الكلمة الترحيبية التي وجهها سماحة المفتي العام الشيخ راوي عين الدين، رئيس الادارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية الى الضيوف الكرام والمشاركين في حضور الحفل الختامي لمسابقة موسكو الدولية للقرآن الكريم في نسختها الثانية والعشرين، الذي أقيم في صالة الحفلات الموسيقية بفندق الكوسموس، مساء اليوم 08 نوفمبر
الإخوة والأخوات الأعزاء
أعزائي المشاركون وضيوف مسابقة موسكو الدولية للقرآن الكريم في نسختها الثانية والعشرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
بالنيابة عن الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، واللجنة المنظمة للمسابقة، وبالأصالة عن نفسي، يسعدني أن أرحب بكم في هذا الحدث الهام الذي يوحد الناس جميعاً من مختلف الأمم والثقافات تحت راية القرآن الكريم الكريم
تقام هذه المسابقة الدولية في نسختها الثانية والعشرين، وفي كل عام تكتسب أهمية متزايدة، بحيث لا تصبح مجرد منصة للتسابق والتنافسُ في الصالحات، بل أصبحت حدثًا فريدًا يتضمن فعاليات ثقافية وروحية وتعليمية
إنه من دواعي السرور أن مسابقة موسكو الدولية للقرآن الكريم، وعلى مدار عقدين من العمل، أصبحت رمزًا لتوحيد الناس من خلال الانغماس العميق في المعاني الروحية للإسلام
في هذا العام تقام هذه المسابقة بالشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر، ويفتح هذا التعاون آفاقا جديدة لتعميق التفاعل بين روسيا وقطر في المجالات الثقافية والدينية والروحية والتعليمي. وفي هذا المقام نتقدم بالشكر الجزيل لشركائنا على مساهمتهم في المسابقة، وعلى دعمهم في الحفاظ على الحكمة القرآنية والقيم الإسلامية التقليدية ونشرها كما أود بشكل خاص أن أشير إلى الفعاليات المرافقة للمسابقة، حيث سيتم افتتاح معرض تفاعلي بعنوان: "عالم القرآن"، يوم 09 نوفمبر في المسجد الجامع بموسكو، وسيتيح المعرض لكل زائر أن يتلمس تاريخ القرآن، ويشاهد ويتعرف من خلال التكنولوجيا الافتراضية على مكة المكرمة والمدينة المنورة كما هي في عهد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وكذلك التعرف على روعة فن الخط العربي وحتى الحصول على أسمائهم مكتوبة على ورق بالخط العربي الجميل. ويسعدني أن أدعو جميع الضيوف والمشاركين في المسابقة، وكذلك جميع الأخوة المؤمنين، لزيارة هذا الحدث الثقافي الفريد، الذي سيعطي انطباعات حية لكل من البالغين والأطفال
إن مسابقة القرآن الكريم ليست مجرد مسابقة للمواهب، ولكنها أيضًا حدث روحي مهم، يهدف إلى تذكير كل واحد منا بالمهمة العظيمة التي أوكلها الله تعالى إلينا. القرآن الكريم نور ينير الطريق لأكثر من ملياري إنسان، ويقوي إيمانهم وأخلاقهم والتزامهم بالصراط المستقيم. وأعتقد أن كل المشاركين في المسابقة، وكل حافظ للقرآن الكريم، من اجتمع في هذا المكان يحمل قطعة من هذا النور في داخله، ويهديها لإخوته وأخواته من خلال تلاوته العطرة لكتاب الله العظيم
واليوم، عندما يواجه العالم العديد من التحديات، بما في ذلك الانقسام وفقدان البوصلة والتوجيه الأخلاقي، فإن هذا الحدث يذكرنا بضرورة العودة إلى الجذور الروحية، وإلى الحكمة الواردة في كلام الله تعالى
وتعمل المسابقة على توحيد وجمع الناس معًا، بغض النظر عن جنسيتهم، وتعزز مبادئ السلام والاحترام المتبادل والأخوة، ولهذا تكتسب هذه الفعالية أهمية خاصة بالنسبة لجيل الشباب الذين يبحثون بنشاط عن مبادئهم وتوجهاتهم الروحية
إن معرفة القرآن الكريم وفهمه سيساعد أطفالنا وشبابنا على الحفاظ على هويتهم في مواجهة التغيرات العالمية، وتعزيز إيمانهم وتنمية الأخلاق الحميدة
وفي الختام، أود أن أعرب عن خالص امتناني لجميع المشاركين والمنظمين والشركاء على جهودهم وتفانيهم ورغبتهم الصادقة في نشر نور القرآن الكريم. وليكن هذا الحدث خطوة أخرى نحو تعزيز الوحدة والتفاهم المتبادل بين المسلمين
بارك الله بكم جميعا، ورزقكم وافر الصحة والرخاء والنجاح في مساعيكم. وتضرع إلى الله أن يشع نور القرآن الكريم في قلوبنا ويهدينا إلى طريق الحق والعدل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته