Friday, 26 April 2024
مجلس شورى المفتين لروسيا
بِسْمِ  اللّهِ  الرَّحْمـَنِ  الرَّحِيمِ
 
Rus En Ar
مقالات > أخبار > انطلاق المؤتمر الدولي الثاني لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

انطلاق المؤتمر الدولي الثاني لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية انطلقت اليوم في عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة أبوظبي أعمال المؤتمر الدولي الثاني لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، تحت شعار "الدراسات الإسلامية في الجامعات: نحو تعزيز قيم المواطنة والتعايش" " بحضور معالي الشيخ عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، رئيس المجلس العلمي الأعلى للجامعة، ومعالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس مجلس أمناء الجامعة ومشاركة نخبة من العلماء والخبراء والأساتذة من مختلف دول العالم
ويتناول المؤتمر على مدار ثلاثة أيام ستة محاور تتضمن الدراسات الإسلامية.. الرؤية والمضمون، الدراسات الإسلامية ومناهج البحث والتدريس، إعادة بناء العلوم الإسلامية في الجامعات العربية، الدراسات الإسلامية وتكامل المعارف، الدراسات الإسلامية وتعزيز قيم التعايش والمواطنة، الخطاب الديني والمجتمع
وأكد معالي الشيخ العلامة عبد الله بن بيه في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر أهمية المحاور التي يناقشها في تعزيز قيم المواطنة والتعايش من خلال مناهج الدراسات الإسلامية في الجامعات
وأشار إلى أن الدراسات الإسلامية كانت في منبتها الأوروبي محاولة ظهرت في القرن التاسع عشر على يد زمرة من المستشرقين لدراسة الإسلام من منظور مغاير ومن ثم فقد كان يرنو إلى معرفة علمية شاملة لكل ما يتعلق بالإسلام دينا وحضارة وأمما وثقافة وفنا ولغات، بل بكل ما أنتجه الإسلام والمسلمون وكذلك واقع الحضارة الإسلامية واستشراف مستقبلها وآفاق تطورها
وأضاف أن هذا المفهوم لم تحتفظ به الجامعات في العالم الإسلامي وإن احتفظت بعضها بالاسم وقصدت به تدريس العلوم الإسلامية شريعة وعقائد، مشيرا إلى أن المطلب التجديدي في الدراسات الإسلامية ينطلق من الوعي بما تتهم به بعض المناهج التربوية الدينية من المسؤولية في انتشار التطرف ولا بد من إعادة النظر في هذا المنهاج، فالإنسان في مثل هذه الأجواء إذا لم يزوّد برواية صحيحة وصلبة للدين، مأخوذة من الجهات الموثوقة وداخل المحاضن المؤسّسية المأذونة شرعا، فإنه لا محالةَ سيستقي من مصادر غير متخصّصة فتقوده إلى الغُلوّ والتطرف
وأوضح أنه من موجبات الإصلاح والتجديد ما نشاهده من انكماش مساحة الاجتهاد الفقهي، وما نتج عنه من عجز عن مواكبة مستجدات العصر في المعاملات وضحالة في الانتاج الفكري مؤكدا أن إصلاح التعليم لا يمكن إلا أن يكون بعقليات متفتحة واعية بعصرها وفي نفس الوقت متجذرة في تاريخها، لأن الإصلاح التجديدي ينطلق من أساس شرعي يسعى إلى المصالحة والمواءمة وتبرير الدين بالعقل وتحرير العقل بالدين
