Friday, 17 May 2024
مجلس شورى المفتين لروسيا
بِسْمِ  اللّهِ  الرَّحْمـَنِ  الرَّحِيمِ
 
Rus En Ar
مقالات > أخبار > الإدارة الدينية لمسلمي روسيا تصدربياناً يتعلق بالأحداث المأساوية في فرنسا

الإدارة الدينية لمسلمي روسيا تصدربياناً يتعلق بالأحداث المأساوية في فرنسا أصدرت رئاسة الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، بياناً بخصوص الأحداث المأساوية التي تشهدها  فرنسا، جاء فيه:  بسم الله الرحمن الرحيم
تناشد الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية جميع أتباعها من مسلمي روسيا الإتحادية والدول المجاورة، التزام الهدوء وضبط النفس والرزانة، في هذه الظروف التي يواجه فيها العالم تحديات كبيرة، نتيجة ارتكاب أعمال إرهابية في مختلف مدن العالم
وللأسف، يقوم بهذه الأعمال الإجرامية فئةٌ ممن يسمون أنفسهم " المدافعون عن الإسلام" تحت شعار حماية الدين. وبنتيجة هذه الفظائع الوحشية لا يقومون بتشويه صورة ديننا الحنيف فقط، وإنما يعرضون حياة ممثلي مختلف الأعراق والأديان إلى التهديد أيضاً
إن رسالة السلام الرئيسة التي أراد الله أن يوصلها إلى البشرية متمثلة بقول الله تعالى في القرآن الكريم: " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ " سورة المائدة، الآية 32
إن من يتعدى حدود ما هو مسموح به، هم من المجرمين حتى لو اعتبروا أنفسهم من المسلمين. ولذلك تم سن القوانين العقابية في التشريعات الإلهية، التي تفرض العقوبة بحق كل من يرتكب أي جريمة تستهدف حياة أوحرية أي إنسان، بحق المجرمين الذين يرتكبون هذه الفظائع، على الرغم من أنهم نشأوا في بيئة إسلامية ويعتبرون أنفسهم من المسلمين
والسؤال الذي يطرح نفسة، ما هو دور الشرطة والقضاة في المجتمعات الإسلامية؟ والجواب يأتي طبعاً لضبط ومعاقبة الجريمة في البيئة الإسلامية. وبالتالي، فإن المسلمين، مثلهم كمثل غيرهم من المواطنين، ليسوا ملائكة، بل هم أناس عاديون يحتاجون إلى قوانين وهيئات تعمل على إنفاذ القانون وتنفيذ العقوبات بحق من تفرض عليهم. حتى يكون المجتمع مصاناً ومحمياً من الجرائم والمجرمين أيا كانو ومهما أطلقوعلى أنفسهم من مسميات
وبما أن الإرهابيين بهجماتهم الوحشية هذه ينتهكون القانون، ويخالفون حدود المسموح به، ويقتلون المدنيين، ويهددون الأمن والسلام في المجتمع، يجب محاكمتهم وفقاً لقوانين الدولة التي يتبعون إليها، والذين يعتبرون من مواطنيها. ولا شفاعة لهم، كونهم يتبعون هذا الدين أوذاك المذهب. وذريعتهم التي يتذرعون بها  "الإنتقام من أجل الدين"، هي ذريعة باطلة وغير مقبولة أمام القانون الذي انتهكوه
ويتوجب محاكمة هؤلاء على الجريمة التي اقترفوها بقتل المواطنين المسالمين، إذا ما تم الاعتراف بقدرتهم العقلية، وإنزال أقصى العقوبات بحقهم، حسب ما تنص عليها قوانين الدول المعنية
ولسوء الحظ، فإن النشاط الاستفزازي المتمثل في نشر الرسوم الكاريكاتورية لأنبياء الله ورسله، يساهم في النمو الهائل للنشاط الإرهابي من جهة، وما يتبعه من أعمال كراهية للإسلام في الدول الأوروبية من جهة أخرى
ويمكن ايجاد مخرج من هذه الحلقة المفرغة، وذلك إما بأن تتبنى الدولة الفرنسية قوانين مناسبة تحظر إهانة مشاعرالمؤمنين، كما هي القوانين المعمول بها في روسيا الاتحادية، أوأن يقوم المسلمون في فرنسا والاتحاد الأوروبي برفع دعاوي أمام المحاكم الإدارية والجنائية بحق مؤلفي وناشري هذه الرسوم الكاريكاتورية. ويمكن اتخاذ الخطوات الأخيرة اليوم، دون انتظاراحتدام شدة هذا الصراع، ولكن هذا يستوجب أن يكون لدى مسلمي فرنسا المعرفة القانونية المناسبة
كما ندعوالمسلمين في فرنسا إلى إظهار المواطنة النشطة أثناء انتخابات أعضاء البرلمان ورئيس الجمهورية، بحيث تسمح ملايين أصوات الناخبين من الجالية المسلمة للأعضاء المنتخبين بتغيير القوانين وإصدار تشريعات تتوافق مع مصالح المؤمنين. ونحن على ثقة من أن الغالبية العظمى من المسلمين العاديين، مواطني الجمهورية الفرنسية يريدون نزع فتيل الأزمة، وإزلة احتقان الموقف من خلال اتخاذ خطوات صحيحة وموثوقة من الناحية القانونية، عملاً بقوله تعالى في محكم تنزيلة: " كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ" سورة المائدة، الآية 64
وبغض النظر عن تطور الأحداث في الدول الأجنبية، يتوجب علينا نحن مسلمي روسيا الاتحادية مراعاة مبادئ التعايش السلمي بين ممثلي مختلف الديانات، والابتعاد عن المحرضين، واتباع تعليمات الله تعالى الذي قال في محكم آياته: " وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ" سورة البقرة، الآية 143
كما ندعو السادة الأئمة، في هذه الظروف التي تشن فيها حرب إعلامية ضد الإسلام، إلى التحقق من كل كلمة قولونها في الأماكن العامة، والمساجد وقاعات الصلاة، و وسائل الإعلام، وحتى في الجلسات الخاصة، ونحثهم على أن يظهرو أكبر قدرمن الحكمة في مواجهة المحرضين، وأن يترفعو عن المشاحنات، أوالإنجرار إلى إثارة المشاكل أوالتصادم، والذي كان هو الهدف الذي سعى إليه المغرضون والمستفزون الذين قامو بنشرهذه الرسومات المسيئة
واعلمو بأن رسالتكم في هذه الظروف التي تنتشر فيها الفتنة وأعمال الاستفزازهي الامتثال لقول الله تعالى: " إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " سورة العصر الآيات 2، 3
السادة الأئمة، تذكرو وذكرو أبناء المسلمين بأن الله سبحانه وتعالى يجزي على كل عمل يقوم به المؤمن، كما قال تعالى في كتابه العزيز: " فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" سورة الزلزلة، الآيات 7، 8
والسلام على من اتبع طريق الهدى والصلاح
30 أكتوبر 2020


ВКонтакт Facebook Google Plus Одноклассники Twitter Яндекс Livejournal Mail.Ru

العودة إلى القائمة

Direct speach سماحة المفتي يهنئ الأخوة المؤمنين بعيد ال
مواعيد الصلاة
17. 05. 2024 02:13 — الفجر 04:08 — شروق الشمس 12:32 — الظهر 16:47 — العصر 20:45 — المغرب 22:40 — العشاء
في موسكو 06:42