بالتعاون بين الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، والمشروع الدولي "تعاون ممثلي الطوائف الدينية من أجل ضمان السلم المجتمعي"، وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، انطلقت صباح اليوم فعاليات المنتدى الدولي: "أهمية مؤسسة الأسرة في تنمية المجتمع الحديث"، في قاعة المؤتمرات في المسجد الجامع بموسكو
حضر حفل افتتاح المنتدى رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، المفتي العام الشيخ راوي عين الدين، وسمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان ــ نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في دولة الامارات العربية المتحدة، وسعادة الدكتور خليفة مبارك الظاهري ــ مدير جامعة محمد بن للعلوم الإنسانية، والسيد يفغيني إريمين ــ رئيس قسم التفاعل مع المنظمات الدينية في مديرية السياسة الداخلية في ادارة رئيس الاتحاد الروسي، والسيد محمد أحمدوف ــ نائب رئيس لجنة السياسة الاجتماعية في مجلس الاتحاد، والسيد شوقي بو نصار ــ سعادة السفير فوق العادة والمفوض للجمهورية اللبنانية لدى الاتحاد الروسي، وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية في موسكو، والديانات التقليدية في روسيا، والأوساط العلمية والأكاديمية في البلدين، والشخصيات العامة، وطلاب الجامعات والمعاهد الدينية
في مستهل الفعالية، أشار روشان عباسوف ـ نائب رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية إلى أن روسيا والإمارات العربية المتحدة توليان اهتمامًا بالغًا لتطوير مؤسسة الأسرة، وأن هذه الفعالية تهدف إلى التذكير مجددًا بأهمية الحفاظ على القيم التقليدية ونشره، مضيفاً أن مشاركة ممثلين من مختلف الثقافات والأديان، تشهد على أن هذه القيم لا حدود لها، وأنها متساوية الأهمية للجميع
وقدم سعادة الدكتور خليفة مبارك الظاهري للمشاركين عرضاً عن مشروع بيان المنتدى. وأشار إلى أن الأسرة التقليدية - اتحاد الرجل والمرأة القائم على مبادئ المودة والرحمة - هي أساس استمرار الحضارة الإنسانية وتطور المجتمع، مشدداً على ضرورة حماية مؤسسة الأسرة من الأفكار الهدامة، والحفاظ على نظام الزواج، وتوارث الأجيال، وتربية النشء على القيم الروحية والأخلاقية
وأعرب بيان المنتدى عن امتنانه لقيادة روسيا والإمارات العربية المتحدة لدعمهما القيم الأصيلة، ودعا إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال حماية الأسرة من خلال مشاريع مشتركة
وعلى هامش المنتدى، وبحضور رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في دولة الامارات العربية المتحدة، تم توقيع مذكرة تفاهم بين الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية. ووقع المذكرة نائب رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ــ روشان عباسوف وسعادة الدكتور خليفة مبارك الظاهري ــ مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية
في كلمته الترحيبية بالمشاركين في المنتدى، أشار يفغيني إريمين إلى أهمية موضوع المنتدى، ذلك لأن الأسرة هي بحق أهم وحدة أساسية في المجتمع، حيث تُنقل من جلالها ذاكرة الأجيال، ومعرفة الحاضر، ورؤى المستقبل. كما أكد على أن روسيا والإمارات العربية المتحدة متباعدتان جغرافيًا، لكنهما في الوقت نفسه تجمعهما قيم روحية وأخلاقية مشتركة ومتشابهة، بما في ذلك مفهوم الأسرة
وأكد السيناتور محمد أحمدوف أن روسيا تتميز بتنوع مناطقها، وبشعبها الذي يعيش ويعمل من أجل الوطن، وأن الأولوية التي حددها رئيس روسيا اليوم هي الحفاظ ودعم الزيادة السكانية، ويولي اهتمامًا بالغًا لتنفيذ هذه المهمة، مشيداً باستراتيجية عمل الحكومة الروسية والتي أقرت في مارس من هذا العام لتنفيذ السياسة الديموغرافية للأسرة، ودعم الأسر الكبيرة في الاتحاد الروسي حتى عام 2036، بالإضافة إلى تدابير لدعم مؤسسة الأسرة والأمومة، المطبقة في روسيا
وفي الختام، أشار محمد أحمدوف إلى أن العالم الحديث فضاء معلوماتي واحد، مما يعني أنه يجب أن يمتلئ بالمبادئ التوجيهية الصحيحة، وحب الوطن، واحترام التاريخ، وكبار السن، والأسرة بشكل عام، والأسس التي تبنى عليها
بدوره، أكد سعادة سفير لبنان لدى الاتحاد الروسي ــ شوقي بو نصار، أن الأسرة القوية والمزدهرة هي التي تفتح آفاقًا واسعة من المعرفة لأبنائها، وترشدهم نحو خدمة المجتمع، والمشاركة الفاعلة في حياته، وتبني مواقف محترمة وعلاقات حسن الجوار تجاه الآخرين.  كما أشار إلى المحاولات المستمرة في العالم الحديث لتشويه صورة الأسرة، ودعا إلى تطوير آليات فعالة لمواجهة هذه النزعات الهدامة، والعمل على تطوير الذات، والاهتمام بتربية الأبناء وتقوية الأسرة