شارك وفد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة في أعمال المؤتمر العاشر "قراءات بيغييف" المنعقد في موسكو خلال الفترة 21 – 24 سبتمبر 2025 تحت شعار: «موسى بيغييف: الحياة، التراث، الدراسات»، والذي نظمته الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر الدولي بمشاركة واسعة من العلماء والمفكرين والأكاديميين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، وبالتزامن مع الذكرى 1500 عامًا لميلاد النبي محمد ﷺ بالتقويم الهجري، و150 عامًا لميلاد المفكر والمصلح الإسلامي موسى بيغييف (1875–1949)، والذكرى العاشرة على إعادة افتتاح مجمع المسجد الجامع بموسكو
وأعرب سعادة الدكتور محمد بشاري الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة عن تقديره الكبير لجهود لسماحة المفتي العام الشيخ راوي عين الدين ــ رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية والأمين العام للمنتدى الإسلامي العالمي، وفضيلة الأستاذ الدكتور ضمير محي الدين ــ النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ورئيس معهد موسكو الإسلامي، على ما بذلوه من حسن التنظيم والرعاية لإنجاح هذا الحدث الفكري والعلمي الدولي
وفي كلمته خلال الجلسة الرئيسية، نقل سعادة الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة تحيات معالي الدكتور علي راشد النعيمي ــ رئيس المجلس، وتمنياته بنجاح هذه الندوة الدولية، مؤكدًا أنها تشكّل «لَبِنة متينة في مسار التعاون بين المؤسسات، وتأهبًا لمزيد من الشراكات العلمية والفكرية التي تخدم حاضر المسلمين ومستقبلهم
وأشار الدكتور البشاري إلى أن اجتماع العلماء والمفكرين في موسكو لا يمثل مجرد تخليد تاريخي، بل استدعاءً لمعاني الإصلاح والتجديد التي جسدها الإمام موسى بيگييف، مبيّنًا أن هذا العالم الجليل عاش في زمن مضطرب، لكنه حمل لواء الإصلاح بثبات وكتب أكثر من ستين مؤلفًا ومئات المقالات، جاعلاً من العلم جسرًا بين النص والواقع، ومن الفكر وسيلة لبناء الإنسان والمجتمع.
وأضاف أن فكر موسى بيغييف يعلّمنا أن النص الشرعي لا ينفصل عن واقع الناس، وأن الفقه ليس تكرارًا للأقوال، بل اجتهاد يستحضر المقاصد، مؤكدًا أن هذا المنهج الإصلاحي القائم على الجمع بين الأصالة والانفتاح هو ما تحتاجه الأمة في عالم سريع التحولات
وشدد الأمين العام على أن إحياء فكر موسى بيغييف يرتبط بدور الدولة الوطنية الحديثة في رعاية التنوع وضمان المواطنة وحماية الحقوق والحريات، موضحًا أن العالم المجدد يحتاج إلى مؤسسات حاضنة وفضاءات علمية وشراكات متينة مع الدولة والمجتمع
ودعا في ختام كلمته إلى تحويل سيرة هذا العالم إلى مشاريع بحثية وأكاديمية، مثل تحقيق مؤلفاته، وإدماج فكره في المناهج، وتأسيس وحدات بحثية مشتركة بين الجامعات الروسية والعربية، من أجل صياغة خطاب يعالج قضايا المواطنة والاندماج والعيش المشترك
واختتم أمين عام المجلس كلمته بالتأكيد على أن هذه المشاركة تأتي تجسيدًا لرسالة المجلس في تعزيز الحوار الأكاديمي والفكري وإبراز إسهامات العلماء المسلمين في دعم نهضة المجتمعات وتعزيز قيم التسامح والتعايش، معتبرًا أن جامع موسكو الكبير يمثل رمزًا حضاريًا لإحياء وظيفة المسجد التاريخية كمنارة علم وحوار
