باسم الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، ومجلس شورى المفتين لروسيا، وبالاصالة عن نفسي، أتقدم بالتهنئة القلبية من جميع مواطني بلدنا العزيز، وبخاصة سكان جمهورية القرم، بمناسبة الذكرى العاشرة لإعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا
هذا الحدث التاريخي الهام في حياة وطننا الحبيب، الذي أثر بشكل مباشر على تطور شبه الجزيرة والشعوب التي تسكنها، وكذلك على تطور الدولة الروسية بشكل عام، سيبقى يشكل في أذهان الأجيال وذاكرتهم تجسيداً لعودة سكان جمهورية القرم إلى منزل الآباء والأجداد
إنها لرحمة الله تعالى أن يكون هذا العقد من حياة شبه الجزيرة مليئًا بالإبداع، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية الإيجابية، وتعزيز الانسجام والوئام بين مختلف الأعراق والأديان، وتخقيق الإنجازات في مختلف المجالات: العلوم والثقافة والاقتصاد، وبخاصة في المجال الروحي.
وكشاهد مباشر على روح الحرية والتحول التي سادت شبه جزيرة القرم، مع بداية صفحة جديدة في تاريخ شعوب القرم والتوقعات الهائلة لسكان القرم المرتبطة بعودة شبه جزيرة القرم إلى روسيا، يمكن أن نلاحظ والسعادة تغمر قلوبنا أن الناس توقعات الناس تخيب، لقد تحسنت حياة سكان القرم العاديين، وبشكل عام جمهورية القرم كجزء من الاتحاد الروسي، آخذة في التطور الملحوظ بكل ثقة في العديد من النواحي
ولعل الموضوع الذي يحظى باهتمام خاص لأي شخصية دينية هو السلام والوئام بين ممثلي محتلف الأديان، والشعور بعلاقات التآخي في المجتمع. والحمد لله، بفضل عنايته ورحمته تعالى، تم تجنب السيناريوهات السلبية المستوحاة من الخارج. لقد أثبت سكان القرم من جميع الأعراق والأديان وحدتهم وتماسكهم وتضامنهم
وكان المرسوم الخاص بإعادة تأهيل شعوب شبه جزيرة القرم، الذي اصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أبريل 2014، بمثابة استعادة العدالة التاريخية وأعاد السمعة الطيبة لهذه الشعوب. وبكل صدق، نشعر بالسعادة الغامرة تجاه إخوتنا في الإيمان، تتار القرم، الذين، بعد عقود عديدة من الترحيل القسري، ثم بعد فترة طويلة من عدم اليقين القانوني، بكل معنى الكلمة، عادوا إلى أرضهم ووطنهم مرة أخرى، وأصبحت لغة تتار القرم إحدى اللغات الرسمية في الجمهورية، ويتم إحياء التراث التاريخي والروحي لشعب تتار القرم بشكل نشط
وبفرح يملئ قلب كل مسلم في روسيا، نشاهد كيف تجري عمليات الترميم الناجح للمعالم والأوابد تاريخية في محمية ومتحف بخشيساراي التاريخي والثقافي والأثري بما في ذلك مسجد الخان الكبير وأضرحة خانات القرم، وإحياء ذكرى الشخصيات العلمية والعامة من تتار القرم، كالعالم والمربي الروسي العظيم إسماعيل غاسبرينسكي
كما يشهد حجم وجمال المسجد الجامع في شبه جزيرة القرم الجديد، والذي تم تشييده تحت رعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبفضل الدعم المستمر لرئيس جمهورية القرم سيرغي أكسينوف
كل ذلك، يعطينا ثقة كبيرة لنؤكد بأن شعب تتار القرم الشقيق يعيش عصرًا من التطور الوطني والديني والثقافي النشط
أدعو الله سبحانه وتعالى أن تزدهر وتتطور شبه جزيرة القرم، وأن لا تعرف هذه الأرض الجميلة الفتنة والبغضاء، وأن تزدهر ثقافة ولغات جميع شعوبها في حدائق القرم الجميلة، وأن تتربى الأجيال الشابة في جو يسوده السلام والوئام والاحترام المتبادل وحب الوطن والرفاهية الروحية والمناخ الأخلاقي الراقي
وكل عام وانتم بالف خير
المفتي الشيخ راوي عين الدين
رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية
رئيس مجلس شورى المفتين لروسيا