وحول كيفية تطوير الدراسات الإسلامية قال إن مادة الدراسات الإسلامية هي شجرةُ المعارف الإسلامية التي نبتت على ضفاف بحر الكتاب والسنة، والحال اليوم يدعو إلى الانفتاح على العلوم الإنسانية
من جانبه أكد معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي أن المؤتمر يَنْعَقِدُ في سياقِ الحاجة إلى تطويرِ مجالِ الدراساتِ الإسلاميةِ فِي مُخْتَلِفِ المعاهدِ والمدارسِ، لا سيمَا في الجامعاتِ التي تُمَثِّلُ مرحلةً متقدمة مِن مراحلِ التعليم، وذلكَ لَما نراه مِن مُشْكِلاتٍ فكرية وإشكالات علمية قَد تعترضُ هذَا السبيلَ، وَيَنْبَغِي أَن تُوَاجَهَ بالعلم الشرعي الرصين والمعرفة الإنسانية والاستفادة من الخبرات والتجارب
وقال إنَّ جامعةَ محمد بنِ زايد للعلوم الإنسانيةِ تَسْعَى مِن خِلالِ هذَا المؤتمرِ إلى الاستفادة من المتخصصين مِن ذَوي العِلم علَى تَوليدِ الأفكارِ وبناءِ المعارفِ، والاستفادةِ مِن التَجَارِبِ المتراكمةِ والرُّؤَى المتَسَلْسِلةِ، في سبيلِ الوصولِ إلى نتائجَ عَمَليةٍ، مِن شَأنِها أَن تُوجِدَ حُلولًا واقعيَّةً وأدويةً ناجحة تقدم رؤية وطنية وحضارية وأخلاقية للدراسات الإسلامية في الجامعات، فكم نحن بحاجة إلى مخرج وطني يحمل علماً شرعياً رصيناً، يعيش مع هموم مجتمعه، وينتج خطابا وطنيا وأخلاقياً يراعي فيه واقعه وزمانه
وأشار إلى أن الدراساتِ الإٍسلاميةَ في الجامعاتِ اليومَ مِن شَأْنِها أَن تعزز دَعَائِمَ الدِّينِ السَّمْحِ في المجتمعاتِ، وَيَنبغِي أَن تكونَ علَى مستوى البحثِ والتعليم والتدريس مَنَارةً يَهْتَدِي بِها أبناءُ الوطنِ في تعزيزِ روابطِ المواطنة الصالحة و المحبةِ والأخوةِ والتعايشِ بينَ البشرية، وأنْ تكونَ المكانَ الفسيحَ الذي يَصُونَ المعرفةَ وَيَحْفَظُ عَهْدَها وأن تكون الحصن الحصين في تعزيز المواطنة والتعايش ودحر الأفكارِ الهَدَّامةِ، ومفاهيم أهلِ الغلوِّ والتطرفِ والإرهابِ، وذلكَ مِن أجل أَن يَشِعَّ نورُ القيم والاعتدالِ علَى أبناءِ الجيلِ الحاضرِ والأجيالِ القادمةِ ليَكونُوا قدوة في تنميةِ الأوطانِ والسُّموِّ بها إلى العِزةِ والرِّفْعةِ والرقيِّ
وأضاف أنه " في هذَا السياقِ وحرصاً مِن قِيَادَتِنَا الرشيدةِ علَى رؤيةِ أَبْنَاءِ الوطنِ من أصحاب الدرجات العليا علماءَ وبَاحِثِينَ وَمُفَكِّرِينَ، يعيشونَ الحاضرَ بواقعيةٍ، ويُدْرِكُونَ المُسْتَقْبَلَ متطلعينَ إلى الإبداع والتميز والابتكار، تبذلُ جامعةُ محمد بنِ زايد للعلوم الإنسانيةِ جهوداً علَى المستَويين المحلي والدَّولي، تَمَثَّلَت في استحداثِ أولِ بكالوريوس من نوعهِ في التسامحِ والتعايش، وأولِ بكالوريوس في الفلسفة والأخلاق - مُستوى الشرقِ الأوسط، وذلكَ مِن أجلِ تعزيزِ الدراساتِ الإسلاميةِ وَرَبْطِها بالعلومِ الإنسانيةِ حرصاً على تحقيقِ مبادئِ التكاملِ المعرفيِّ الذِي أصبحَ ضرورةً فكرية وعلمية للنهوض بالخطاب الديني، كما تعالج الجامعة المفاهيم الفكرية والدينية التي حرفت على غير مقصدها وغايتها، فسعت الجامعة إلى تقديم نظرة تجديدية دقيقة حول هذه المفاهيم لتبني ثقافة الرحمة وتعزز من روح المواطنة الصالحة".
