وسط حضور كبير لاصحاب السعادة السفراء، وأعضاء البعثات الدبلوماسية للدول العربية والاسلامية المعتمدين في موسكو، وتحت رعاية الزعيم الروحي لمسلمي روسيا، سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية، ومجلس شورى المفتين لروسيا، أقيم ظهر اليوم الجمعة، احتفالاً بمناسبة ذكرى "يوم القدس العالمي"، في المسجد الجامع بموسكو
وشارك في حضور هذا الحفل، والذي يعد تقليداً سنوياً يقام في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك، ذكرى "يوم القدس العالمي"، للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ومدينة القدس، السادة أصحاب السعادة السفراء، وأعضاء السلك الدبلوماسي للدول العربية والاسلامية: فلسطين والسودان وإيران وقطر والبحرين والأردن وتركيا وأفغانستان والعراق والجزائر ومصر، ولبنان وتونس وتشاد وغامبيا وباكستان
وفي كلمته الترحيبية بالضيوف، وأمام الجموع الغفيرة المشاركة، أكد سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، على أن الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، على مدى ثلاثة عقود تحتفل بيوم القدس العالمي، في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك، مشدداً على أن لمدينة القدس، أهمية كبيرة ومميزة في نفوس جميع المسلمين وحتى غير المسلمين من المسيحيين لما تحتويه هذه المدينة من أماكن عبادة مقدسة، فقد كانت أولى القبلتين قبل أن يتحول المسلمون في التوجه إلى الكعبة الشريفة في مكة، وتعود أهمية القدس الدينية لوجود المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس ثالث الحرمين الشريفين، حيث يقترن ذكر المسجد الأقصى الذي يقع في مدينة القدس بذكر المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة. كما يقترن ذكر المسجد الأقصى في القدس الشريف بذكرى رحلة الإسراء والمعراج حيث عرج النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى بعد أن أسري به من مكة المكرمة
وتابع سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، بقوله: إن قضية مدينة القدس تهم أتباع الديانات الثلاث، وإحدى الوثائق الأساسية للتسوية الحديثة في الشرق الأوسط، هو قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947، والذي يعرف القدس بأنها "وحدة منفصلة" (corpus separatum) ذات نظام دولي خاص تحت سيطرة الأمم المتحدة
والاحتفال بيوم القدس العالمي، الذي أعلنه آية الله الإمام الخميني زعيم ومؤسس جمهورية إيران الإسلامية كدليل على التضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو اعلان للتضامن مع الشعب الفلسطيني لكي يصلي المسلمون معاً وسوية من أجل أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، ويحقق استقلاله وسيادته
وشدد سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، على أننا اليوم نصلي في هذه الجمعة المباركة حتى لا تسفك الدماء ولا يموت إخواننا في فلسطين، وفي القدس، على أرض مسجدي الأقصى وقبة الصخرة، سائلين المولى جل وعل أن يسلم أرض فلسطين، وأن يسلمها للشعب الفلسطيني الذي طالت معاناته، ومشدداً في الوقت ذاته، على أن روسيا وقبلها الاتحاد السوفياتي تعترف بقرار مجلس الأمن الدولي القاضي بإنشاء دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة
وخاطب سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، سعادة سفير دولة فلسطين عبد الحفيظ نوفل، الذي كان حاضرًا في الحفل: "نحن متضامنون معكم، عزيزي السيد سفير دولة فلسطين، وأرجو منكم نقل تحياتنا وتمنياتنا ومواقفنا إلى صديقنا العزيز، رئيس دولة فلسطين محمود عباس وإلى كل الشعب الفلسطيني
بدوره، نقل سعادة السفير فوق العادة والمفوض لدولة فلسطين لدى الاتحاد الروسي عبد الحفيظ نوفل، أعطر التحيات نيابة عن فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومستشار الرئيس الفلسطيني رئيس المحكمة العليا الدكتور محمود الهباش، متوجهاً بالشكر إلى سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين على تنظيمه لهذا الحفل الذي اصبح تقليدياً سنوياً يقام داخل أسوار المسجد الجامع بموسكو، ويعد حدثاً هاماً لجميع المسلمين، مشدداً على تميز القدس الشريف بمكانة بارزة في وجدان المسلمين والعرب، فالقدس هي وجه فلسطين، مضيفاً: لقد عاش على هذه الأرض العديد من الأنبياء والرسل، ودفنوا فيها، وفيها المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني مسجد بني في الأرض، وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، وهو منتهى الإسراء ومبتدأ المعراج لنبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومشدداً على أن مدينة القدس اليوم بحاجة إلى دعمكم، وصلواتكم  
وكذلك القى السادة أصحاب السعادة السفراء: سعادة كاظم جلالي سفير جمهورية إيران الإسلامية، وسعادة خالد الشوابكة سفير المملكة الأردنية الهاشمية، وسعادة محمد سمسار سفير الجمهورية التركية لدى الاتحاد الروسي، كلمات أمام المشاركين وجموع المصلين الغفيرة، اكدو فيها على أن احتفال المسلمين في جميع أنحاء العالم بذكرى "يوم القدس العالمي"، في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، هو دليل على اعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، حيث أكدت الكلمات على أن "اليوم العالمي للقدس" يوحد ليس فقط المسلمين من جميع المذاهب، ولكن أيضًا الأشخاص من مختلف الأديان والمعتقدات،ومن مختلف الشرائح: نشطاء حقوق الإنسان، والسياسيون، والشخصيات الثقافية، ورجال دين من مختلف الأديان، الذين يتضامنون في النضال من أجل ضمان تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
والجدير بالذكر، أقيم مساء اليوم، مأدبة افطار في الخيمة الرمضانية المركزية بموسكو، بمناسبة "يوم القدس العالمي"، حيث تحدث سعادة سفير جمهورية ايران الاسلامية كاظم جلالي، إلى المشاركين عن معانات الشعب الفلسطيني، والمشاكل الرئيسية التي يواجهها الشعب الفلسطيني والمجتمع الإسلامي بأسره