احتفاءً بذكرى اعتماد الإسلام ديناً رسميًا من قبل شعوب بُلغار الفولغا عام 922م، أقيم في مدينة بُلغار بجمهورية تتارستان فعاليات " إزغي بُلغار دجيني" ــ التجمع السنوي للمسلمين، بمشاركة وفد الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية برئاسة سماحة المفتي العام الشيخ راوي عين الدين، وحضور عدد كبير من المفتين والأئمة المحتسبين رؤساء الادارات الدينية، والعاملين في الإدارات الدينية المحلية والإقليمية في العديد من مناطق روسيا
وتقليدياُ أصبحت هذه الفعالية السنوية، تشكل تتويجًا للبرنامج الثقافي للمنتدى الاقتصادي الدولي "روسيا – العالم الإسلامي: منتدى قازان"، والذي يقام سنوياً في منتصف شهر مايو
وأكد رئيس تتارستان ــ رستم مينيخانوف، فإن تبني الإسلام ديناً رسمياً أعطى الزخم لتطور البُلغار على حوض الفولغا، مشيراً إلى أن إحياء البُلغار هو رمز لرغبتنا في التقدم
وأضاف رستم مينيخانوف أن آثار ومعالم بُلغار هي بمثابة جسر بين العصور: وأن هذا التجمع السنوي "إزغي بُلغار دجينى" هو رمز لوحدة الماضي والحاضر والمستقبل
بدوره، قال رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ــ سماحة المفتي العام الشيخ راوي عين الدين: "قبل 35-40 عامًا، لم تكن هناك مثل هذه الفرص للتجمعات الإسلامية والمناسبات الاحتفالية والتذكارية في الأراضي التاريخية للبُلغار ــ ولم تسمح لنا الحكومة السوفيتية بالاحتفال بالذكرى الـ1100 لاعتناق الإسلام حسب التقويم الهجري، ولكن في عام 1988 تمكنا من الاحتفال به بمشاركة ضيوف من جميع أنحاء العالم الإسلامي
وتوجه الزعيم الروحي لمسلمي روسيا بالشكر للرئيس الأول لجمهورية تتارستان مينتيمير شايمييف على عمله الضخم في إحياء البُلغار: "نحن سعداء بأننا نملك اليوم الفرصة للتجمع في البُلغار بهذا العدد الكبير على هامش الاجتماع السنوي لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"، وبمشاركة ضيوفنا الكرام الذين أتوا من عدد كبير من دول العالم الإسلامي إلى البُلغار، وهم منبهرون بعظمة هذه الأماكن التاريخية
كما أشار سماحة المفتي العام الشيخ راوي عين الدين إلى أن هذا اليوم، هو يوم ذكرى تتار القرم الذين تم ترحيلهم في 18 مايو 1944. "في هذا اليوم، نتذكر كلمات الشخصية المسلمة الروسية العظيمة، ابن شعب تتار القرم، إسماعيل غاسبرينسكي: "الوحدة في القول واللغة والأفعال"
واختتم سماحة المفتي كلمته: "اليوم نرفع صلواتنا ودعائنا إلى الله سبحانه تعالى أن يمنحنا على أرضنا السلام والوئام والتفاهم والتعاون المتبادل والاحترام بين جميع الثقافات والأديان والتقاليد، ونسأل الله أن يجعلنا في المستقبل قدوة للعديد من الدول الأخرى التي تعاني من حالات سوء الفهم وانتهاك للحقوق على أسس وطنية ودينية. ونذعوا الله متضرعين أن يعم السلام في المناطق التي تشهد صراعات ونزاعات، ولإخواننا الفلسطينيين الذين يعانون اليوم من الإبادة الجماعية والكوارث في وطنهم