قام سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين وأعضاء الوفد المرافق لسماحته بزيارة إلى سفارة جمهورية إيران الإسلامية بموسكو، بناءً على دعوة كريمة تلقاها سماحته باسم سعادة السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية إيران الإسلامية في موسكو السيد كاظم جلالي على مأدبة الافطار
وفي مستهل كلمته الترحيبية بالضيوف، أشار سعادة السفير كاظم جلالي إلى أن روسيا لديها تقاليد عريقة تمتد إلى عدة قرون من التعايش السلمي لممثلي جميع الأديان الإبراهيمية، والتي تتحقق من خلال الرؤية الاستراتيجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستوى الرفيع للادارة في المجال الديني
وأضاف سعادة السفير أن وحدة المسلمين في العالم تتعرض للتحدي من جهات مختلفة: فمن جهة نلاحظ إهانة للإسلام ولشخص الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومن ناحية أخرى نلاحظ تحريف للدين لصالح وجهات النظر الراديكالية
وأكد سعادة السفير على أنه في ظل هذه الظروف، وعلى الرغم من الاختلافات في قضايا المذاهب الاسلامية، من الضروري أن يبذل المسلمون جهودًا من أجل توحيد الكلمة والصف، مشدداً على أن الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ورجال الدين المسلمين في روسيا ملتزمون بهذا المبدأ في خدمتهم الروحية، الأمر الذي يسمح بتعزيز العلاقات طويلة الأمد بين شعبي البلدبن في إيران وروسيا
ورداً على ذلك، شكر سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين سعادة السفير على الدعوة الكريمة، مشيراً إلى أن رجال الدين المسلمين في روسيا يؤدون خدمتهم الدينية على أكمل وجه، معتبرين هذا العمل بمثابة رسالة حددها الله سبحانه وتعالى من أجل نشر السلام والفهم الإنساني لدين الإسلام، مضيفاً سماحته:" خلال 36 عامًا من خدمتي الدينية في موسكو، حاولت أن أكون مفيدًا لأمتنا المسلمة، متمسكًا بأوامر الله تبارك وتعال ووصية نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)"،  مشيراً إلى أنه في عام 1989، وبدعوة من السلطات السوفيتية، التقى سماحته وبصحبة عدد من رجال الدولة في الاتحاد السوفييتي مع مبعوث الامام الخميني في مطار العاصمة موسكو، الذي حمل آنذاك رسالة من السيد الامام الخميني موجهة إلى رئيس هيئة مجلس السوفيات الأعلى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ميخائيل غورباتشوف
وأشار سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين إلى أن الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية تتعاون منذ عقود مع السفارة الإيرانية في موسكو ومع المركز الثقافي التابع لها في مسألة تعزيز الوحدة والتضامن الإسلامي، ومن أوضح الأمثلة على هذا التعاون اليوم، يتجسد في التعاون المشترك في احياء ذكرى "يوم القدس العالمي" سنوياً في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك، حيث يجمع سفراء الدولة الإسلامية في المسجد الجامع بموسكو للمشاركة في التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، مضيفاً: " نرفع صوت الإسلام والمسلمين دفاعاً عن ثالث المقدسات الإسلامية "القدس الشريف"، ونعبر عن احجاجنا على العدوان الذي نشهده حتى في شهر رمضان المبارك"، معرباً سماحته عن شكره لسعادة السفير كاظم جلالي ومن خلاله للسفارة الإيرانية بموسكو على دعمهم الثابت لفترة تمتد عقود من الزمن في إحياء ذكرى "يوم القدس العالمي" سنوياً في المسجد الجامع بموسكو