اجتمع فخامة الرئيس فلاديمير بوتين مع السادة أصحاب السماحة المفتين رؤساء الإدارات الدينية المركزية في روسيا الإتحادية ورئاسة أكاديمية بولغارالإسلامية مساء أمس الأربعاء في مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان
وخلال هذا اللقاء تم مناقشة القضايا المتعلقة بتشكيل نظام تعليم ديني متكامل وتنمية المدرسة الإسلامية الوطنية، كما نوقشت النتائج الأولى لعمل أكاديمية بولغار الإسلامية التي كانت قد افتتحت في أوائل سبتمبر من العام الماضي
وخلال هذا الإجتماع أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الإسلام هو جزء هام من المكون الثقافي في روسيا الإتحادية، وأن المسلمون جزء هام من الشعب الروسي بقوله: " أريد أن أؤكد مرة أخرى: أن الإسلام التقليدي بدون أي شك، هو جزء هام من المكون الثقافي في روسيا الإتحادية، والأمة الإسلامية بدون أدنى شك، هي جزء هام من الشعب الروسي متعدد الأعراق"
كما أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن التعاون بين مؤسسات التعليم العالي العلمانية والمؤسسات التعليمية الإسلامية يتيح لنا الإرتقاء بمستوى التعليم الإسلامي إلى مستويات جديدة، وجعله تعليماً أساسياً، مركزاً على أن التفاعل والتعاون مع الجامعات الفيدرالية الكبيرة في حد ذاته هو شيء في غاية الأهمية، خاصة في هذه المرحلة من مراحل تطور التعليم الديني الإسلامي بقوله: " إن التعاون مع المؤسسات التعليمية الكبيرة، وكذلك مع المراكز العلمية سيعطي التعليم الديني مستوىً وطابعاً مختلفاً، خاصة في مرحلة تشكيله، ويسمح بجعله تعليماً أساسياً"
وفي مداخلته شدد سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين على أن المؤسسات الإسلامية في روسيا تسعى لتعزيز مصالح روسيا، ليس فقط في داخل البلاد، ولكن في دول بلدان رابطة الدول المستقلة، وبلدان العالم الإسلامي وأوروبا، مضيفاً: " لدينا اليوم مساحتان هامتان للعمل على المستوى الدولي، هما المنتدى الإسلامي العالمي والمؤتمرالدولي" طريق الحرير الروحي"
وأود الإشارة إلى أنه من أولويات عملنا في المجال الدولي، تعزيز التعاون بين مسلمي روسيا الإتحادية ودول آسيا الوسطى، كذلك يتم تطوير العلاقات مع المؤسسات الرسمية في جمهورية الصين الشعبية بوتيرة عالية، مع الإشارة إلى أنه ولأول مرة في تاريخ روسيا الحديثة بدأت العلاقات الدينية مع جمهورية الصين الشعبية، من خلال الزيارة الرسمية التي قمنا بها إلى الصين عام 2007، والتي أسفرت عن توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس شورى المفتين لروسيا والرابطة الإسلامية في جمهورية الصين الشعبية في إطار الزيارة الرسمية للوفد الصيني إلى موسكو في عام 2008
وخلال الإجتماع مع بعض المسؤولين رفيعي المستوى في الصين، بدأنا بإقامة مؤتمراً إسلامياً دولياً يجمع مسلمي كل من روسيا والصين ودول آسيا الوسطى، أطلق عليه "طريق الحرير الروحي"، ولاقت هذه المبادرة استحساناً كبيراً من قبل القيادة في جمهورية الصين الشعبية، وبفضل مبادرة مسلمي روسيا هذه تم في عام 2016 إقامة أول مؤتمراً إسلامياً دولياً في تاريخ الصين في مدينة أورومتشي عاصمة إقليم شينجيانغ، فيما أقيم المؤتمر الإسلامي العلمي الثاني "طريق الحرير الروحي، الخلق والإندماح"، في روسيا بمدينة بولغار ضمن فعاليات احتفال افتتاح أكاديمية بولغار الإسلامية، بحضور القيادات الدينية وعدد من المسؤلين في دول آسيا الوسطى والصين
وفي إطار المؤتمر الثاني أعرب شركاؤنا من الجانب القرقيزي، ممثلاً بكل من رئاسة لجنة الشؤون الدينية في الحكومة والإدارة الدينية لمسلمي قرقيزستان، عن رغبتهم باستضافة الدورة الثالثة للمؤتمر العلمي الإسلامي الدولي "طريق الحرير الروحي"، في العاصمة بيشكيك عام 2018، فيما أعرب الجانب الكازاخستاني عن رغبتهم في استضافة النسخة الرابعة منه عام 2019
وبهذا يمكنني القول بكل مسؤولية أن مشروع  هذا المؤتمر الدولي "طريق الحرير الروحي" الذي بدأه مجلس شورى المفتين لروسيا والإدراة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية أصبح منصة حوار فعالة للإدارات الدينية والمؤسسات الحكومية ذات الصلة في كل من روسيا والصين