أقامت الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية في المسجد الجامع بموسكو ظهر اليوم، احتفالاً بمناسبة ذكرى يوم القدس العالمي "اليوم العالمي لمدينة القدس الشريف"، برعاية سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين الزعيم الروحي لمسلمي روسيا، ورئيس مجلس شورى المفتين لروسيا والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية
وقد ناب عن سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين في حضور هذا الاحتفال الذي تحول إلى تقليد سنوي للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ومدينة القدس، الدكتور روشان عباسوف نائب رئيس مجلس شورى المفتين لروسيا والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية
وحضر هذا الحفل ايلدار علاء الدينوف نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، مفتي مدينة موسكو، وسعادة سفير دولة فلسطين السيد عبد الحفيظ نوفل، سعادة سفير جمهورية ايران الإسلامية كاظم جلالي، سعادة سفير الجمهورية التركية محمد سمسار، سعادة سفير المملكة الأردنية الهاشمية خالد شوابكة، سعادة سفير الجمهورية اليمنية الدكتور أحمد الوحيشي، وعدد من الدبلوماسيين أعضاء السفارات العربية: مصر والجزائر وسوريا ولبنان، وغيرهم من كبار الضيوف. وقد أدار الحفل ايلدار علييف مدير إدارة العلاقات الدولية في الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية
وافتتح الدكتور روشان عباسوف الحفل بكلمة ترحيبية نقل فيها تحيات سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين وتهنئته بشهر رمضان المبارك واقتراب حلول عيد الفطر المبارك، مشدداً على أن القدس هي مدينة مقدسة للأديان الإبراهيمية الثلاثة، وتحتل مكانة خاصة في قلوب المؤمنين. وبالنسبة لنا كمسلمين، نعتبرها من مقدساتنا لوجود المسجد الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، معرباً عن ثقته في أن التراث الروحي والأهمية العالمية لهذه المدينة سيكونان في مركز اهتمام جميع القوى السليمة في العالم المعاصر، وأن المجتمع العالمي للمسلمين سوف يظل كما كان من قبل متضامناً مع شعب فلسطين في قضية تقرير المصير والاستقلال، ومحاولات إقامة حياة كريمة، وسيبذل قصارى جهده لإحلال السلام في هذه الأرض
بعد ذلك تحدث سعادة سفير دولة فلسطين عبد الحفيظ نوفل مشيراً إلى أن القدس هي في قلب العالم الإسلامي وهي تمر بأوقات عصيبة للأسف، وتدعوكم إلى المساعدة والدعم، وعندما تجد مثل هذا الدعم في وجه الأمة الإسلامية العالمية، سوف تنعم مدينة القدس بالسلام والطمأنينة، والشعب الفلسطيني سيحصل على أرضه والإعتراف بسيادته
وخاطب سعادة سفير جمهورية إيران الإسلامية كاظم جلالي الحضور، ناقلاً عن الراحل آية الله الخميني قوله: "فلسطين جزء من جسد المجتمع الإسلامي"، ومشيراً إلى أن الإمام الخميني هو الذي اقترح جعل الجمعة الأخيرة من رمضان يوم القدس. وشكر السيد جلالي سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين وجميع المسلمين لدعمهم هذا اليوم الذي لا يُنسى وملئه بالحياة. وأضاف أن قلوب المسلمين حول العالم تنبض بقلوب إخوانهم المؤمنين من فلسطين
وشدد سعادة سفير الجمهوية التركية محمد سمسار في كلمته على الأهمية الحيوية للحفاظ على قدسية ومكانة القدس وجبل المعبد "الهيكل" التاريخي، وقال أيضاً إنه لمن دواعي سرورنا أن نرى كيف يتزايد دعم المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني يومياً
ثم تحدث سعادة سفير المملكة الأردنية الهاشمية خالد الشوابكة، الذي أشار إلى أن القدس مدينة مقدسة تنتمي إلى الديانات السماوية الثلاث. وشدد سعادة السفير على أن القيادة الأردنية اهتمت دائما وستعتني بالقدس والمقدسات الموجودة فيها، وستواصل دعم الشعب الفلسطيني الشقيق بكل الطرق الممكنة
واختتمت سلسلة الكلمات، بكلمة لسماحة مفتي موسكو ايلدار علاء الدينوف الذي شكر نيابة عن سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين السادة أصحاب السعادة السفراء وممثلي السلك الدبلوماسي على مشاركتهم بهذا الحدث سنوياً للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين. أؤلئك الذين ما زالوا يمرون بأوقات عصيبة، ويحتاجون إلى دعمنا الشامل، والذي يتم على مستوى الصلاة والدعاء لهم، وعلى مستوى تنفيذ المشاريع الهامة
وعبر المسلمون المشاركون في صلاة الجمعة عن وقوفهم إلى جانب الأمة الإسلامية تضامنأً مع شعب فلسطين ورفعوا دعواتهم من أجل سلامة ورفاهية سكان القدس، ومن أجل أن يعم الرخاء والسلام في أراضيها المقدسة