استقبل البروفسور ضمير محي الدينوف القائم بأعمال رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، رئيس معهد موسكو الإسلامي يوم أمس حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد علي غازي عسكر رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، عضو مجلس الخبراء لانتخاب المرشد الأعلى في جمهورية ايران الإسلامية، بحضور ممثل المرشد الأعلى في موسكو سماحة السيد صابر أكبري جدي، ورئيس الممثلية الثقافية التابعة للسفارة الإيرانية في روسيا مسعود أحمدواند، وايلدار علييف رئيس قسم العلاقات الدولية في الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، ورينات ابراهيموف رئيس قسم العلاقات الدولية في معهد موسكو الإسلامي
في بداية اللقاء، رحب البروفسور ضمير محي الدينوف رئيس معهد موسكو الإسلامي بالسادة الضيوف نياية عن سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، مؤكداً على أهمية العلاقات السنية الشيعية بالنسبة لروسيا، وعلى إقامة روابط قوية بين المسلمين تقوم على الانفتاح على الجميع، بغض النظر عن المذهب، ومعرباً عن امتنانه للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية على الجهود المبذولة في هذا الاتجاه
في الوقت نفسه، أشاد البروفسور ضمير محي الدينوف بالعلاقات الوثيقة بين الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية والمجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وبالعمل المثمر لرئيس المجلس السابق "رحمه الله"، بقوله: "نعتبر السيد الراحل آية الله علي التسخيري مرشدنا ومعلمنا، لقد قدم مساهمة كبيرة في مجال التقارب بين المذاهب، ونشر المعرفة عن الإسلام ليس فقط بين المسلمين الروس، ولكن أيضًا خلال اجتماعاته مع ممثلي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وحكومتي روسيا وموسكو، مضيفاً: نحن بحاجة إلى مثل هؤلاء العلماء."
بدوره، نقل حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد علي غازي عسكر تحياته الحارة وتمنياته الطيبة لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، مؤكداً على أن الراحل آية الله محمد علي التسخيري كان يتذكر دائمًا باعتزاز سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، مضيفاً أنه سبق له أن زار روسيا بصفته رئيس بعثة الحج الإيرانية وممثلًا عن المرشد الأعلى في جمهورية ايران الاسلامية، وشارك مع وفد الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية في مؤتمر حول قضايا الحج."، وقال سماحته: "إن الراحل آية الله محمد علي التسخيري كان يتذكر دائمًا باعتزاز سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، مشدداً على أن قيادة الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا تمتلك نظرة علمية عالية ونوايا حسنة فيما يتعلق بمسألة التقريب بين جميع المسلمين، وهي تبذل قصارى جهدها لتوحيد الأمة الإسلامية"، ومشيراً إلى تشابه وجهات النظر والأهداف عند الطرفين الروسي والإيراني، والتي تدعو إلى احترام حقوق الناس في جميع أنحاء العالم
في هذا السياق، أعرب حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد علي غازي عسكر عن أمله في تعزيز التعاون في مختلف المجالات الدينية والعلمية والثقافية، ومما ييسرهذا التعاون ويعززه هو عضوية سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين في المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
وأشار البروفسور ضمير محي الدينوف إلى أن الاتصالات الوثيقة بين مسلمي روسيا واخوانهم في ايران توقفت فقط بسبب انتشار جائحة كورونا، بينما كانت قبل ذلك تتطور على أعلى مستوى تنظيمي، مذكراً بعدة فعاليات مشتركة تم تنظيمها: المنتدى العالمي حول التقارب بين المذاهب الإسلامية "وحدة الإسلام ووحدة المسلمين: أسس الحوار" الذي عقد بمشاركة سماحة السيد آية الله محسن أراكي في موسكو، عندما تم توقيع مذكرة التفاهم بين المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، وكذلك المشروع المشترك الآخر المتمثل في تأسيس المنتدى الإسلامي العالمي بمشاركة رئيس هيئة الشؤون الدينية في الجمهورية التركية فضيلة الشيخ الدكتور محمد غرمز، وسماحة السيد آية الله علي التسخيري، وسماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، إضافة إلى إعادة اصدار مجلة "منارة الإسلام"، داعياً الجانب الإيراني إلى مواصلة التنفيذ المشترك لهذه المشاريع، وموجهاً الدعوة إلى المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، للعمل المشترك من أجل تنظيم اجتماعات المنتدى الإسلامي العالمي المرتقبة في روما، اضافة إلى اقتراح تعيين ممثل للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية للعمل في هيئة تحرير مجلة "منارة الإسلام"، كما تمت دعوة الضيوف الإيرانيين للمشاركة في الفعاليات الاحتفالية المزمع اقامتها احتفاءً بالذكرى الـ 1100 لاعتماد الإسلام رسمياً من قبل شعوب البلغار في حوض الفولغا، والتي ستقام بمبادرة من سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين على المستوى الاتحادي عام 2022
كما ناقش الطرفان المشاريع المشتركة في مجال النشر، حيث أشار رئيس المجلس الأعلى للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية إلى استعداده التام للتعاون، مضيفاً أنه تراكمت لديهم خبرة واسعة في نشر الكتب الخاصة بقضايا المذاهب والحج، كما وجه الدعوة للجانب الروسي لزيارة متحف القرآن الكريم الذي تم إنشاؤه في مدينة قم
وأعرب البروفسور ضمير محي الدينوف عن أمله في أن تحافظ القيادة الإيرانية الجديدة بقيادة الرئيس إبراهيم رئيسي على المسار الراسخ لتنمية وتطوير العلاقات بين مسلمي البلدين
ورداً على ذلك، أكد حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد علي غازي عسكر أن الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي لديه موقف إيجابي تجاه تطوير العلاقات مع روسيا، لأنه يعتبرها هامة وذات طبيعة استراتيجية
وخلال مناقشة الطرفين للوضع السياسي في أفغانستان، أشار حجة الإسلام والمسلمين سماحة السيد علي غازي عسكر إلى أنه يتوجب على الدول الإسلامية بذل جهود كبيرة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، بينما لا ينبغي على طالبان اتباع طريق داعش "منظمة إرهابية محظورة في روسيا الاتحادية"، ولكن عليها السعي نحو وحدة المسلمين، مع حل المشاكل الداخلية الكثيرة في أفغانستان. بينما أشار البروفسور محي الدينوف إلى أن هذه المشاكل ناتجة إلى حد كبير بسبب تدخل الدول الأجنبية، الأمر الذي أدى إلى هذه الصورة المحزنة اليوم، مضيفاً "نحن كمؤمنين نحث على الدعاء من أجل السلام والوئام وانتصار العدالة في هذا البلد"