الإخوة والأخوات الأعزاء
يهل علينا في هذه الأيام المباركة ثلاثة أشهر متتالية من التقويم الإسلامي ــ رجب وشعبان ورمضان. هذه الاشهر المباركة تتميز في جوهرها بأنها تحثنا وتلهمنا للتوجه الى الله سبحانه، وتدفعنا الى التحسين المستمر والتدريجي لشخصيتنا وتنقيتنا روحياً
ومن الأمور الدالة على كمال الله تعالى وحكمته وعلمه وقدرته اختياره بعض الأيام والشهور وتفضيلها على بعض، وقد اختار الله من بين الشهور أربعة حُرما قال تعالى في كتابه العزيز: ( إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم). ــ سورة التوبة، الآية 36
وخلال هذه الأشهر، يجب على المرء أن يتجنب بعناية خاصة الوقوع بالمعاصي أو الذنوب، والتفكير الاناني والابتعاد عن القسوة والظلم.
إن مهمتنا في هذه الأشهر المباركة هي تثقيف الذات، وذلك من خلال تطهير أفكارنا ومشاعرنا ونوايانا وأعمالنا من كل الصفات الرديئة كالكذب والنفاق والجبن، وتطهير قلوبنا من كل شيء سطحي، مصطنع، لحظي. وبالوقت نفسه زيادة الثقة بالله عز وجل، بالتقرب إليه وطلب رضاه، ليمنحنا الاستقرار الداخلي والقوة لتحمل مختلف تجارب الحياة، وليعطينا الأمل بمصير جيد وغد افضل باذنه تعالى
والله سبحانه وتعالى يمنح الإنسان ذو الإيمان القوي القوة والاقدام لخدمة الصالح العام وفعل الخير في هذا العالم الفاني، ومقاومة الظلم، ليكون قدوة للشخص الصالح والمتكامل
وهدف المؤمن في هذه الفترة هو الارتقاء بتطلعاته الروحية، وتعظيم عالمه الداخلي، حتى يتمكن في المستقبل من الصعود والارتقاء بالمعنى الروحي
وبفضل الله، يتزامن بداية شهر رجب 1446 مع بداية العام 2025 حسب التقويم الميلادي. وكما في كل عام جديد نبدأه بالنوايا الطيبة لنعيشه بشكل هادف، ولنملأه بالأعمال الصالحة النافعة والمفيدة لنا ولكل من حولنا، والتي تتوافق مع تلك الأفكار السامية في الشرف والبسالة، التي تركتها لنا الأجيال السابقة
اليوم نتوجه إلى الله عز وجل بالدعاء أن يكون العام القادم 2025 لنا ولأهلنا ومجتمعنا والدولة عام الوحدة والتلاحم والسلام والخلق. واقتداءً بنبينا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم)، نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى متضرعين: " اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان."
المفتي العام الشيخ راوي عين الدين
رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية