بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، أقام سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا حفل استقبال رسمي ومأدبة افطار اليوم في قاعة الاستقبال في المسجد الجامع بموسكو، بمشاركة اصحاب السعادة سفراء الدول العربية والاسلامية في موسكو
وشارك في حضور حفل الاستقبال ومأدبة الافطار المدير العام لمركز الخبراء الروسي فيرونيكا نيكيشينا، ورافيل أخمتشين، نائب رئيس وزراء جمهورية تتارستان، والممثل المفوض للجمهورية في الاتحاد الروسي، وممثلو وزارة الخارجية الروسية: كبير مستشاري دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رشيد صادقوف، مستشار دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أصلان أزيف، والسادة نواب رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية: البروفسور ضمير محي الدينوف، والدكتور روشان عباسوف، وايلدار نور ايمانوف، وايلدار علييف مدير ادارة العلاقات الدولية
وفي مستهل كلمته الترحيبية بالضيوف الكرام، أعرب سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين عن أحر ترحيبه وشكره وامتنانه للضيوف على تلبية الدعوة، ومشاركتهم واهتمامهم بالبرامح والنشاطات والفعاليات التي تنظمها الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا، مشيراً إلى التفاعل التاريخي بين روسيا والشرق والذي تمتد جذوره إلى مئات السنين، وعلى مدار هذا التاريخ الممتد لألف عام، أقامت بلادنا علاقات قوية ومفيدة ومثمرة للطرفين وعلى مستويات مختلفة، ابتداءً من عصر القبيلة الذهبية، وخانات ما بعد القبيلة الدهبية، ثم موسكو روس، والإمبراطورية الروسية، والاتحاد السوفيتي، وصولاً إلى تاريخ روسيا الحديثة.... والجدير بالذكر أن العامل الديني الإسلامي، كان على الدوام جزءًا لا يتجزأ من هذه الروابط والعلاقات
وأشار سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين إلى أهمية تجربة الحوار الدبلوماسي، الذي بداًت في عهد الإمبراطورية الروسية، والتي انعكست ببراعة في العقود السوفيتية الأولى في أنشطة الدبلوماسي الأسطوري كريم خكيموف، مضيفاً: " أن تقاليد المدرسة الدبلوماسية الروسية مستمرة بنجاح حتى اليوم
وأعرب الزعيم الروحي لمسلمي روسيا عن خالص امتنانه لوزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف، ولجميع اصحاب السعادة السفراء والدبلوماسيين في وزارة الخارجية الروسية، على دعمهم  الشامل للدبلوماسية الروحية والشعبية والنشاط الدولي الذي تقوم به الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، مشيراً إلى أن هذه الرعاية والاهتمام من قبل وزارة الخارجية يكشفان عن خصوصية دولتنا متعددة الطوائف والاديان، والقائمة على مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة بين جميع الأديان وجميع المؤمنين، والمنصوص عليها في التشريعات، والتي تمت الاشارة إليها مرات عديدة في خطابات السيد الرئيس فلاديمير بوتين
وقال سماحة المفتي: "إن القرار التاريخي الذي اتخذه الرئيس فلاديمير بوتين بمشاركة روسيا في أعمال منظمة المؤتمر الإسلامي عام 2003 بصفة مراقب أصبح علامة بارزة في العلاقات بين روسيا ودول العالم الإسلامي"، مضيفاً: "من المهم أن نلاحظ أن هذا الحدث الهام سبقته سنوات من العمل المنهجي للإدارة الدينية لمسلمي روسيا، من خلال إقامة اتصالات مع الدول العربية والإسلامية، تهدف إلى تقريب روسيا من العالم الإسلامي".
