أعرب البروفسور ضمير محي الدينوف، النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، رئيس معهد موسكو الاسلامي ومدير مركز الدراسات الإسلامية بجامعة سان بطرسبرغ الحكومية، عن امتنانه وشكره لسماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، وكذلك لرئيس جامعة سان بطرسبورغ الحكومية نيكولاي كروباتشيف لدعمهما الجهود المبذولة لتطوير علم اللاهوت الإسلامي كأحد أفرع البحث العلمي في روسيا الحديثة، والتي تعتبر "قراءات بيغييف" جزء منها، مشدداً على أهمية دور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أطلق برنامجًا واسع النطاق لتدريب الكوادر العلمية وإحياء الفكر الديني الإسلامي في روسيا
جاء ذلك، خلال افتتاح المؤتمر العلمي التطبيقي الثامن لعموم روسيا " قراءات بيغييف" في جامعة سان بطرسبورغ الحكومية، تحت عنوان: "التراث الإسلامي في روسيا: الإحياء وإعادة التفكير"، والذي تنظمه الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، بالتعاون مع الادارة الدينية لمسلمي سان بطرسبورغ ومقاطعة لينينغراد، وكذلك معهد موسكو الإسلامي ومركز الدراسات الإسلامية بجامعة سان بطرسبورغ الحكومية، وبمشاركة صندوق دعم الثقافة الإسلامية والعلوم والتعليم، ودار "المدينة" للنشر، ومؤسسة "سفمار" الخيرية
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر ضمن سلسلة الفعاليات العلمية والثقافية المخصصة للاحتفال بالذكرى الـ 1100 لاعتماد الإسلام رسمياً من قبل شعوب بُلغاريا الفولغا، والذكرى الـ 150 لميلاد عبد الله يوسف علي، مؤلف الترجمة المشهورة عالميًا لمعاني القرآن والتعليقات عليها، وكذلك الذكرى الـ 15 لتأسيس مؤسسة "المدينة" للنشر
وكان الممثل المفوض لرئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا في المنطقة الفيدرالية الشمالية الغربية دامير خوسينوف، قد تلى على الحاضرين الرسالة ترحيبية التي بعث بها سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، إلى المشاركين في هذه التظاهرة العلمية. حيث أكد سماحته أن مسيرة حياة المفكر موسى جار الله بيغييف، وتراثه الإبداعي كممثل للمدرسة اللاهوتية الإسلامية الوطنية، هي موضع اهتمام كبير بالنسبة للباحثين من روسيا والبلدان القريبة والبعيدة في الخارج، مضيفاً: "خلال حياة موسى جار الله بيغييف، في عصر كان يتميز بعدم اليقين (الريبة) العالمي، والتغيرات السريعة والمأساوية في بعض الأحيان، كان بيغييف يمتلك موهبة رائعة: تتمثل في الحفاظ على خيط التفكير العقلاني والجوهر الداخلي للقناعة الراسخة، على الرغم من التحولات التكتونية في البنية الاجتماعية والسياسية، والمعايير الثقافية والأخلاقية التي تدور من حوله". لذلك، ليس من قبيل الصدفة أن مسار حياته وتراثه الروحي والفكري ووجهات نظره اللاهوتية الفردية تثير اليوم الاهتمام المباشر والعديد من الأسئلة التي لا يزال يتعين علينا الإجابة عليها
كما رحب بالحضور والمشاركين من خلال الكلمات التي ألقيت، كل من: الأكاديمي ميخائيل بيوتروفسكي مدير متحف الأرميتاج الحكومي، عميد كلية الدراسات الشرقية في جامعة سان بطرسبورغ الحكومية، والدكتورة إيرينا بوبوفا، مديرة معهد المخطوطات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية (سان بطرسبرغ)، والبروفسور عبد الله داودوف، مدير معهد التاريخ بجامعة سان بطرسبورغ الحكومية، والدكتور فاسيلي كوزنتسوف، رئيس مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية
وقد قدم المشاركون في المؤتمر، عدد كبير من الأبحاث والدراسات العلمية، في مجال الدراسات الإسلامية، والدراسات الدينية، والتاريخ والفلسفة، اضافة إلى الابحاث التي قدمها  عدد كبير من طلاب الدراسات العليا، والتي تناولت عدة محاور أساسية: الحفاظ على تراث المفكر موسى جار الله بيغييف ودراسته، كذلك الحفاط على تراث علماء الدين المحليين الآخرين ودراسته؛ الفكر الإسلامي في روسيا: الإحياء وإعادة تفكير؛ علم اللاهوت والتعليم الديني في روسيا
ووفقاً لما ذكره المكتب الصحافي والاعلامي للمؤتمر، فقد عُقد المؤتمر بطريقة الحضور والمشاركة عبر وسائل الاتصال المرئي (بتقنية الفيديو) باستخدام الاتصال عبر الإنترنت، ودار جلسات المؤتمر رينات إسلاموف، نائب رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية للشؤون التعلمية والعلوم، نائب رئيس معهد موسكو الاسلامي لشؤون البحث العلمي