Friday, 26 April 2024
مجلس شورى المفتين لروسيا
بِسْمِ  اللّهِ  الرَّحْمـَنِ  الرَّحِيمِ
 
Rus En Ar
مقالات > أخبار >  المنتدى الاسلامي العالمي الحادي عشر  

 المنتدى الاسلامي العالمي الحادي عشر   ألقى سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين كلمة أمام المشاركين في المنتدى الاسلامي العالمي الحادي عشر " الدين والهوية والتكامل في ظل التغيرات القيمية " والذي أقيم في لندن
جاء فيها
إن العالم المعاصر اليوم هو عالم مليئ بالقلق والأخطار والتهديدات والتحديات الجديدة المعاصرة ، ليست لدولة معينة أو لشعب بعينه، ولكن للبشرية جمعاء.  وفي هذا السياق، نحن كمسلمين، وممثلين عن الأمة الإسلامية فإننا في غاية القلق بشأن مصير العالم الإسلامي و الشرق الأوسط ، قلب هذا العالم  
خلال المئة سنة الماضية شهد العالم الإسلامي عدد كبير من الصدمات: أهمها الاستعمار وفقدان السيادة في عدد من الدول الإسلامية. وفي القرن العشرين، وبعد تحررها  من نير الاستعمار،  مرت الشعوب الاسلامية عبر مشوار شاق لبناء الدولة الوطنية المستقلة ، و قاموا بالعديد من الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية والاجتماعية الهامة. وفي كثير من الأحيان، كان الثمن المدفوع عالياً من أجل تحديث المجتمع ألا وهو التخلي عن الجذور الدينية. و استعارة ( اقتراض) القيم ، و بالتالي هذا التغيير في نمودج تطوير بنية الدولة والأيديويوجيا أدى إلى الانهيار في نهاية المطاف  
ومثال ذلك ما رأيناه من خلال الربيع العربي والذي غرس بقوة السلاح ، وبمرافقة هجوم اعلامي ضخم وتمويل للفتنة الديمقراطية المزيفة أصبح في القرن الحادي والعشرين شكلا جديدا من أشكال الاستعمار
وفي الوقت نفسه نجد أن الأيدلوجية الليبرالية، وتأثير العولمة في نواح كثيرة تستنفذ نفسها في البلدان الغربية
فمجزرة بريفيك اندرس في عام 2011م ، وسفر الشباب الأوروبيين إلى سوريا واستسلامهم للإغراءات المقدمة من قبل من يجندوهم ، و كذلك الهجمات الإرهابية في باريس
ومن خلف هذه القائمة من الأحداث غير العشوائية نرى بوضوح شبح التدمير الذاتي في أوروبا ، التي تعاني من أزمة هوية حادة
ونعتقد أن هذه الأزمة لم تفهم تماما حتى الآن على مستوى المجتمعات والحكومات الأوروبية ، مع العلم أنه تورط في هذه الأزمة مئات الآلاف من المواطنين ، وأصبح لها تأثيراً مباشراً على حياة ملايين الناس ، معظمهم مصاب بخيبة أمل بسبب الأفكار الليبرالية والعولمة ويبحث عن بديل لها        ( لهؤلاء الناس )  ويطرح نفسه كأحد هذه البدائل
ولعل من الواضح الأن لأي شخص عاقل اليوم، أنه بعد مأساة نوفمبر في باريس من المنتظر ازدياد كبيرفي الشعورالقومي وخروج القوى اليمينية إلى دائرة الضوء السياسي
وبلا جدال بعد 13 نوفمبر 2015 م ، سيخسر الخطاب السياسي الليبرالي نفوذه ، وفي السنوات القليلة القادمة على الأقل سيفقد مكانته الرائدة حتى في أوروبا الغربية


  
وفي الوقت نفسه ، فإن العالم الإسلامي هو في حالة بحث شاق عن هوية سياسية إسلامية جديدة ، وإعادة النظر في خصوصيتهم السياسية
وفي هذه اللحظة الحرجة ، ظهرعلى الساحة تنظيم داعش الذي يدعي أنه على معرفة بوصفة البناء السليم للمستقبل السياسي للأمة مستفيداً من الفراغ الفكري والسياسي الموجود. و استطاع تنظيم داعش أن يجذب العديد من الشباب على وجه التحديد لأنه قدم مظهراً من مظاهرالاستقلال السياسي ، وقرر تطبيق ذلك فورا في الممارسة العملية ، دون أن يضع اعتباراً لأي شيء أولأي شخص
ولكن هل يمكننا أن نتوافق مع فكرة بناء ما يسمى ب " الدولة الإسلامية" ذات الأنشطة الإرهابية والتخريبية المحظورة في العديد من دول العالم؟ من الواضح لا .
نحن نرفض أساليب الخلافة الاسلامية الزائفة، التي تكلف اقامتها اليوم حياة عشرات ومئات الآلاف من الناس الأبرياء. والمشكلة هي أنه لا يوجد دليل عمل بديل للأمة اليوم، فهو لم يتشكل بعد، ومسؤولية  ذلك تقع إلى حد كبير على عاتق رجال الدين الإسلامي.
هذه القوالب، التي يقع في أسرها تطور الفكر الديني الاسلامي اليوم، لا تعطي الفرصة للرد على تحديات العصر. ومهمة التغلب على ضيق الأفق التي اجتاحت العالم الإسلامي وقبل كل شيء اجتاحت بعض علماء الدين الاسلامي هي  في غاية الأهمية.  
نحن نعتقد أن القرآن أنزل أصلا باعتباره  وحي تتجلى فيه عظمة الإنسانية، حيث كرامة الإنسان، والانسجام والعدالة في المجتمع تحتل المكانة المركزية
نحن نواجه خيارا: إما أن يكون الإسلام في القرن الحادي والعشرين، قرن ازدهار الإنسانية القرآنية، أو أن تستمر العمليات السلبية داخل أمتنا التي تدفع جزء منها للتطرف


ВКонтакт Facebook Google Plus Одноклассники Twitter Яндекс Livejournal Mail.Ru

العودة إلى القائمة

Direct speach سماحة المفتي يهنئ الأخوة المؤمنين بعيد ال
مواعيد الصلاة
26. 04. 2024 02:38 — الفجر 04:52 — شروق الشمس 12:34 — الظهر 16:30 — العصر 20:04 — المغرب 22:15 — العشاء
في موسكو 22:39