ونوه إلى أن الجامعةَ قَامَت أيضا باستحداثِ مَوَادّ وَمَساقاتٍ تَتضَمَّن جملةً مِن القَضايا الراهنةِ التي ترتبطُ بالواقعِ كمساقِ المدخل إلى التسامح والتعايشِ، والسِّلم والمواطنة والتعايشِ، والمرأةِ في الحضارةِ الإسلامية، وتحليلِ النصوصِ الشرعية، وفهم النصوص الشرعية، والقيم الكبرى، ونصوص التعايش من القرآن والسنة ومساقات في الذكاء الاصطناعي والواقع المعاصر
وقال معالي الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي مصر في كلمته إن قَضِيَّةَ الْأَصَالَةِ وَالتَّجْدِيدِ مِنَ الْقَضَايَا الَّتِي فَرَضَتْ نَفْسَهَا بِقُوَّةٍ عَلَى السَّاحَةِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْفِكْرِيَّةِ، كَمَا أَنَّهَا مِنَ الْقَضَايَا الَّتِي حَدَثَ فِيهَا كَثِيرٌ مِنَ التَّلْبِيسِ؛ فَظَنَّ الْبَعْضُ أَنَّ تَجْدِيدَ الْخِطَابِ الدِّينِيِّ يَعْنِي تَغْيِيرَ ثَوَابِتِ الدِّينِ الْإِسْلَامِيِّ وَأُصُولِهِ لِجَعْلِ الْإِسْلَامِ مُتَلَائِمًا مَعَ ظُرُوفِ الْعَصْرِ، وَلَيْسَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ، فَالثَّوَابِتُ الْإِسْلَامِيَّةُ -كَأَسَاسِيَّاتِ الْعَقِيدَةِ وَمَوَاضِعِ الْإِجْمَاعِ الْيَقِينِيِّ الْمُسْتَنِدِ إِلَى النُّصُوصِ الشَّرْعِيَّةِ فِيمَا لَيْسَ لِلْعَقْلِ فِيهِ مَجَالٌ- لَا تَقْبَلُ التَّغْيِيرَ؛ أَمَّا أَحْكَامُ الْفِقْهِ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِمَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ فِي الْعِبَادَةِ وَالْعُمْرَانِ وَيَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْحَالِ وَالزَّمَانِ وَالْمَكَانِ وَكَذَلِكَ وَسَائِلُ الدَّعْوَةِ إِلَى الْإِسْلَامِ وَتَبَنِّي الْمَنَاهِجِ وَالْوَسَائِلِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّةِ الْحَدِيثَةِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِعُلُومِ الشَّرِيعَةِ وَنَقْلِهَا وَتَوْثِيقِهَا وَتَدْرِيسِهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ مَنَاطٌ لِلنَّظَرِ وَالتَّجْدِيدِ
وأكد أن الْخِطَابَ الدِّينِيَّ بَاتَ فِي حَاجَةٍ مَاسَّةٍ إِلَى التَّجْدِيدِ َِخَاصَّةٍ فِي التَّأْكِيدِ عَلَى الْقَضَايَا وَالْمَوْضُوعَاتِ الَّتِي هِيَ بِمَثَابَةِ قَاسِمٍ مُشْتَرَكٍ بَيْنَ شُعُوبِ الْأَرْضِ قَاطِبَةً، مِثْلَ الدَّعْوَةِ إِلَى الْإِخَاءِ الْإِنْسَانِيِّ بِمَعَانِيهِ السَّامِيَةِ، وَالدَّعْوَةِ إِلَى مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ، وَالْمُسَاهَمَةِ فِي سَعَادَةِ إِنْسَانِ الْعَصْرِ، وَكَذَلِكَ مُوَاجَهَةُ الْكَوَارِثِ الَّتِي أَنْتَجَهَا الْخِطَابُ الدِّينِيُّ الْمُتَطَرِّفُ.
وأضاف أن هَذِهِ الدَّعْوَةُ إِلَى التَّجْدِيدِ تَنْطَلِقُ مِنَ التَّأْسِيسِ لِثَقَافَةِ الْعَيْشِ الْمُشْتَرَكِ فِي عَالَمٍ مُتَعَدِّدِ الْأَدْيَانِ وَالثَّقَافَاتِ وَالْحَضَارَاتِ مشيرا إلى أنه من الضَّرُورِيِّ إِعْدَادُ وَتَنْشِئَةُ الْأَفْرَادِ عَلَى قِيَمِ السَّلَامِ وَالتَّسَامُحِ وَالْحِوَارِ وَحُقُوقِ الْإِنْسَانِ وَالتَّنَوُّعِ الثَّقَافِيِّ؛ وَذَلِكَ لِكَيْ يَسْتَطِيعُوا مُوَاجَهَةَ الْمَخَاطِرِ الْعَالَمِيَّةِ الَّتِي تُوَاجِهُ الْمُجْتَمَعَاتِ كَالْمَخَاطِرِ الصِّحِّيَّةِ وَالِاقْتِصَادِيَّةِ وَالِاجْتِمَاعِيَّةِ وَالْبِيئِيَّةِ وَغَيْرِهَا؛ لِيَتَمَكَّنُوا مِنْ إِيجَادِ حُلُولٍ لها.
