عُرض اليوم في المكتبة الوطنية الروسية في مدينة سانت بطرسبورغ مجموعة من المخطوطات والمطبوعات الفريدة تضم أكثر من 5000 كتاب نادر تتحدث عن التاريخ والعلوم الاسلامية، بالإضافة إلى الأدب العربي. كما تم افتتاح مكتب تذكاري للمستعرب والعالم الإسلامي الكبير إغناطيوس يوليانوفيتش كراتشكوفسكي ( 1883 ــ 1951) ــ مُؤلفُ أول ترجمة أكاديمية للقرآن الكريم إلى اللغة الروسية
ويعتزم مجلس حكماء المسلمين، باعتباره هيئة عالمية توحد علماء الدين الاسلامي، وتحظى بموثوقية ومصداقية كبيرة، المشاركة بنشاط في فهرسة ورقمنة ودراسة المخطوطات الإسلامية والأعمال المطبوعة التراثية والتي تحفظ في سانت بطرسبورغ
وفي مستهل كلمته الترحيبية بالمشاركين في حفل افتتاح المكتب التذكاري المذكور، نقل مدير مركز الدراسات الإسلامية بجامعة سانت بطرسبورغ الحكومية البروفسور ضمير محي الدينوف الى الحضور تحيات الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين الدكتور محمد عبد السلام، منوهاً إلى أن مجلس حكماء المسلمين أبدى عزمه المشاركة في مشاريع علمية تهدف لدراسة أهم الآثار المكتوبة للحضارة الإسلامية ضمن مجموعة المكتبة الوطنية والمجموعات الروسية الأخرى، ومشيراً إلى أن المكتب التذكاري لإغناتيوس يوليانوفيتش كراتشكوفسكي يعيد إنشاء مكتب العالم الجليل على الشكل الذي كان طوال حياته، حيث سَيُعرض أكثر من 5000 كتاب نادر من مجموعة العالم والخبير الكبير في الحضارة الإسلامية
ويُعدُ هذا المشروع العلمي احدى ثمار التعاون المشترك بين المكتبة الوطنية الروسية والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، والذي يتم بدعم ومباركة رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، سماحة المفتي العام الشيخ راوي عين الدين
ويجسد العالم الجليل كراتشكوفسكي الجسر الواصل بين الدراسات الإسلامية الأكاديمية واللاهوت الإسلامي من جهة والثقافة والأدب عند الشعوب العربية من جهة أخرى. وهو أحد مؤلفي الطبعة الأولى من موسوعة الإسلام (التي نُشرت عام 1913-1938 من قبل دار بريل للنشر ــ مؤسسة نشر عريقة من أقدم المطابع الأوروبية، تأسست في مدينة ليدن الهولندية)، ومحرر الطبعة الكاملة الأولى من كتاب "1001 ليلة" باللغة الروسية
وكما قال دينيس تسيبكين، مدير المكتبة الوطنية الروسية، في حفل الافتتاح، فإن افتتاح الخزانة التذكارية هو بداية لبرنامج علمي كبير للمكتبة يهدف لدراسة المخطوطات باللغة العربية والتراث العلمي للدراسات الاسلامية، مضيفاً أن المكتبة تتمتع بالفعل بخبرة في ترميم ورقمنة وإعادة طبع الكتب الفريدة: كتاب حليف الإمبراطور بطرس الأول دميتري كانتيمير "كتاب النظام ــ سيستيما، أو دولة الدين المحمدي" (1722)، والمصاحف المطبوعة المنشورة في سانت بطرسبورغ (1787، 178) بموجب أمر من الإمبراطورة كاثرين الثانية
والجدير بالذكر، تعتبر المكتبة الوطنية الروسية ثاني أكبر مكتبة في روسيا، تأسست عام 1795 على يد الإمبراطورة كاثرين الثانية. وتضم في خزائنها على كمية كبيرة من التراث المكتوب بخط اليد والمطبوع والمتعلق بالإسلام والشعوب الإسلامية