عشية الاحتفال بأعياد شهر أيار/ مايو وبخاصة احتفال شعوب العالم بيوم النصر العظيم، عُقد في المسجد الجامع بموسكو لقاءً تكريمياً للمحاربين القدامى من ممثلي مختلف الأديان، والذي اصبح لقاءً تقليدياً يعقد سنوياً احتفاءً بهذه المناسبة العظيمة "الذكرى الـ 78 للانتصار العظيم للشعب السوفيتي على الغزاة النازيين"، بحضور قدامى المحاربين المشاركين في العمليات العسكرية في الحرب الوطنية العظمى وممثلي عن الهيئات والإدارات الرسمية والمنظمات العاملة في البحث عن الجنود المفقودين والوثائق الأرشيفية
وقد ناب عن سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، في استقبال الضيوف الكرام رئيس مجلس الحكماء في الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ضمير عزة اللين وإمام المسجد الجامع بموسكو مارات أرشاباييف
واستُهل اللقاء بالصلاة والدعاء تخليداً لارواح وذكرى المحاربين الذين سقطوا في ساحات المعركة وضحوا بحياتهم وارواحهم في سبيل الدفاع عن وطنهم والذود عن بلادهم إبان الحرب الوطنية العظمى، وصنعوا هذا النصر والمجد العظيم، وكذلك تخليداً لذكرى المحاربين الذين لا يزالون على قيد الحياة
وخلال الجولة التي قام بها الضيوف الكرام في رحاب المسجد الرئيسي في روسيا "المسجد الجامع بموسكو" اطلع الضيوف على معروضات المتحف الإسلامي وبخاصة المصاحف الفريدة، ونسخ لأقدم المخطوطات الاسلامية المعروضة في متاحف طشقند واسطنبول
وتحدث المشاركون في هذا اللقاء عن أحداث الحرب الوطنية العظمى، وبشكل مواز تطرقوا إلى الاحداث التي تشهدها الساحة الدولية في الوقت الراهن، مشددين على أهمية وحدة المجتمع وتماسكه وتعاضد ممثلي جميع الأديان والشعوب في بلدنا الغالي في القضية المقدسة المتجسدة في وحدتنا من أجل الدفاع عن أرض الوطن
وأكد المشاركون في اللقاء على أهمية تربية جيل الشباب على حب الوطن، وتوجيه رسالة إلى الاجيال الشابة وحثهم على العمل والتضحية من أجل رفعة الوطن وعزته ومجده من خلال احياء ذكرى اروع ملاحم البطولة والبسالة التي سطرها المقاتلون الشجعان في أرض المعركة الذين لم يبخلوا في بذل حياتهم ودمهم في سبيل الدفاع عن تراب الوطن الغالي وعزته
وشدد رئيس مجلس الحكماء في الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ضمير عزة اللين على أننا جميعاً نفتخر بوطننا ووحدتنا الوطنية ومستعدين لبذل الغالي والنفيس للدفاع عن ترابه، مذكراً بما جاء في خطبة سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين خلال صلاة عيد الفطر المبارك: "يجب أن نتحلى بالصلابة والثبات على الاستقامة والصلاح، وأن نتحلى بالشجاعة على الصراط المستقيم، ونتذكر بأن الشجاعة الحقيقية ليست فقط الشجاعة والقوة الجسدية. فالشجاعة هي قوة الروح والجرأة والأخلاق الرفيعة والحرص على حماية نفسك وأحبائك، وحماية بيتك ووطنك من كل ما يمكن أن يثير غضب الله تعالى ...
وأعرب المشاركين في اللقاء التكريمي عن شكرهم وامتنانهم لسماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا على تنظيم هذا اللقاء التقليدي السنوي في المسجد الجامع بموسكو وتكريم قدامى المحاربين، تخليداً لذكرى لقاء العشرات من الجنود الابطال من جميع الايان والاعراق المشاركين في الحرب الوطنية العظمى، الذين امتزجت دمائهم في ارض المعركة وفي الخنادق دفاعاً عن أرض الوطن الغالي، مشددين على أن الوحدة والتلاحم منحتنا القوة والعزيمة للدفاع عن البلاد، وهزيمة الفاشية، واليوم لا يمكننا أن نعيش إلا بالوحدة والتعاضد والتلاحم مع بعضنا البعض