وسط مشاركة واسعة لمسلمي العاصمة الروسية موسكو، وبحضور كبير لاصحاب السعادة السفراء، وأعضاء البعثات الدبلوماسية للدول العربية والاسلامية المعتمدين في موسكو، وتحت رعاية الزعيم الروحي لمسلمي روسيا، سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية، ومجلس شورى المفتين لروسيا، أقيم ظهر اليوم قبيل صلاة الجمعة، احتفالاً بمناسبة إحياء ذكرى "يوم القدس العالمي"، في المسجد الجامع بموسكو
ويعد الاحتفال بذكرى "يوم القدس العالمي"، تقليداً سنوياً يقام كما في كل عام بيوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك، والذي تم الاعلان عنه عام 1979 من قبل مؤسس وزعيم جمهورية إيران الإسلامية، الإمام آية الله الخميني، للتعبير عن التأييد والتضامن مع الشعب الفلسطيني ومدينة القدس
وشارك في حضور هذا الحفل السادة أصحاب السعادة السفراء، وأعضاء السلك الدبلوماسي للدول العربية والاسلامية: فلسطين، إيران، الأردن، تركيا، اليمن، سلطنة عمان، سوريا، مصر، غامبيا، السودان، موريتانيا، إندونيسيا، باكستان، أفغانستان وجمهورية بنغلاديش، وكذلك ممثلين عن سفارات العراق ولبنان والجزائر والمغرب وماليزيا واندونيسيا وكازاخستان وقيرغيزستان
وفي مستهل كلمته أمام المشاركين، رحب الزعيم الروحي لمسلمي روسيا، سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين المشاركين في أداء صلاة الجمعة وشكرهم على مشاركتهم في احياء ذكرى "يوم القدس"، مشيراً إلى أن مدينة القدس ذات مكانة خاصة وتحظى بالاعتراف الدولي، ذلك لأن هذه البقعة المقدسة من الأرض تحتضن مقدسات ثلاث ديانات عالمية، ويتوجب على كل شخص هناك أن يحترم مشاعر وحقوق المؤمنين من جميع الأديان
وأكد سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، على أن لقاؤنا اليوم هو مناسبة للتذكير مرة أخرى بالهوية الإسلامية لهذا المكان، وبالسنوات العديدة من تحدي حرمة قدسية هذا المكان، الذي يضر بمشاعر الملايين من المسلمين المؤمنين حول العالم
وأشار سماحة المفتي راوي عين الدين إلى أن مسلمي روسيا يعربون عن تضامنهم مع جهود الفلسطينيين وحقوقهم في تقرير المصير والاستقلال ومحاولاتهم في إقامة حياة كريمة، والتي تواجه العديد من العقبات، بما في ذلك استمرار الاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية
ووفقاً لما أردف به الزعيم المسلم الروسي، هناك حاجة للوصول إلى حل سياسي شامل، وتحقيق التطلعات الوطنية للفلسطينيين، وليس حلًا للقضايا المصيرية المفروض من جانب واحد بواسطة القوة والعدوان. ومن الضروري حل النزاع من خلال الحوار، ومشاركة جميع الأطراف المتنازعة في عملية التسوية السلمية
واضاف سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا "أن مشاركة روسيا في عملية تسوية الشرق الاوسط ستسهم في عودة السلام والاستقرار الى المنطقة".
واختتم سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين كلمته في التضرع إلى الله سبحانه وتعالى أن أن ينزل السلام والوئام على الأرض الفلسطينية، وأن ينعم جميع المسلمين بالصحة والازدهار
فيما دعا سعادة عبد الحفيظ نوفل، السفير فوق العادة والمفوض لدولة فلسطين نيابة عن الشعب الفلسطيني الذي طالت معاناته، الجميع إلى مواصلة دعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل العدالة، مستشهداً بكلمات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مؤتمر دعم القدس المنعقد في شهر فبراير بمدينة القاهرة: "دعم القدس وتعزيز صمود الموجودين فيها هو واجب ديني وضرورة إنسانية ووطنية يجب تلبيتها والوفاء بها".
بدوره، شكر سعادة السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية ايران الإسلامية كل المشاركين في فعاليات اليوم العالمي للقدس، التي أعلنها الإمام آية الله علي الخميني، معرباً عن تضامنه مع شعب فلسطين الذي طالت معاناته
وأكد سعادة السفير كاظم جلالي على أن القضية الفلسطينية لا تتعلق فقط بالدول العربية أو الإسلامية، بل تمس البشرية جمعاء، والجرائم التي تُرتكب هناك يتردد صداها بالمرارة في نفوس كل التواقين والمحبين للحرية، مشيراً إلى أنه من المؤسف أن تلتزم المنظمات الدولية المدعوة لمتابعة ومراقبة احترام حقوق الإنسان بالصمت إزاء الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني
وفي كلمته أمام الحضور، أكد سعادة خالد الشوابكة سفير المملكة الاردينة الهاشمية لدى روسيا، على أن المملكة الأردنية الهاشمية تمارس مسؤوليتها تجاه المقدسات في القدس انطلاقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية عليها، وأن حماية المقدسات في القدس المحتلة والحفاظ على جوهرها الإسلامي والعربي مهمة سامية، ويبذل جلالة الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردينة الهاشمية قصارى جهده من أجل ذلك، مضيفاً: "وكما يؤكد جلالة الملك، ستكون القدس دائما خطا أحمر لا يمكن تجاوزه".
وفي كلماتهم التي القيت في الحفل، أيد أصحاب السعادة السفراء فوق العادة والمفوضون للدول العربية والإسلامية موقف الزعيم الروحي لمسلمي روسيا سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين والرئيس الفلسطيني محمود عباس
وبعد الحفل، شارك الضيوف الكرام مع أكثر من خمسة عشر الف مصل من مسلمي العاصمة في أداء صلاة الجمعة بالمسجد الجامع بموسكو، وعبر المسلمون في صلاة الجمعة عن القواسم المشتركة مع الأمة بأسرها تضامناً مع الشعب الفلسطيني