من جانبه أكد معالي ضمير محيي الدّينوف، النائب الأول لمفتي روسيا مدير مركز الدراسات الإسلامية في جامعة سانت بترسبورغ بروسيا، أن المسلمين في روسيا ساهموا في تطوير تدريس العلوم الدينية، وإنشاء مؤسسات تعليمية لهذا الشأن، أسهمت في تحقيق الاندماج داخل المجتمع الروسي
وقال معالي الدكتور أحمد بن سالم العامري، رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية: "يتطلب تدريس برامج الدراسات الإسلامية العمل على تنقيتها من كل دخيل قد يشوش على الهوية والانتماء، وتطوير برامجها ومراجعتها بما يواكب مقتضيات العصر".
وأكد أن "الجامعات من أهم المؤسسات التي تعنى بتعزيز الانتماء الوطني وغرس مفاهيم الاعتزاز الوطني في مناهجها وبرامجها وتؤكد على الهوية الوطنية في مواجهة نزعات التطرف والعنف".
وقال فضيلة الدكتور عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف إن جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية وفقت في اختيار موضوع المؤتمر لحاجته المحلة في وقتنا الراهن، وما يحمله من مضامين وما يتوقع منه من مخرجات خاصة في ظل اتجاه الجامعات والمؤسسات التعليمية في العالم نحو تطوير رؤاها وتحديث مناهجا وسعيها نحو نظم الجودة والاعتماد، وإدخال التكنلوجيا ومعطياتها في الحياة
وأضاف " أن من أهم ما يميز الفكر والدراسات الإسلامية أنها ليست محددة بعصر معين ولا بزمن مخصوص ولا مكان معين، أو شعب أو بطبقة ولا تخاطب القلب دون العقل، بل تمتاز بالشمول وتخاطب كل الأمم والشعوب والأجناس، وتربي القلب والعقل معا وتصلح الدنيا والآخرة
وأكد أن من أهم التحديات التي تواجهها الدراسات الإسلامية اليوم ليس قدرتها على إيصال رسالة الإسلام الخالدة كما أراد الله تعالى، وإنما في مواجهة ما يمكن أن نسميه الصراع على الإسلام، ما بين اتجاه يعني بالدراسات الإسلامية على طريقة خاصة ووفق منظور معين دون حيادية أو موضوعية، وما بين اتجاه آخر هو أشد وطأة على علوم الإسلام من سابقه ، ويتنكر للدراسات الإسلامية نفسها ويراها عبئا على المجتمعات، ويحاول استيراد نموذج معرفي غريب عن نظامنا المعرفي الإسلام، يوقع الناس في استلاب فكري وانهزام حضاري
وأوضح أن تطوير المناهج الإسلامية ورؤاها والاستفادة بمستجدات العصر ومعطياته أصبح من الضروريات الواجبة شرعا لأن مقاصد الدراسات الإسلامية توجب هذا فضلا عن التنافس الفكري والتسابق الحضاري الذي يحاول فيه كل فريق أن يجذب غيره إليه، وهو ما يحتم استعمال التقنية والوسائل الحديثة في مجال الدراسات الإسلامية في الجامعات
ويشارك في اعمال المؤتمر البروفسور ضمير محي الدين النائب الاول لرئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية رئيس معهد موسكو الاسلامي ومدير مركز الدراسات الاسلامية في جامعة سان بطرسبورغ الحكومية
وفي هذا الرابط تجدون التسجيل الكامل لوقائع اعمال اليوم الأول من اعمال المؤتمر 22 نوفمبر 2022
https://youtu.be/uoEcpiPPIQM


ВКонтакт Facebook Google Plus Одноклассники Twitter Яндекс Livejournal Mail.Ru

العودة إلى القائمة

Direct speach سماحة المفتي يهنئ الأخوة المؤمنين بعيد ال
مواعيد الصلاة
26. 04. 2024 02:38 — الفجر 04:52 — شروق الشمس 12:34 — الظهر 16:30 — العصر 20:04 — المغرب 22:15 — العشاء
في موسكو 21:29