18 Feb 2022
استقبل سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس شورى المفتين لروسيا، اليوم في مقر اقامته بالمسجد الجامع بموسكو، سعادة السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية باكستان الإسلامية شوكت علي خان، حيث تبادل الطرفان وجهات النظر في إطار تعزيز العلاقات بين الدولتين، وكذلك تعزيز الدبلوماسية العامة بين روسيا الاتحادية وجمهورية باكستان الإسلامية
وشدد سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين خلال اللقاء، على أن الروابط الروحية بين مسلمي روسيا وباكستان تعود إلى أكثر من قرن، ويعد أول خط رئيسي يربط بين التقاليد الإسلامية الروسية والهندوستانية هو شخصية الشيخ أحمد سرهندي رباني (1563 - 1624) ، "مُجدِّد" الطريقة النقشبندية، والذي أرسى أسس فرع النقشبندية التجديدية، وهذا الفرع هو الذي لاقى انتشاراً واسعاً بين مسلمي منطقة الفولغا والأورال، بينما ينتمي الخط الثاني فعلياً إلى العصر الجديد، ويتجسد في العلاقات الفكرية المتبادلة بين مسلمي روسيا والهندوباكستانية على أساس أفكار التجديد
وأشار سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، إلى أن الهجرة في القرن الحادي والعشرين أصبحت ظاهرة منتشرة في كل مكان، وبسببها يلتقي ممثلو العديد من الثقافات والحضارات ويتفاعلون في إطار مجتمعات موحدة، وفي هذه المرحلة الحالية، يحتاج المجتمع الإسلامي العالمي أيضًا إلى نقل الرسالة الحقيقية لدينهم إلى المجتمعات الغربية، وغالبًا ما يؤدي هذا إلى إثارة التوترات وحالات الصراع، والتي بدورها تغذي المشاعر المعادية للإسلام
في الوقت الحاضر، يدرس مسلمو روسيا أعمال العلماء المسلمين من الاصول الهندوستانية وينشرونها، وأبرز مثال على ذلك هو قيام موسسة "المدينة" للنشر باصدار ترجمة تفسير معاني القرآن الكريم للمؤلف عبد الله يوسف علي (1872ـ 1953) إلى اللغة الروسية
وقد لعب هذا العمل الديني في القرن العشرين دورًا كبيرًا في تعريف القارئ الناطق باللغة الإنجليزية في العالم بدين الإسلام ونصوصه المقدسة، مما أدى إلى ايصال فهم موثوق للرسالة القرآنية إلى الدوائر المستنيرة في جميع أنحاء العالم
وأضاف سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين أن المهمة التي حددتها الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية لنفسها اليوم، هي تثقيف الشباب المسلم، بمن فيهم أولئك الذين هاجروا من البلدان الإسلامية، بروح القيم الأخوية والتعايش الودي
في الوقت نفسه، أكد الزعيم الروحي لمسلمين روسيا، على أن أفكار حرية الرأي والتعبير يجب أن لا تتسبب أو تتجسد بأي إهانة لأسباب قومية أو عرقية أو دينية، مشدداً على أنه عندما يتم التعدي على حقوق المسلمين، ويتم الاستهزاء بالمشاعر الدينية للمسلمين، يجب أن نرفض بشكل موحد القوى التي تحرض على هذا الفتنة
وفي هذا الصدد، أشار سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين إلى أنه في ديسمبر 2021، شدد الرئيس فلاديمير بوتين مرة أخرى على موقفه المبدئي بشأن عدم السماح بإهانة المشاعر الدينية تحت ذريعة شعارات حرية الرأي والتعبير الإبداعي، معبراً عن امتنان الزعيم الروحي لمسلمين روسيا لرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي أيّد دعوة وموقف الزعيم الروسي
بدوره، أعرب السيد سعادة السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية باكستان الإسلامية شوكت علي خان، عن الموقف المبدئي لجمهورية باكستان الإسلامية بأن مبدأ حرية الرأي والتعبير يجب ألا يؤدي إلى التحريض على الكراهية والإذلال والإهانة، مضيفاً: " أننا نرى أن روسيا فخورة بالجزء الإسلامي من هويتها، ونحن نحترم بشدة سياسة الرئيس فلاديمير بوتين فيما يتعلق بالدين والثقافة".
ووفقًا لسعادة السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية باكستان الإسلامية شوكت علي خان، تُعتبر روسيا مثالاً للتناغم والانسجام بين الأديان، مضيفاً: " إن وجود روسيا القوية مهم ليس فقط للمسلمين في روسيا، ولكن أيضًا للمسلمين في جميع أنحاء العالم، وفي الساحة الدولية، المليئة بالشكوك وعدم القدرة على التنبؤ، تعتبر روسيا عاملاً من عوامل الاستقرار".
وفي نهاية الاجتماع اتفق الطرفان على تكثيف الاتصالات، وتبادلا الهدايا التذكارية