بدأت اليوم في مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان قازان، وفي اليوم الثاني للمنتدى الحادي عشر لرجال الدين التتار لعموم روسيا، الذي ينظمه المؤتمر العالمي للتتار، جلسةً عامة بمشاركة رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف، وبحضور أول رئيس للجمهورية مينتيمر شايمييف
وفي كلمة له أمام المشاركين في أعمال المنتدى، أعرب الرئيس رستم مينيخانوف عن امتنانه للمؤتمر العالمي للتتار لتنظيمه مثل هذا الحدث الكبير والهام، مضيفاً: "لا يزال أمامنا الكثير من المشاريع، بما في ذلك الإحتفالات الجليلة بالذكرى الـ 1100 للإعتماد الرسمي للإسلام من قبل شعوب البلغار في حوض الفولغا" واصفاً هذا الحدث بأن له أهمية كبيرة وقيمة تاريخية
وتناولت الكلمات التي ألقاها كل من: سماحة المفتي الشيخ طلعت تاج الدين رئيس الإدارة الدينية المركزية للمسلمين، البروفسور ضمير محي الدينوف النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية، الرئيس مينتيمر شايمييف الرئيس السابق وأول رئيس لجمهورية تتارستان، المفتي الشيخ كميل سميع اللين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية تتارستان، وحدة التتار المسلمين ودورهم في تطوير الإسلام ونشر القيم الإسلامية في العالم الحديث
وأشار البروفسور ضمير محي الدينوف في كلمته إلى أهمية الإحتفال بالذكرى الـ 1100 للإعتماد الرسمي للإسلام من قبل شعوب البلغار في حوض الفولغا. وفي هذا الإطار وجه محي الدينوف الشكر إلى سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين على اقتراحه الذي طرحه أمام الرئيس فلاديمير بوتين وعلى الدولة بأسرها، والذي اقترح فيه الإختفال بهذه الذكرى العظيمة
وشدد البروفسور محي الدينوف على أن هذه الإحتفالات بالذكرى السنوية الـ 1100 لا ينبغي أن تقتصر على الاحتفال في جمهورية تتارستان، بل يجب أن تكون ذات طابع لعموم روسيا بالكامل، مضيفاً: "تراثنا التاريخي هو التراث التاريخي للبلد بأسره، وهذا أيضاً معترف به من قبل الرئيس فلاديمير بوتين". وأن إقليم البلغار في حوض الفولغا يشمل العديد من المناطق والوحدات الإدارية الحالية في روسيا الإتحادية المعاصرة، ويرتبط تاريخ أسلاف العديد من الشعوب التي تعيش على هذه الأراضي بتاريخ هذه الدولة
كما أشار الدكتور محي الدينوف النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية الروسية، إلى أن موقف سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين ظل لسنوات عديدة كما هو ولم يتغير تبعأ للظروف، والذي يقول بأننا "متمسكون بمذهب الإمام أبي حنيفة في المسائل الشرعية، ومدرسة أبي منصور الماتريدي والإمام الطحاوي من حيث العقيدة، ونسير على طريق أحمد يَسوي وبهاء الدين النقشبند في التصوف، ونركز على الآراء التي تبناها شهاب الدين مردجاني وحسين فايزخان في الحياة العامة
وأضاف البروفسور ضمير محي الدينوف: "ما الذي يوحد آلاف الأئمة التتار الذين يعملون في ظروف مختلفة؟ بادئ ذي بدء، نحن نلتزم بنفس الفهم لديننا، ونلتزم بالشريعة، ونلتزم بالعادات المشتركة، وبعد الصلاة نتوجه إلى الله بنفس الكلمات، وغايتنا المشتركة هي حماية شبابنا ورعايتهم وتثقيفهم وإرشادهم، وفق مبادئ ديننا النبيل"
والجدير بالذكر أن عدد المشاركين في المنتدى الحادي عشر لرجال الدين التتار لعموم روسيا والذي بدأ أعماله يوم أمس 03 يونيو، يبلغ أكثر من 1200 مندوب يمثلون 75 منطقة في روسيا، بما في ذلك وفد كبير من الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية برئاسة الدكتور ضمير محي الدينوف النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية، عميد معهد موسكو الإسلامي
وكانت فعاليات اليوم الأول للمنتدى قد ركزت على عدة قضايا في أربع منصات خصصت لمناقشة المواضيع التالية: "قضايا تغطية الحياة الوطنية والدينية على الإنترنت"، "تجربة المنظمات الدينية والوطنية في الحفاظ على اللغة التتارية وتنميتها"، "قضايا دراسة التراث الروحي للشعب التتاري"،"الوضع الحالي للتدريس والعمل التربوي في المؤسسات التعليمية اللاهوتية". بالإضافة إلى ذلك، وفي إطار أعمال المنتدى، نظمت جامعة قازان الإتحادية، يوم أمس، حفل تقديم عدد من الكتب الصادرة ضمن سلسلة: "الإصلاح والتجديد"، وأعمال السيرة الذاتية بمشاركة عدد من العلماء ورجال الدين وطلاب جامعة قازان الاتحادية