احتفاءً بالذكرى الـ 165 لميلاد المفتي رضا الدين فخر الدين. افتتح اليوم في المسجد الجامع بموسكو، المؤتمر العلمي والتطبيقي العاشر لعموم روسيا "قراءات فخر الدينوف" تحت عنوان: "دور الشخصيات الدينية في تعليم وتنوير المجتمع"، بمشاركة عدد كبير من رجال الدين ورجال العلم والثقافة يمثلون عدد كبير من المدن الروسية: موسكو وسانت بطرسبرغ وقازان وألميتيفسك وأوفا وساراتوف وبيرم ونيجني نوفغورود
ورحب سماحة المفتي العام الشيخ راوي عين الدين، بالمشاركين والضيوف والحضور، في كلمة ترحيبية، تلاها نيابة عن سماحته، نائب رئيس الادارة لمسلمي روسيا الاتحادية ـ ايلدار نورايمانوف، داعياً سماحته إلى التركيز على الطبيعة الإنسانية للتراث العلمي واللاهوتي الكامل لسماحة المفتي رضا الدين فخر الدين
وأكد الزعيم الروحي لمسلمي روسيا، أن جميع أعمال المفتي فخر الدين تتخللها قراءة إنسانية للدين الإسلامي، فضلا عن نشاطه الواسع كمحرر لمجلة "الشورى" الاجتماعية والسياسية واللاهوتية، بقوله: "من المعروف مدى أهمية جزء من مجموع أعمال فخر الدين، من مقالات ومؤلفات خصصها لتليين الأخلاق ومواءمة العلاقات الاجتماعية، والتي أعطى العالم الجليل فيها دورا خاصا لمواءمة العلاقات داخل الأسرة - بين الزوجين، وبين الوالدين والأبناء
ونيابة عن مدير مؤسسة دعم الثقافة الاسلامية والعلوم والتعليم الإسلامي ميخائيل غريازنوف، نقل نائبه لشؤون تنسيق المشاريع الإقليمية والتفاعل مع الجهات الحكومية، أليكسي بيتروف، أحر عبارات الترحيب بالمشاركين والحضور، مؤكداً أن إرث سماحة المفتي رضا الدين فخر الدين لا يزال يؤثر على المجتمع المسلم الروسي الحديث، وأن أفكاره وأساليبه في التعليم والتنوير لا تزال حيوية وهامة حتى اليوم، وعلينا أن نتذكر القيم التي بشر بها، في سياق العولمة والتغير الاجتماعي السريع
وحول أهمية التعليم وحوار الأديان والمسؤولية الاجتماعي، شدد نائب مدير مؤسسة دعم الثقافة الاسلامية والعلوم والتعليم الإسلامي على أنه لا يمكن أيضاً المبالغة في تقدير دور الشخصيات الدينية الإسلامية في تعليم وتنوير المجتمع الحديث، متوجهاً الى المشاركين، بقوله: انكم لا تحافظون على التقاليد الدينية ونقلها للاجيال فحسب، بل تساهمون أيضًا في تشكيل الصورة الثقافية والروحية لمجتمعنا. ويُظهر نموذج المفتي رضا الدين فخر الدين أن القادة الدينيين لا يمكنهم أن يكونوا حراسًا للدين فحسب، بل أيضًا مشاركين نشطين في الحياة العامة، مما يساهم في تقدم المجتمع واشاعة الوئام
ومن بين المتحدثين المشاركين في الجلسة العامة للمؤتمر، والتي أدارها نائب رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية لشؤون التعليم والعلوم، نائب رئيس معهد موسكو الاسلامي للشؤون العلمية، رينات إسلاموف: رئيس الإدارة الدينية لمسلمي منطقة الفولغا المفتي مقدس بيبارسوف، وعضو مجلس القضاة في الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، رئيس مجلس علماء الادارة الدينية لمسلمي مقاطعة نيجني نوفغورود القاضي منير بيوسوف، والاستاذ الدكتور إيدار يوزييف، من قازان لجامعة القانون الحكومية الروسية، والذي أكد على مكانة ومقام رضا فخر الدين في الحركة الدينية والتعليمية التتارية خلال الربع الأول من القرن العشرين
وتحدث الباحث في قسم التاريخ وتاريخ الثقافة لباشكورتوستان، معهد التاريخ واللغة والأدب التابع لمركز البحوث الفيدرالي في أوفا التابع للأكاديمية العلوم الروسية، مارسيل فرخشاتوف عن مكتبة رضا الدين فخر الدين: التكوين والتكوين والمصير
فيما تحدث البحث المقدم من قبل الباحث مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، الباحث في معهد موسكو الاسلامي إسلام زاريبوف، عن مؤلف "جوامع الكلم شرحه" لفخر الدين كبيان عن تجديد الأخلاق
أما رئيس قسم اللغة العربية والعلوم الإنسانية بجامعة قازان الإسلامية إيدار كاريبولين، فتحدث عن نشاطات فخر الدين كقاضي: في بحث بعنوان: تشكيل خطاب إسلامي جديد.
وبعد انتهاء الجلسة العامة، استمرت أعمال جلسات المؤتمر في ثلاثة محاور: "رضا الدين فخر الدين والمعلمون المسلمون في روسيا: الحياة، وجهات النظر، والتراث"؛ "المؤسسات الدينية الإسلامية في مجال التربية والتنوير والتعليم" ، والجلسة الثالثة المخصصة للأئمة الشباب وعلماء الدين والمستشرقين
إضافة إلى ذلك، وعلى هامش المؤتمر، تم في مقر الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، عقد مائدة مستديرة مخصصة لعام الأسرة في روسيا وعام الأسرة المسلمة، حول موضوع: قضايا التربية الدينية في مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي، ومرحلة التعليم المدرسي، بالإضافة إلى عرض الاعداد الاخيرة من صحيفة "منبر الإسلام" : 30 عامًا في تنوير الأمة" و"مجلة "منارة الإسلام": رحلة عشرين عامًا
وتجدر الاشارة، إلى أن الجهة المنظمة لهذا الحدث العلمي ــ قراءات" فخر الدينوف": الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، ومؤسسة دعم الثقافة الاسلامية والعلوم والتعليم الإسلامي، ومعهد موسكو الإسلامي بدعم من مؤسسة سافمار الخيرية ودار "المدينة" للنشر