شارك سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين عبر تقنية الاتصال المرئي في أعمال المؤتمر الدولي الذي أقيم يوم أمس في مدينة بخارى تحت عنوان: "500 عام على تأسيس مدرسة مير عرب: الماضي والحاضر"، والذي نظمته الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية اوزبكستان بمناسبة الإحتفال بمرور 500 عام هجري على تأسيس المدرسة الإسلامية "مير عرب" أو "أمير عرب" الواقعة في بخارى (جمهورية أوزبكستان)، حيث تأسست هذه المؤسسة التعليمية عام 942 هـ على يد عبد الله اليمني برعاية حاكم بخارى عبيد الله خان
وبعد افتتاح المؤتمر بتلاوة عطرة مما تيسر من آيات القرآن الكريم، والكلمة الترحيبية التي القاها رئيس الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية اوزبكستان، الجهة المنظمة للمؤتمر، أعطيت الكلمة لسماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية
وأشار سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين في كلمته إلى الحقائق التاريخية من تاريخ الإسلام في العهد السوفياتي، وتطرق إلى الذكريات العطرة من سنوات دراسته في مدرسة "مير عرب" في بخارى، قائلاً "إلى الأبد ستبقى في ذاكرتي تلك الأيام التي تجاوزنا، نحن الطلاب الصغار من روسيا، عتبة تلك المدرسة". ذلك لأن، من جميع أنحاء الاتحاد السوفيتي، الذي كان يعد من كبرى دول العالم، كان يسمح فقط بقبول ما لا يزيد عن 10 طلاب سنوياً للدراسة في هذه المدرسة، والله سبحانه منَّ علي أن أكون من بين هؤلاء العشرة المحظوظين. لقد استقبلنا الشيخ يوسف خان شاكيروف نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي آسيا الوسطى وكازاخستان، وهنأنا ببدء الدراسة، وسمعنا منه أطيب الكلمات التي ربطت قلوبنا بالحب لقضية الإسلام واكتساب العلوم الشرعية بكل دأب ومثابرة واجتهاد
وفي الوقت نفسه، تسلمنا من يدي المفتي الشيخ ضياء الدين خان إشون باباخان نسخة من المصحف الشريف، وبذلك شعرنا بأن حصولنا على نسخة من القرآن الكريم، هي بمثابة مباركة لجهودنا الدؤوبة على الطريق الروحي
نسخ المصحف الشريف من القرآن الكريم كانت باللغة الأصلية خلال سنوات إلحاد الدولة في الاتحاد السوفيتي، وكانت قد طبعت بمباردة من الشيخ ضياء الدين خان باباخان
وبحسب ما ذكره سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، بلغ عدد الأئمة الذين استطاعو أن يكملوا سنوات الدراسة السبع في مدرسة "مير عرب" تسعة فقط من مواطني جمهورية روسيا على مدار 30 عامًا بعد الحرب الوطنية العظمى، وأصبحوا أئمة ومرشدين روحيين لعدد ضخم من السكان المسلمين في روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية، وفي مناطق شاسعة بما في ذلك المدن الكبرى في موسكو وبطرسبورغ، والجمهوريات الوطنية، وأستراخان، ونيجني نوفغورود، وبينزا، وسمارا، وساراتوف، وأوليانوفسك، ومناطق تشيليابينسك، وسيبيريا، هؤلاء الأئمة التسعة كانوا ولا يزالون من أتباع شيوخنا العظماء مثل شهاب الدين مردجاني وغيرهم
ودعا سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين متضرعاً إلى الله سبحانه وتعالى أن يتغمد بالرحمة والمغفرة السادة المعلمين وزملاء الدراسة، المشايخ والأئمة: المفتي محمد صادق محمد يوسف وعثمان خان عليموف وأحمد قديروف وعمر إدريسوف
وفي مداخلته، شكر الشيخ حيدرخان يولداش خوجايف رئيس مدرسة "مير عرب"، ومدير المؤتمر، سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، وقال أن من بين خريجي هذه المدرسة العريقة سماحة المفتي الأول لروسيا، ورئيس الجمعية الدينية المحمدية في أورنبورغ المفتي  محمدجان حسين
وأكد سماحة المفتي الشيخ نور الدين خالق نزاروف رئيس الإدارة الدينية لمسلمي أوزبكستان، على تأثير التعليم الشرعي في مدرسة "مير عرب" في بخارى على المجتمعات المسلمة في منطقة جغرافية شاسعة، تشمل روسيا الحديثة وآسيا الوسطى وكازاخستان وجنوب القوقاز، وذكر أسماء لامعة من خريجي "مير العرب" في العديد من دول المنطقة، وسلط الضوء على السادة العلماء البارزين من أمثال شهاب الدين مرجاني، عالم جان البارودي، وموسى بييغيف عظماء الشعب التتاري
وقد شارك في أعمال هذا المؤتمر أصحاب السماحة المفتين ونوابهم من أذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان، وألقيت كلمات التهنئة باللغات التترية والكازاخستانية والقرغيزية والأذربيجانية، وكذلك باللغة الطاجيكية، وهي مفهومة في البيئة التقليدية للعلماء، حيث أن بخارى ورجال دينها يتحدثون الفارسية تاريخياً
وفي إطار هذه الفعالية، تم عرض فيلم وثائقي قصير بعنوان: 500 عام من إنشاء مدرسة مير عرب