تستمر الفعاليات الثقافية والعلمية المكرسة للاحتفال بالذكرى الـ1100 للاعتماد الرسمي للإسلام من قبل شعوب بُلغاريا الفولغا، وللاحتفال بعام التراث الثقافي لشعوب روسيا، وبمناسبة الاحتفال بيوم الوحدة الشعبية، أقامت الادارة الدينية لمسلمي مقاطعة موسكو يوم أمس، مؤتمراً علمياً وتطبيقياً تحت عنوان: "موسكوـ بُلغاريا الفولغا: على مفترق الطرق والمصائر"، في دار الحكومة بمقاطعة موسكو، بحضور كل من السادة: الكسندر تشوبراكوف نائب محافظ مقاطعة موسكو، ألماظ فايزولين نائب رئيس قسم التعاون مع المنظمات الدينية في مديرية السياسيات الداخلية بإدارة رئيس الاتحاد الروسي، رافيل أحمد شين نائب رئيس الوزراء بجمهورية تتارستان، الممثل المفوض لرئيس جمهورية تتارستان في الاتحاد الروسي، السيدة إيكاترينا لوبيشيفا نائب رئيس مجلس الدوما (البرلما) بمقاطعة موسكو، نيافة ديونيسي كازانتسيف سكرتير قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا في مقاطعة موسكو، يوناتان فيلدمان رئيس البرامج الحاخامية في اتحاد الجاليات اليهودية في روسيا
عقدت الجلسة العامة بادارة المفتي روشان عباسوف، نائب رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا، رئيس الإدارة الدينية لمقاطعة موسكو
وفي مستهل كلمته، رحب نائب محافظ مقاطعة موسكو الكسندر تشوبراكوف بالمشاركين، وشكرهم على اختيار مقاطعة موسكو لعقد مثل هذا المؤتمر الهام، مشيراً إلى الاهمية التاريخية لهذه المناسبة "الذكرى الـ1100 للاعتماد الرسمي للإسلام من قبل شعوب بُلغاريا الفولغا"، مضيفاً بأننا نجمتع اليوم للحديث عن القضايا المهمة التي توحد جميع سكان بلدنا العظيم، الذين ينتمون لمختلف الأعراق والأديان
وأعرب السيد تشوبراكوف عن شكره لكل من يعمل على الحفاظ على التقاليد التاريخية وحمايتها وتطويرها، وجعل هذا التراث ملكًا للجمي، متمنياً التوفيق والعمل المثمر للمشاركين في المؤتمر
وأكد سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين في الكلمة الترحيبية التي تلاها نيابة عن سماحته الدكتور روشان عباسوف على رمزية عقد هذا المؤتمر بعد أيام قليلة فقط من الاحتفال بيوم الوحدة الوطنية- والذي، كما أشار الرئيس فلاديمير بوتين، بأنه يمثل إخلاصنا القلبي المشترك لروسيا، وحُبنا لها، وتماسك الشعب متعدد الأعراق في البلاد سواء في سنوات المحن أو في حل قضايا التنمية واسعة النطاق، وهذا ما كان يشكل دائمًا واحدة من اللحظات الرئيسية لوجودنا
وأشار سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين إلى أن هذا الحدث التاريخي الكبير الذي جرى عام 922 على ضفاف نهر الفولغا أسس لقيام أغنى التقاليد للجماعات العرقية المسلمة في روسيا، والتي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتسلسل الزمني العام لوطننا الأم متعدد الأعراق
في ختام كلمته، أعرب سماحة المفتي عن امتنانه للمحافظ أندريه يوريفيتش فوروبيوف، وحكومة مقاطعة موسكو على دعمهم المستمر للبرامج والنشاطات والفعاليات الادارة الدينية لمسلمي مقتطعة موسكو
بدوره أكد ألماظ فايزولين في خطابه أن التبني الرسمي للإسلام من قبل شعوب بُلغار الفولغا عام 922 هو حدث عالمي، وإلى جانب تبني المسيحية في روسيا، فقد حدد إلى حد كبير تطور روسيا كقوة عظمى، ودولة متعددة القوميات والطوائف، مشيراً إلى انه منذ بداية العام اقيمت اكثر من 70 فعالية على المستوى الاتحادي ومئات الفعاليات على المستوى الاقليمي تكريمًا لهذه المناسبة التاريخية العظيمة، وأن هذا العمل الابداعي يؤتي ثماره
فيما اشاد رافيل أحمد شين بالتفاعل التاريخي متعدد الأوجه بين موسكو وبُلغاريا الفولغا والذي يناقشه المشاركون في اعمال المؤتمر، وبالتعاون المشترك بين مقاطعة موسكو وجمهورية تتارستان في العديد من المجالات، الأمر الذي يساهم في تشجيعه الاتفاق التعاون في مجال التجارة والاقتصاد والتعاون التقني والثقافي والتعليمي
ثم تلت يكاترينا لوبيشيفا كلمة ترحيبية باسم رئيس مجلس الدوما الإقليمي بموسكو إيغور برينتسالوف، وتمنت للمشاركين عملًا موفقًا ومثمرًا
وقال القس ديونيسي كازانتسيف: "نحن ندرك أن بلدنا روسيا متنوعة وكنها قوية في الوحدة". وأشار إلى أن بُلغار الفولغا شاركو في الدفاع عن حدود البلاد، وهذا التعاضد الاخوي محسوس حتى الآن، ونحن نتشارك بذلك في هذه الأوقات الصعبة ".
بدوره، رحب القس فاسيلي لوسيف بالمشاركين وتلا كلمة باسم متروبوليت كروتسي وكولومنا ، نائب الملك البطريركي في موسكو ميتروبوليس بافل
واختتم جوناثان فيلدمان الكلمات الترحيبية بالمشاركين في المؤتمر، مشيراً إلى أننا لو نظرنا إلى الوراء قبل 1100 عام، يمكننا استخلاص أمثلة مفيدة للتفاعل السلمي والثري ثقافيًا مع جيراننا، فضلاً عن بناء حياة ذات مغزى ديني