويَّة في المملكة العربيَّة السعوديَّة، ويشرف بالعناية بالقرآن الكريم الذي هو كتاب الله تعالى، وقد تم انشاؤه بأمر من خادم الحرمين الشَّريفين الملك فهد بن عبد العزيز، وافتتحه في عام 1405 للهجرة (1983م) ليبدأ إنتاجه مباشرة، ويمتد أثره الخيّر المبارك إلى وقتنا الحاضر، وقد حقَّق خلال تاريخه إنجازات عديدة في مجال اختصاصاته، وذلك وفق ما أُعدَّ له من البرامج المعتمدة، والمواصفات العالية، خدمةً لمصدر التَّشريع وأساس العلوم ومنهل الهداية ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا﴾ "سورة الإسراء: الآية 9 "
وفي مستهل اللقاء، نقل البروفسور ضمير محي الدين أعطر التحيات مقرونة بأطيب الاماني نيابة عن سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية الى سعادة الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف سعادة الأستاذ عاطف بن إبراهيم العليان، كما نقل لسعادته التهنئة بمناسبة حلول الذكرى الأربعين لتأسيس مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف في المدينة المنوَّرة، الذي تأسس بأمر من خادم الحرمين الشَّريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود "طيب الله ثراه"، ملك المملكة العربية السعودية
وتشتمل مجموعة مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف في المدينة المنوَّرة على مئات الطبعات المطبوعة المختلفة للقرآن الكريم، وقد تم اغناء هذه المجموعة اليوم بطبعة أعيد طباعتها واصدارها من القرآن الكريم، والتي كانت قد طبعت لاول مره عام 1787، ونُشرت في مدينة سانت بطرسبورغ بمرسوم صادر عن الإمبراطورة كاثرين الثانية
واحتفاءً بالذكرى الـ 1100 لاعتماد الاسلام ديناً رسمياً من قبل شعوب بُلغارالفولغا، اقيمت فعاليات احتفالية ثقافية وعلمية خلال عام 2022 تحت رعاية الرئيس فلاديمير بوتين، والتي تضمنت اعادة طباعة ونشر نسخة المصحف الشريف التي طبعت لاول مره عام 1787، ونُشرت في مدينة سانت بطرسبورغ بمرسوم صادر عن الإمبراطورة كاثرين الثانية
وخلال اللقاء بسعادة الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الأستاذ عاطف بن إبراهيم العليان، أشار البروفسور ضمير محي الدين إلى أن هذه النسخة من المصحف الشريف "مصحف 1787" يختلف عن المصاحف التي كانت قد طبعت وصدرت في أوربا، فقد تم إعداد المصحف للطباعة عام 1787 من قبل المسلمين: حيث قام الملا عثمان إسماعيل بتطوير خط خاص، كما عمل المسلمون التتار أيضًا كمنضدين في دار الطباعة التي طبعت القرآن الكريم. وبالتالي، يمكن اعتبار هذا الإصدار أول طبعة إسلامية للمصحف الشريف، وهذا ما أكدته أيضًا نتائح دراسة علمية واسعة النطاق أجراها مركز الأبحاث الدولي "إتقان المعرفة"، بتكليف من مؤسسة "المدينة" للنشر
كما تحدث البروفسور ضمير محي الدين إلى سعادة الاستاذ عاطف إبراهيم عليان عن الابحاث والدراسات القرآنية التي تجرى في روسيا المعاصرة، والتي تهدف حالياً الى دراسة المصاحف المكتوبة بخط اليد "المخطوطات القرآنية" والمصاحف المطبوعة المحفوطة في المكتبات ودور الارشيف والمتاحف في روسيا. وتم خلال النشر عرض نسخة بالحجم الكامل لإحدى الصفحات من قائمة مصحف عثمان، والمحفوظة في معهد المخطوطات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في مدينة سانت بطرسبورغ
وثَمّن سعادة الاستاذ عاطف إبراهيم عليان الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، نشاط الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية في مجال تطوير الأبحاث القرآنية واقترح توقيع مذكرة تعاون يتم في اطارها تطوير التعاون الثنائي في هذا المجال
بدوره، اقترح البروفسور ضمير محي الدين التعاون مع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة لنشر ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة التترية، بالإضافة إلى اللغات الـ 77 التي سبق وأن نشرت بها الترجمات الدلالية للقرآن الكريم في المدينة المنورة
وأوضح البروفسور ضمير محي الدين أن الأمة التتارية التي تبنت التقليد الإسلامي في القرون الأولى للهجرة وأعلنت الإسلام ديناً رسمياً عام 922، يصل عددها إلى سبعة ملايين نسمة في روسيا وخارجها، وأن التتار حافظوعلى دينهم لقرون عديدة، ويعيشون بسلام ووئام وعلاقات حسن الجوار مع ممثلي جميع الديانات الأخرى
وقد شارك في حضور اللقاء ايلدار نور ايمانوف نائب رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، المدير العام لدار " المدينة" للنشر
وفي نهاية اللقاء، قدم الضيوف هدية رمزية لمكتبة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، نسخة من كتاب بعنوان " تاريخ الإسلام في روسيا " للمؤلف البروفسور ضمير محي الدينوف