وجّه الزعيم الروحي لمسلمي روسيا، سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا، كلمة الى الأخوة المؤمنين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي وأخواتي الأعزاء،،
لقد حل علينا شهر رمضان المبارك - شهر الرحمة من الله والمغفرة اللامحدودة، شهر تحقيق الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة التي لايكتمل اسلام المرء إلا بها – الصيام
يقول الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (سورة البقرة ــ الآية 183)
باسم الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا، وبالأصالة عن نفسي، اتقدم إليكم بالتهنئة القلبية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
بقلوب نقية ونوايا طيبة وصادقة نستقبل هذا الشهر الفضيل ــ شهر الصوم والتطهير الروحي والعمل الصالح، شهر الصلاة والدعاء
وخير دليل على عظمة شهر رمضان المبارك وأهميته المقدسة ــ حقيقة نزول الوَحْي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ــ نزول القرآن الكريم في هذا الشهر الفضيل. ففي شهر رمضان المبارك إضافة إلى العبادات المفروضة – ومنها الصيام، فإننا نسعى جاهدين لملء هذا الشهر بعبادات أخرى، منها قراءة القرآن الكريم، وحفظه ودراسته والتأمل في معانيه. وقد يكون الاستماع إلى قراءة عطرة لآيات كتاب الله يؤديها الإمام أو إلى تسجيل صوتي لقراءة القرآن الكريم يملأ قلوبنا نوراً وفرحاً وبهجةً خاصة
في هذا الشهر المبارك مَنّ الله تعالى على عباده بكثيرٍ من الكرم والرحمة والنِّعَم والعطايا، ولا شكّ بأنّ تلك النِّعم تُشكّل حافزاً للمسلم يحثُّه على بذل المزيد من الجهد في الطاعة، والعمل، ابتغاء مرضاة الله سبحانه. نسأل الله تعالى متضرعين  أن يمنّ علينا وعلى عائلاتنا بالصحة والرفاه والرخاء، وبالسلام والازدهار لوطننا، وبالأخلاق الحميدة لجيل الشباب، وبالسلامة والحفظ لأولئك الأبطال المشاركين في العملية العسكرية الخاصة، المدافعين عن وطننا الغالي وشعبنا
في هذا الشهر العظيم، الذي تَكْثُرُ فِيهِ النِّعَمُ وَالْخَيْرَاتُ، وَتَعْظُمُ الْمِنَنُ وَالْبَرَكَاتُ، نسأل الله تعالى متضرعين أن يوضع حد لسفك الدماء في الأرض المقدسة، ويتوقف موت الشيوخ والنساء والأطفال، وتدمير المساجد ودور العبادة، وأن يعم السلام في قطاع غزة وفي سائر أنحاء العالم. وفي نهاية المطاف، رمضان هو شهر لإحلال السلام وتعزيزه في نفوس المؤمنين
لقد خصصنا عام 2024 ليكون عام الأسرة المسلمة، عاماً لتعزيز القيم العائلية والمحبة والتفاهم والاحترام المتبادل بين الأقارب، لأن شهر الصوم هو شهر يجمع القلوب على محبة الله ويدعوهم إلى الرأفة والمودة والرحمة
ونسأل الله تعالى أن يرزقنا جميعا القوة والغبطة على الصيام وتحقيق سنة رمضان في أداء صلاة التراويح جماعةً
أتمنى أن يكون هذا الشهر العظيم مليئًا بالأعمال الصالحة، وأن يكون فرصة لتجديد الإيمان بالله تعالى في قلوبنا، وأن يستيقظ في روح كل فرد فينا أفضل المبادئ والقيم والصفات الأخلاقية المتمثلة بالعدالة والكرم والرحمة واللطف والرأفة، وأن يسود السلام والازدهار والتفاهم المتبادل في بيوت المسلمين في جميع أنحاء العالم، وأن يذكر اسم الله بلا كلل ولا ملل، وأن تُسمع آيات القرآن الكريم في كل مكان.. آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفتي الشيخ راوي عين الدين