وأكد سماحة المفتي الشيخ راوي عن الدين، أن مسلمي روسيا كانوا على موعد مع حدث هام في تاريخ الإسلام الروسي خلال العام الماضي، حيث دعم الرئيس فلاديمير بوتين مبادرة لاعلان عام 2022 عاماً للاحتفال بالذكرى الـ 1100 للاعتماد الرسمي للإسلام من قبل شعوب بُلغار الفولغا، حيث تضمنت الاحتفالات مئات الفعاليات الثقافية والعلمية والفنية وشملت كافة المناطق والاقاليم والمقاطعات على امتداد مساحة الوطن الشاسع، والتي أثبتت مرة أخرى تماسك ووحدة مجتمعنا متعدد الأعراق والطوائف، وساهمت في تعزيز سلطة ونفوذ وسمعة بلدنا في العالم الإسلامي
وخلال اللقاء، تم تقديم عرض عن الأنشطة والفعاليات التي تنظمها الإدارة الدينية لمسلمي الاتحاد الروسي ومجلس شورى المفتين لروسيا، والبرامج الثقافية والتعليمية والخيرية والاجتماعية، وكذلك الأنشطة الدولية الهادفة إلى توسيع التعاون الإنساني الشامل، وتطوير العلاقات المثمرة بين الشعوب والطوائف الدينية، وعرض التجربة الروسية الفريدة لعلاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل بين شعوب وأتباع الديانات التقليدية
وركز التقرير بشكل خاص على المشاريع الخيرية خلال شهر رمضان المبارك، وعلى وجه الخصوص، المشروع الخيري المشترك مع المحسن سليمان كريموف "رمضان كريم"، ومشروع "خيمة رمضان"، والمساعدات الإنسانية واسعة النطاق التي يتم إرسالها إلى جمهورية دانتيسك الشعبية، وجمهورية لوغانسك الشعبية، والمساعدات الانسانية للمتضريين من الزلزال المدمر في تركيا وسوريا
وخلال حفل الاستقبال، تم تكريم عدد من اصحاب السعادة السفراء، بمنحهم أعلى وسام تمنحه الادارة الدينية لمسلمي روسيا " وسام الفخر": سعادة سفير المملكة العربية السعودية عبد الرحمن الاحمد، سعادة سفير دولة قطر الشيخ أحمد بن ناصر آل ثاني، سعادة سفير الجمهورية اللبنانية شوقي بو نصار، سعادة سفير جمهورية كازاخستان إرميك كوشرباييف، كما تم تكريم السيدة مايا مناع مديرة قناة روسيا اليوم العربية بمنحها وسام "الاستحقاق"
بدورها، هنأت فيرونيكا نيكيشينا، المدير العام لمركز الخبراء الروسي، جميع الحاضرين بحلول شهر رمضان المبارك، وأعربت عن شكرها لسماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين على جهودهم ودعمه وتعاونه، وشددت على أننا نولي دائمًا أهمية للتعاون مع العالم الإسلامي، وإقامة حوار بناء مع العالم العربي والإسلامي، وختمت كلمتها معربة عن اطيب تمنياتها لجميع البلدان بالتقدم الازدهار والسلام
من جهته، قال سعادة سفير الجمهورية اللبنانية شوقي بو نصار، على الرغم من أننا نعيش أوقات صعبة، ونشهد نزاعات مسلحة في العديد من البلدان، يجب علينا محاربة قوى الشر من خلال الخير والبناء، معتمدين على مبادئ ديننا الحنيف، وبجب أن نسعى جاهدين لتقوية روابطنا، مضيفاً: " أُعلن صراحة أن لبنان يشاطر القيم التي تدافع عنها روسيا الآن"، وأنه يتوجب أن تعتمد الإنسانية على القيم الدينية الحقيقية حتى في مكافحة التطرف والراديكالية
بينما اعربت السيدة مايا مناع مديرة قناة روسيا اليوم العربية عن شكرها وامتنانها على التكريم، مضيفة أن هذه الجائزة هي شرف كبير للقناة بأكملها، وتقدير للعمل الكبير الذي تقوم به، مؤكدة على الدعم الذي يعرب عنه القادة المسلمون لروسيا، وأن العالم العربي والإسلامي الآن مثل كتف يمكن الاتكاء عليها
وفي ختام حفل الاستقبال ومأدبة الافطار أشاد الضيوف الكرام بالاجواء الودية والدافئة، معربين عن خالص تقديرهم وامتنانهم لسماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين على كرم الضيافة وحسن التنظيم وحفاوة الاستقبال