9 Jul 2023
برعاية سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا، احتفل صباح اليوم 09 يوليو في عاصمة مقاطعة حوض الفولفا نيجني نوفغورود، بوضع حجر الاساس لتشييد واحياء مسجد "المعرض" في مدينة نيجني نوفغورود، الذي يُعد من المعالم التاريخية والاثرية الهامة في تاريخ الامة الاسلامية في روسيا
وشارك بحضور مراسم الحفل الرسمي كل من السادة،: غليب نيكيتين محافظ مقاطعة نيجني نوفغورود، واصل شيخ رازيف نائب رئيس حكومة جمهورية تتارستان رئيس مجلس الشورى، أندريه غنيوشيف نائب محافظ منطقة مقاطعة نيجني نوفغورود، يوري شالابايف رئيس بلدية مدينة نيجني نوفغورود، سماحة المفتي كميل سميع اللين رئيس الادارة الدينية لمسلمي جمهورية تتارستان، البروفسور ضمير محي الدينوف النائب الاول لرئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، غياث زاكيروف رئيس الادارة الدينية لمسلمي مقاطعة نيجني نوفغورود، وعدد كبير من الأئمة والشخصيات المجتمعية في مقاطعة نيجني نوفغورود، إضافة إلى ممثلين عن الادارة الدينية في عدد من المناطق الروسية: فلاديمير، سفيردلوفسك، ياروسلافل، بينزا، ساراتوف، أومسك، ريازان، كيروف، كوستروما، جمهورية تشوفاشيا، جمهورية موردوفيا، جمهورية ماري إل، إقليم بيرم، وجمهورية دانيتسك الشعبية
وأكد سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين في كلمته خلال الحفل الرسمي "على أننا اليوم نشارك في حدث تاريخي: من ناحية، يتم تصحيح الظلم الذي لحق بـهذا المعبد "هذا المسجد" المدمر، ومن ناحية أخرى، نرى دليلاً واضحًا على انفتاح روسيا على التعاون مع الشرق الإسلامي، إلا وهو الموقف الودي والبناء"مضيفاً سماحته:" إن دولتنا تعود إلى أولوياتها ومعالم اتجاهاتها التاريخية، والتي صاغها الأمير ألكسندر نيفسكي: تقوية الدفاع من جهة الغرب، والبحث عن أصدقاء في الشرق".
وأعرب سماحة المفتي عن شكره وامتنانه لمحافظ مقاطعة نيحني نوفغورد غليب نيكيتين، مشيراً إلى أنه رجل يتمتع بفكر الدولة ورؤيتها، ومدرك لإمكانات وأهمية تهيئة الظروف للتقارب مع العالم الإسلامي ليس فقط بالنسبة للمقاطعة، ولكن لعموم روسيا
وقال سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين: لقد خططنا لوضع حجر لمسجد "المعرض" في نيجني نوفغورود الذي يتم إحياؤه اليوم خلال التحضير للاحتفالات بالذكرى الـ 1100 للاعتماد الرسمي للإسلام من قبل شعوب بُلغار الفولغا. وهذه المباردة والفكرة حظيت بدعم كامل من رئيس البلاد فلاديمير بوتين، حيث ساعدت هذه الفعاليات الاحتفالية بهذه الذكرى المجيدة على جذب الثقة والتعاطف مع بلدنا في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وإن حدث اليوم هو خطوة مهمة أخرى في هذا الاتجاه، فضلاً عن كونه معلمًا هامًا في عملية إعادة ذاكرتنا التاريخية وتراثنا
بدوره، أكد السيد غليب نيكيتين محافظ مقاطعة نيجني نوفغورود، على أهمية حدث اليوم، والذي يتمثل في استعادة عدالة تاريخية أخرى، من خلال وضع حجر الأساس لبناء مسجد "المعرض" في مدينة نيجني نوفغورود
وأكد السيد المحافظ أن مسجد "المعرض"، بالإضافة إلى قيمته الدينية والروحية، سيصبح أجمل لمسة في لوحة مدينة نيجني نوفغورود. ذلك لأن المسجد مكان للرفق والعطاء لكل محتاج، وتسمع فيه الدعوات بالرحمة والسكينة والأخوة والوئام، مضيفاً: أنا متأكد من أن هذا المسجد سيكون مليء بالحيوية
