عبر سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين عن سعادته بزيارة فخامة رئيس جمهورية ايران الإسلامية السيد إبراهيم رئيسي، اليوم، إلى المسجد الجامع بموسكو، وذلك في أول زيارة رسمية له إلى روسيا الاتحادية بعد انتخابه، مؤكداً على أهمية الزيارة باعتبارها تأتي في الأيام الأولى مع بدء عام الاحتفال بالذكرى الـ 1100 لاعتماد الإسلام رسمياً من قبل شعوب بًلغار الفولغا في روسيا، والذي يتزامن مع إعلان عام 2022 عاماً للتراث الثقافي لشعوب روسيا بحسب المرسوم الصادر من الرئيس فلاديمير بوتين، مشيراً على أن زيارة الزعيم السياسي الإيراني تتم على مستوى عالٍ غير مسبوق
جاء ذلك خلال الكلمة التي القاها سماحته أمام جموع المصلين في المسجد الجامع بموسكو، خلال استقبال الرئيس ابراهيم رئيسي، وأداءه صلاة المغرب إماماً، بمشاركة الرئيس ابراهيم رئيسي والوفد المرافق، وبحضور عدد كبير من الأئمة ورؤساء الادارة الدينية في مدينة موسكو ومحافظتها، ومناطق أخرى من روسيا
وأكد سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا، على أن جمهورية إيران الإسلامية هي الجار المقرب والشريك، والصديق والحليف الموثوق به بالنسبة لروسيا الاتحادية. وفي نهاية العام الماضي، انضمت إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون، التي تضم أيضًا روسيا والصين والدول الشقيقة في آسيا الوسطى. ونحن نرحب بهذه الخطوة السياسية والاقتصادية المهمة التي اتخذتها قيادة بلدينا بهدف تعزيز الروابط الإنسانية والثقافية والتجارية والاقتصادية والصناعية والجيوسياسية بين دولنا. ومن المهم لكل من روسيا وإيران تعزيز الإمكانات الهائلة للتعاون والأنشطة المشتركة التي نمتلكها، لا سيما في سياق العقوبات اللاإنسانية المفروضة ضد شعبينا
وأشاد سماحة المفتي بجهود حفظ السلام التي تبذلها السلطات الروسية مدعومة أيضًا بالدبلوماسية الشعبية، حيث تقوم الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية بدور نشط، مؤكداً إن إقامة حوار بين الدول وحل القضايا الخلافية من خلال المفاوضات السلمية هو الطريق الذي حدده لنا القرآن الكريم، بقوله تعالى: ("ادخلوا في السلم كافة")، سورة البقرة، الآية 208
بدوره أكد الرئيس سماحة السيد ابراهيم رئيسي، رئيس جمهورية ايران الاسلامية  على أن تواجده اليوم في هذا المركز الإسلامي، في المسجد الجامع بموسكو، هو شرف عظيم ومصدر سعادة عارمة. وقال الرئيس الإيراني، السيد إبراهيم رئيسي، مخاطبًا الحضور: "المساجد بيوت الله في الأرض، ومراكز للتواصل مع الله، وفي نفس الوقت مراكز للتواصل بين المسلمين المؤمنين الذين يؤمنون بالآخرة".
وأضاف الرئيس ابراهيم رئيسي، إن خصوصية الديانات الإبراهيمية تتجسد في التعايش السلمي جنبًا إلى جنب بين ممثلي الديانات المختلفة في انسجام ووئام، مشدداً على أن "من السمات المميزة لروسيا الاتحادية هي أن جميع المسلمين، إلى جانب ممثلي الديانة المسيحية والأديان السماوية الأخرى (الإبراهيمية)، يعيشون في سلام وانسجام ووئام".
ويذكر أنه خلال الزيارة، التقى الرئيس الإيراني السيد ابراهيم رئيسي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، كما ألقى كلمة أمام نواب مجلس دوما الحكومي ( البرلمان) في الاتحاد الروسي في جلسته العامة. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ البرلمان الروسي عندما يتحدث رئيس إيران، الذي يحمل اللقب الروحي "آية الله"، داخل الدوما الحكومي في روسيا الاتحادية