استقبل القائم بأعمال رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية البروفسور ضمير محي الدينوف في مقر إقامته بالمسجد الجامع في موسكو، اليوم، السيد على أصغري مدير هئية الإذاعة والتلفزيون في جمهورية إيران الإسلامية، بحضور سعادة السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية إيران الإسلامية لدى روسيا الاتحادية السيد كاظم جلالي، ورئيس إدارة العلاقات الدولية في الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية إيلدار علييف
في بداية اللقاء، رحّب البروفسور ضمير محي الدينوف بالضيوف ونقل إليهم أحر التحيات نيابة عن الزعيم الروحي لمسلمي روسيا، سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، وتهانيه القلبية بمناسبة بدء العام الهجري الجديد 1443، معرباً عن تهانيه الحارة بمناسبة تنصيب الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي رئيساً لجمهورية إيران الإسلامية، ومتمنياً للرئيس الإيراني كل التوفيق والنجاح، وللشعب الإيراني مزيداً من التطور والازدهار
وقال البروفسور إن الشعب الإيراني حكيم وصامد، وأنا متأكد من أنه سيصمد أمام أي محن أو تجارب بكل كرامة، وسيخرج منتصرًا منها، مشيراً إلى الدور المهم لإيران خلال الحقب التاريخية المختلفة في انتشار الثقافة الإسلامية على أراضي الاتحاد الروسي المعاصر، وكذلك على تطوير الروابط الروحية والفكرية لمسلمي روسيا مع إيران والشعوب الناطقة بالفارسية
وأشار البروفسور ضمير محي الدينوف إلى تأثر الإسلام في الإمبراطورية الروسية بشكل كبير بالثقافة الإسلامية الناطقة بالفارسية في آسيا الوسطى، فقد تلقى العديد من علمائنا العلوم والمعارف في خوارزم وسمرقند وبخارى، ومن الجدير بالذكر أنه في فترة ما قبل الثورة البلشفية، تم تداول الوثائق في الإدارة الدينية باللغة الفارسية، وبعد ذلك لم تتوقف هذه العلاقة ولم ينقطع هذا الارتباط، فقد تم إعداد وتأهيل العديد من القادة المسلمين الرواد، والمفتين، العاملين في روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة، في مدرسة "أميرعرب" بمدينة بخارى، لذا فإن الثقافة الناطقة بالفارسية قريبة جدًا منهم
وأشاد البروفسور محي الدينوف بدور سفارة جمهورية إيران الإسلامية بموسكو في إقامة وتنمية العلاقات الوثيقة مع الهيئات والمؤسسات الإيرانية في المجالين الروحي والديني بقوله: "نعرب عن امتناننا للسفارة الإيرانية على العمل المتسق والمنهجي وعلى طيب مشاعرهم وعلاقاتهم التي تتميز بالانفتاح، وهذا التعاون المشترك في تنظيم زيارات الوفود الرسمية الزائرة إلى المسجد الجامع بموسكو، وكذلك إقامة الفعاليات والبرامج والأنشطة يؤكد على الموقف الحكيم والرغبة الصادقة في خدمة الإسلام والمسلمين ".
بدوره، أكد السيد علي أصغري مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية على خالص سعادته واعتزازه بالمستوى المتميز للعلاقات الإيرانية الروسية، مشيراً إلى العلاقة الودية التي تربط بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والزعيم الروحي لجمهورية إيران الاسلامية آية الله خامنئي، مضيفاً: "نحن نقدر تقديراً عالياً حقيقة أن الرئيس فلاديمير بوتين كان أول من أرسل برقية تهنئة إلى الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي"، مشدداً على أهمية تنمية الشعور الروحاني والتدين في المجتمع، ومعرباً عن سروره لرؤية تعزيز الطابع الإجتماعي للإسلام في روسيا، وليس الطابع الفردي، كما يلاحظ في بعض الدول الأخرى
وأضاف السيد علي أصغري: أنا راضٍ للغاية عن هذه المحادثة الفكرية، والتي تناولنا فيها مجموعة متنوعة من الموضوعات: من التاريخ والدين إلى الأدب. ومن الواضح أن رجال الدين في روسيا ليسوا مراقبين عن بعد للعمليات والقضايا المجتمعية والاجتماعية والسياسية المعاصرة، بل مشاركين فيها بشكل مباشر عبر رؤيتهم الاستراتيجية الخاصة
ومن بين المشاريع المشتركة الهامة التي تم مناقشتها مع الوفد الضيف، مسـألة تهيئة الظروف لتعليم اللغة الفارسية في مركز اللغة الفارسية وآدابها الذي تم إنشاؤه في معهد موسكو الإسلامي، وكذلك مشاركة الجانب الإيراني في الفعاليات الاحتفالية الثقافية والعلمية المزمع اقامتها بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 1100 لاعتماد الإسلام رسمياً من قبل شعوب البُلغار في حوض الفولغا. والجدير بالذكر أن العالم أحمد زكي وليدي وجد قائمة بمخطوطة أحمد بن فضلان بمدينة مشهد في إيران، والتي تعتبر دليلاً تاريخياً رئيسياً لاعتماد الإسلام من قبل شعوب البُلغار في حوض الفولغا
وفي نهاية اللقاء، أعرب الجانبان عن تقديرهما العالي للتفاعل والتعاون البناء، مشيرين إلى أهمية الجهود الثنائية الموجهة لتحقيق السلام والوئام داخل العالم الإسلام ومع ممثلي الديانات والثقافات الأخرى