ولعل من المفيد أن نذكر، تاريخيًا، كان مسجد "المعرض" يقع في ساحة المحمدية في مدينة نيجني نوفغورود، على قطعة من الارض كانت تشغل بما يعرف بالسوق أو "المعرض"، وهو من أوائل المساجد الحجرية التي شُيدت في روسيا، حيث يعود بناؤه إلى عام 1817 بناءً على المرسوم الصادر من الإمبراطور نيكولاس الأول على حساب خزينة الدولة، واستمر وجوده حتى عام 1930
اكتسب مسجد "المعرض" شهرةً واسعة حيث كان يرتاده عدد كبير من المسلمين خاصة خلال أيام الصيف، حيث كانت المنطقة تشهد نشاطاً تجارياً منقطع النظير خلال موسم الصيف، وكان رواد مسجد " المعرض" في نيجني نوفغورد من كبار الشخصيات التي كانت تمثل النخبة التجارية والاقتصادية في روسيا بأكمها. اضافة إلى العديد من كبار الشخصيات من التجار التي كانت تأتي من الدول الأخرى بقصد التبادل التجاري
ونظراً لأهمية هذه السوق التجارية " المعرض" في الحياة الاقتصادية، كان التجار يطلقون عليه اسم "جيب روسيا" وذلك لاهميته في التبادل السلعي وتميزه في نجاحه كمركز للتعامل المالي، حيث يعدُ من أكبر المنصات التجارية والمالية للتعامل مع دول الشرق الإسلامي، وخاصة مع تركيا وبلاد فارس
ولعل سوق " المعرض" في نيجني نوفغورود كانت منطقة تجذب اعداد كبيرة من مسلمي روسيا، من بينهم كبار التجار والصناعيين، والعمال المشتغلين في هذا المجال حيث كانوا يتوافدون إلى هذه المنطقة للعمل بشكل موسمي وكانوا من العمالة المشهود لها بالمهنية العالية والحس بالمسؤولية
وبعد فترة وجيزة من افتتاح المسجد، سرعان ما بدء سوق "المعرض" في نيجني نوفغورود ومسجده في اجتذاب رجال الدين المسلمين وكبار المثقفين والشخصيات المجتمعية وتحول المسجد إلى مكان لعقد اللقاءات والاجتماعات والمناقشات حول قضايا الساعة التي تهم حياة الأمة المسلمة. وفيما بعد استطاع بعض النشطاء في المجال الاجتماعي التعاون مع عدد من المحسنين الذين أخذوا على عاتقهم رعاية بعض المشاريع التعليمية، وتعزيز الاتصالات والعلاقات التجارية
وتقدم مسلمو مقاطعة نيجني نوفغورد بمبادرة فكرة إعادة تشييد مسجد " المعرض" في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وبدأت الإدارة الدينية لمسلمي مقاطعة نيجني نوفغورود العمل مع السلطات في المدينة لاحياء هذا المسجد
وبفضل مساعي الزعيم الروحي لمسلمي روسيا سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، لقي هذا المشروع الدعم والمساندة، حيث اقترح سماحته أن يتزامن مشروع إحياء مسجد "المعرض" في نيجني نوفغورود ضمن الفعاليات الاحتفالية بالذكرى الـ 1100 للاعتماد الرسمي للإسلام من قبل شعوب بُلغار الفولغا (922-2022)
وقد حظيت هذه المبادرة بدعم نائب رئيس وزراء الاتحاد الروسي، رئيس اللجنة المنظمة للاحتفالات المكرسة لاعتماد الرسمي للإسلام من قبل شعوب بُلغار الفولغا (922-2022)، حيث يتم اعادة تشييد مسجد " المعرض" تحت رعاية المفتي الشيخ راوي عيد الدين بدعم من محافظ مقاطعة نيجني نوفغورود جليب نيكيتين ورئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف
ويُعد إحياء مسجد "المعرض" في نيجني نوفغورود أحد الرموز الدالة على تطوير علاقات الشراكة المتنامية بين روسيا الاتحادية مع دول العالم الإسلامي