استقبل سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين اليوم في مقر اقامته بالمسجد الجامع بموسكو السيد إغناسيو إيبانيز سعادة السفير فوق العادة والمفوض للمملكة الإسبانية لدى روسيا الإتحادية
وفي بداية اللقاء تحدث سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس مجلس شورى المفتين لروسيا رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية، للضيوف الكرام عن تاريخ تطورالإسلام والمجتمع الإسلامي في العاصمة موسكو، مشيراً إلى أن المسجد الجامع بموسكو الذي تم تشييده عام 1904
وأعيد افتتاحه عام 2015 بحضور الرئيس فلاديمير بوتين وكبارالشخصيات من العالم الإسلام، أصبح يمثل رمزاً لوحدة المسلمين ومنبراً لنشر تعاليم الدين الإسلام الحنيف الذي يدعو إلى السلام واحترام ممثلي مختلف الثقافات والأديان والأعراق، ومحاربة كل أفكار التطرف والإرهاب بكل مظاهرها وأشكالها
كما أطلع سماحة المفتي ضيوفه على البرامج التعليمية في الجامعات الإسلامية، والتي يتم تنفيذها في إطارالبرنامج الحكومي الهادف إلى إعداد و تأهيل الإخصائيين ذوي المعرفة المعمقة بالتاريخ والثقافة الإسلامية، وعلى افتتاح أكاديمية بولغار الإسلامية في جمهورية تتارستان في العام الماضي
كذلك سلط سماحة المفتي الضوء على الفعاليات الدولية التي يقيمها وينظمها مجلس شورى المفتين لروسيا والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية، والتي يشارك فيها العديد من الأخصائيين والعلماء من المملكة الإسبانية، ومنها المنتدى الإسلامي الدولي، ومسابقة موسكو الدولية للقرآن الكريم،   والمؤتمر الدولي العلمي الإسلامي طريق الحرير الروحي، ومعرض موسكو للحلال، ومهرجان قازان الدولي للسينما الإسلامية، مؤكداً سماحته على أن مجلس شورى المفتين لروسيا يعمل على تعزيز التقارب بين شعوبنا وبلداننا، بالإضافة إلى توضيح حقيقة الدين الاسلامي الذي يدعو إلى نبذ العنف ويحرم إراقة الدماء
وتحدث سماحة المفتي عن تجربة التعايش السلمي بين ممثلي مختلف الأديان والأعراق في روسيا، مشيراً إلى أن مسلمي روسيا الذين يصل عددههم إلى نحو 25 مليون هم من الشعوب الأصلية في روسيا، وهم أيضاً جزء من العالم الإسلامي، وأن روسيا منذ العام 2005 تعتبر عضواً مراقباً في منظمة التعاون الإسلامي
وتوجه سماحة المفتي خلال حديثة إلى سعادة السفيرالإسباني بطلب المساعدة في مد جسور التواصل مع شركاء في المجتمعات الإسلامية في إسبانيا، مؤكداً على أن موقف مسلمي روسيا من الأحداث الأخيرة في إسبانبا هوموقف موحد ومنفتح قائلاً:"نحن نقف مع الدولة الواحدة غيرالمجزأة ، نحن ضد التجزئة والإنفصالية"
ومن جانبه أكد سعادة السفيرالإسباني السيد إغناسيو إيبانيز على أن المملكة الإسبانبة كانت على الدوام تولي أهمية كبيرة للحوار بين الأديان والحضارات، مؤكداً على أن الإسلام هو دين السلام، وعلى حرص المملكة الإسبانبة الحفاظ على علاقات جيدة مع المسلمين ليس فقط في إسبانيا، ولكن في جميع أنحاء العالم، ومشيراً إلى أن تاريخ إسبانيا مرتبط ارتباطاً لا انفصام فيه بتاريخ الإسلام لأن شبه الجزيرة الأيبيرية كانت على امتداد أكثر من سبعة قرون جزءً من الدولة الاسلامية
كما تناول سعادة السفيرخلال حديثه الموضوع المتعلق بقضايا الهجرة واندماج المهاجرين في المجتمع الإسباني، وتطرق إلى العلاقة  بين الدين والدولة في اسبانيا، وإلى عمل المنظمات الدينية وتطورها
وأشاد سعادة السفير بالتعايش السلمي الموجود بين ممثلي مختلف الأديان والأعراق، مشيراً إلى ضرورة دراسة هذه الحقيقة دراسة كافية لإظهارهذه التجربة الناجحة لروسيا من أجل نشرها في بلدان أخرى، معرباً عن أمله أن يتعرف مسلمو روسيا على التجربة الإسبانية في مجال ضمان التعايش السلمي والحوار بين الأديان