برعاية سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا، احتفل صباح اليوم الجمعة 14 أكتوبر، بتدشين المرحلة الثانية من مشروع تشييد المسجد التذكاري بمدينة كوستروما، حيث تضمنت المرحلة الثانية تشييد مركز ديني اسلامي وتعليمي ملحق بالمسجد
وقد حضر الاحتفال السيد أليكسي أفاناسييف النائب الأول لمحافظ مقاطعة كوستروما، وفاسيل شيخرازيف نائب رئيس الوزراء في جمهورية تتارستان، رئيس المجلس الوطني للمؤتمر العالمي للتتار، وأليكسي سميرنوف رئيس ادارة مدينة كوستروما، وسماحة المفتي كامل سميع اللين رئيس الادارة الدينية لمسلمي جمهورية تتارستان، ويوري جورين عمدة مدينة كوستروما، ونيافة القس أليكسي فينوغرادوف، والمفتي ريشات سيداشيف رئيس الادارة الدينية لمسلمي مقاطعة كوستروما، وكذلك اعضاء وفد السفارة التركية في موسكو برئاسة مستشار سفارة الجمهورية التركية  بموسكو للشؤون الدينية عمر فاروق سافوران، وعدد من ممثلي المنظمات الثقافية والتعليمية والمجتمعية، وجمهور غفير من سكان مدينة كوستروما
ونيابة عن سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، ألقى الدكتور روشان عباسوف كلمة رحب في مستهلها بالحضور والمشاركين في حفل الافتتاح، مشيراً إلى أن هذا الحدث الهام في حياة مسلمي المقاطعة "الافتتاح الكبير للمركز الديني والتعليمي بالمسجد التذكاري لمدينة كوستروما" يأتي ضمن الفعاليات المكرسة للاحتفال بالذكرى الـ1100 لاعتماد الإسلام رسمياً من قبل شعوب بُلغار الفولغا
وجاء في كلمة سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين: " في مايو 2017 ، افتتحنا رسميًا مسجد كوستروما التذكاري عشية الاحتفال بعيد  النصر المؤزر 9 مايو ـ هذا العيد المشرق للنصر العظيم، وفي ذلك اليوم، وخلال حفل افتتاح مبنى المسجد التذكاري الجديد، انطلقت هتافات وكلمات تبجل وتحيي ذكرى أولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل الدفاع عن وطننا الحبيب، واليوم أيضا تقف مساجدنا في مواجهة شكلا جديدا من الفاشية اسمها التطرف والإرهاب، ولهذا نحن ندعو في كل خطبنا إلى الخير والسلام، فديننا الإسلامي دين السلام والمحبة والاخاء
وهنىء أليكسي أفاناسييف، النائب الأول لمحافظ مقاطعة كوستروما، جميع مسلمي المقاطعة بافتتاح المركز الديني والتعليمي، مشيراً إلى أن ممثلي مختلف الشعوب والاديان يعيشون على أرض كوستروما بكل محبة واخاء ووئام، وكذلك على كامل تراب الوطن: على هذه الأرض تتعايش تقاليد مختلفة وديانات مختلفة في بلدنا، لكنها جميعًا تكمل بعضها البعض، ونحن نتعلم من بعضنا البعض، وهذا ما يجعل من بلادنا دولة عظيمة بفضل وحدة شعبها
وأضاف: "يعيش اليوم أكثر من 15 ألف مسلم في كوستروما، وقد تم بناء أول مسجد على هذه الأرض عام 1780، ومن ثم تم تخصيص المسجد التذكاري الجديد للاحتفال بالانجاز العسكري للمسلمين، والذي تجسد بالنصر العظيم خلال الحرب العالمية الثانية، حيث افتتح عام 2017 بشكل رمزي عشية الاحتفال 9 مايو بعيد النصر العظيم
بدوره، أكد نائب رئيس وزراء جمهورية تتارستان، رئيس المجلس الوطني للمؤتمر العالمي للتتار، فاسيل شيخرازيف، أن افتتاح المرحلة الثانية من المسجد يتم ضمن سلسلة الفعاليات الاحتفالية بمناسبة الذكرى الـ1100 لاعتماد الإسلام رسمياً من قبل شعوب بُلغار الفولغا
وشدد السيد فاسيل شيخرازيف على أنه من دواعي السعادة أن يسود في منطقة كوستروما، "بدعم من محافظ المقاطعة ومكتب رئيس البلدية وجميع المهتمين"، هذا الجو الخلاق الذي يسعى لترسيخ السلام والوئام منذ  افتتاح المسجد، وأنه لمن دواعي سرورنا أن يكون إخوتنا الأرثوذكس حاضرين ومشاركين في العديد من الفعاليات. نحن ندعم ونحب بعضنا البعض، وهذا يجعل وطننا روسيا أكثر قوة ومنعة. وفي هذه اللحظة المهيبة، أتمنى أن يتوافد الناس إلى هذا المكان ليصلون، ويتضرعو إلى الله من أجل السلام. أنا متأكد من أن افتتاح المرحلة الثانية من مجمع مسجد كوستروما التذكاري سيسمح للكثير من من مختلف الأعمار بالدراسة والإبداع من أجل أن يعم الخير والبركة، ومن أجل تقدم وازدهار روسيا العظيمة
وهنىء نيافة الكاهن أليكسي فينوغرادوف جميع الحاضرين بهذه المناسبة، ونقل كلمات التحية نيابة عن صاحب النيافة المطران فيرابون، مطران كوستروما، مشيراً إلى أنه على مر القرون الطويلة تعلم أسلافنا العيش على هذه الأرض مع بعضهم البعض في سلام ووئام ومحبة،مضيفاً: "علينا أيضًا أن نعمل على تحسين منطقتنا، وتربية الأبناء على الإيمان والتقوى، وإظهار جمال الإيمان لبعضنا البعض
بينما أعرب رئيس الادارة الدينية لمسلمي مقاطعة كوستروما المفتي ريشات سيداشيف عن امتنانه للزعيم الروحي لمسلمي روسيا سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، والى رئيس تتارستان رستم مينيخانوف والمحسن أليشر عثمانوف، وجميع من ساهم في انجاز المرحلة الثانية من مشروع المسجد التذكاري في  كوستروما، مشدداً على أن "هذا المركز الديني والتعليمي تم بناؤه بسواعد كل أبناء الوطن، الذين قدموا  مساهمة لا تقدر بثمن لاتمام وانجاز هذا المشروع التعليمي والخيري"