مع غروب شمس يوم 06 من يوليو/ تموز 2024 ينتهي آخر يوم من السنة الهجرية 1445 ويبدأ الشهر الأول من عام 1446 – شهر محرم حسب التقويم القمري أو الهجري
وبمناسبة الهجرة النبوية الشريفة وعيد رأس السنه الهجرية 1446، توجه سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين الى جموع المسلمين قائلاً:
أيها الأخوة المؤمنون، الأخوة والأخوات
بفضل الله، مع غروب شمس يوم السبت 30 من ذي الحجة لعام 1445 – والموافق لـ 06 من شهر يوليو/ تموز 2024 ينتهي آخر يوم من السنة الهجرية 1445 ويبدأ عام جديد 1446 حسب التقويم الهجري والذي يبدأ بشهر عظيم مبارك ــ المحرّم، وهو أول شهور السنة الهجرية وأحد الأشهر الحُرمِ التي قال الله تعالى فيها :{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ } [سورة التوبة: الآية 36]
إن نهاية عام وبداية عام جديد حسب التقويم القمري أوالهجري لا يحملان معنى مقدسًا أو تقليدًا شعائريًا محددًا. وعرف هذا التاريخ على أنه بداية التقويم الهجري أي تأسيس التسلسل الزمني الإسلامي وهو مرتبط بحقبة حكم الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب ( 634 ــ 644)، وهو يشير الى الخط الزمني الذي تكونت عنده الأمة الإسلامية كـ مكون واحد متماسك للعلاقات الاجتماعية
لم يكن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يهدف إلى تحويل جميع سكان يثرب إلى مسلمين، ولكن بفضل حكمته وأخلاقه العالية الرفيعة، وفي مكان اقامته الجديد تم تشكيل نموذجاً لمجتمع متعدد الأديان، توحده المصالح المشتركة والرغبة في التعايش السلمي. وقد انعكس ذلك في الوثيقة التي أصبحت تعرف فيما بعد بدستور المدينة المنورة
ولذلك فمن تاريخ الهجرة النبوية الشريفة - هجرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) - نتعلم أولا درسا في التطبيق العملي للمبادئ الإنسانية للإسلام كدين السلام والتعايش والخلق. واليوم، وفي ظل تشويه الدين وارتكاب جرائم مروعة باسم الدين، لا بد أن نتذكر هذا الجانب الأهم من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وانموذجه وقدوته
ويُعد الشهر الأول من العام الجديد 1446 ذا قيمة أيضًا لأن اليوم العاشر من العام يصادف يوم عاشوراء - وهو يوم صيام تطوعي وتذكير بأن الله تعالى يمنح الخلاص والنجاة والشفاء لأولئك الذين يؤمنون به بصدق ويتقونه ويخافونه
أدعو الله عز وجل أن يتقبل سائر أعمالنا ونوايانا الصالحة، وأن يمن علينا بالسلام والأمن، وأن يوفقنا في جميع الأعمال الصالحة
أتمنى لكل واحد منكم، أيها الإخوة المؤمنون الأعزاء، أن يقضي العام المقبل في الصلاة والأعمال الصالحة، وفي سعادة ورخاء وازدهار. آمين
المفتي الشيخ راوي عين الدين