بعث سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا ببطاقة تهنئة إلى جميع مواطني روسيا الاتحادية بمناسبة العيد الوطني يوم الوحدة الوطنية، جاء فيها
أعزائي المواطنين
باسم الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، وباسم جميع رجال الدين، أتوجه إليكم بالتهنئة القلبية بالعيد الوطني، يوم الوحدة الوطنية، متمنياً لجميع شعوب روسيا، ولكل من يعتبر روسيا وطنه الأم، السلام والرحمة من الله الخالق، والإزدهار والرخاء
إن الوحدة الوطنية ليست فكرة مجردة تعيش فقط على صفحات السجلات التاريخية، بل أنها تجسد وحدة الشعب تبدأ في الأسرة، من خلال العلاقة بين الزوجين، وبين الأبناء والآباء، تبدأ بالتقدير والاحترام والمحبة والتسامح
ولعل الشعور بالتضامن، والإحساس بالانتماء للمجتمع، شعور يتم غرسه عند الفرد منذ نعومة أظفاره، وبنفس القدر سواء كان على مستوى الجماعة أو على مستوى المجتمع. وبالتالي فإن وحدتنا تعيش معنا، تعيش في عمل كل فرد منا، ولكنها تتجلى بشكل أوضح في حالات التهديد الخارجي
لقد تعرض العالم إلى موجه جديدة من المرض الرهيب الذي لا يرحم أحدا، ولحسن الحظ، أننا في روسيا نمتلك أفضل الكوادر التي تتميز بالذكاء والشجاعة، من الأطباء وعلماء الأحياء والفيروسات، استطاعو أن يطوروا عدة لقاحات ضد فيروس كورونا، وبروتوكولات العلاج، والأجهزة الطبية اللازمة للتشخيص والمعالجة
في هذه الأيام، تتأكد وحدتنا الوطنية وتتجلى بشكل واضح في عمل فرق المختبرات العلمية المتعددة الأعراق والأديان، والفرق الطبية التي تعمل بإيثار لإنقاذ الأرواح ومعالجة جميع المرضى، بغض النظر عن الجنسية أو الدين أو اللغة أو العرق. والوحدة والتضامن في وقتنا المعاصر يتجليان ليس فقط باهتمام الفرد بصحته وسلامته، ولكن أيضًا باهتمامه بصحة كل من حوله، وسلامة المجتمع بأسره
وللتغلب على الوباء بنجاح، لا بد لنا أن نعي ونتفهم أن مكافحة فيروس كورونا ليس فقط مهمة الدولة وحدها، ولكنه هدف وطني مشترك، إنها مسؤوليتنا جميعاً، مسؤولية وضعها الله على عاتق الجميع كل حسب استطاعته وقدرته
نسأل الله تعالى أن يوثق وحدتنا، وأخوتنا، ويقوي علاقات حسن الجوار بيننا، وأن يحفظنا من المحن، وأن يمنحنا حياة مليئة بالسلام والبناء والازدهار، واستمرارًا لتقاليد أجدادنا من خلال أحفادنا