Thursday, 28 March 2024
مجلس شورى المفتين لروسيا
بِسْمِ  اللّهِ  الرَّحْمـَنِ  الرَّحِيمِ
 
Rus En Ar
مقالات > أخبار > كلمة سماحة المفتي للمشاركين في اجتماع مجموعة "روسيا والعالم الاسلامي" بجدة

كلمة سماحة المفتي للمشاركين في اجتماع مجموعة "روسيا والعالم الاسلامي" بجدة بعث سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية برسالة تحية إلى المشاركين في أعمال اجتماع مجموعة الرؤية الاستراتيحية "روسيا والعالم الاسلامي" بجدة، جاء فيها
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أصحاب المعالي والسعادة المحترمين
السادة الحضور الكرام
إخواني وأخواتي الأعزاء في الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
تنعقد على هذه الأرض المباركة، بلد الحرمين الشريفين اجتماع أعضاء مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا والعالم الإسلامي في مدينة جدة. هذه المدينة التاريخية كانت ولا تزال أول ما تشاهده وتبصره أعين حجاج بيت الله الحرام من المملكة العربية السعودية، حيث يبدؤون منها مشوارهم المبارك باتجاه مكة المكرمة مهللين ومكبرين. تجتمع هنا اليوم الشخصيات الدينية والحكومية والمجتمعية والدبلوماسية، والعلمية لتوحيد الجهود المباركة من أجل تعزيز الحوار وتطوير التعاون بين روسيا والعالم الإسلامي.
لقد مضى ستة عشر عاماً ملئية بالعمل المفيد منذ القرار التاريخي لرئيسنا فلاديمير بوتين بانضمام روسيا بصفة دولة مراقبة، إلى منظمة التعاون الإسلامي. وكما أشار الرئيس بوتين: "نحن حلفاء في الحرب ضد الإرهاب، وضد أي مظهر من مظاهر التطرف السياسي والديني، وحلفاء في مواجهة التهديدات الأخرى للأمن والتنمية المستدامة في القرن الحادي والعشرين".
وجميعنا رأى الاهتمام الكبير في العالم الإسلامي بالزيارة التي قام بها الرئيس فلاديمير بوتين إلى المملكة العربية السعودية، وزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى موسكو، الامر الذي أظهر مستوى الثقة المتبادلة بين قادة بلدينا، واتساع دائرة القضايا موضع النقاش بين الجانبين، وأهميتها العالمية.
وتؤكد متانة علاقات التعاون بين روسيا ودول العالم الإسلامي مرة أخرى على أهمية عمل مجموعة الرؤية الاستراتيجية، وكذلك أهمية المشاركة المنهجية لمجتمع الخبراء في العمليات الحيوية للتكامل متبادل المنفعة. وأود هنا أن أشير إلى الدور الخاص التي تضطلع به الأمة المسلمة، والتي يبلغ عدد سكانها الملايين في روسيا من أجل إقامة الاتصالات، وتنظيم الدبلوماسية الشعبية، وأهمية المناطق التي يعتنق فيها غالبية السكان الإسلام. وكما تعلمون أن رئيس جمهورية تتارستان رستم مينيخانوف، والذي يتمتع بنفود بين المسلمين داخل روسيا وخارجها يرأس عمل مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا والعالم الاسلامي.
لقد اتسعت الإمكانات لتنفيذ مشاريع مشتركة لتشمل المجال الإنساني، والتي شرعت أمام بلداننا أبواب المعرفة الجديدة حول الإسلام، وأساسه الإنساني، وحياة الشعوب المسلمة في أنحاء مختلفة من العالم. وعلى هامش اجتماعنا اليوم في جدة، تنظم الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية معرضًا كبيراً احتفاءً بالذكرى الـ 1100 لاعتماد الإسلام رسمياً من قبل شعوب البُلغار في حوض الفولغا.
في 12 مايو 922 (12 محرم 310 هـ) وصلت سفارة الخليفة العباسي المقتدر بالله إلى عاصمة دولة البُلغار في حوض الفولغا - مدينة بُلغار. وشهد سكرتير السفارة، أحمد بن فضلان ، في مخطوطته  التاريخية "رحلة إلى دولة البُلغار في حوض الفولغا" على حقيقة وجود الإسلام في هذه الأراضي. ووصف بالتفصيل الاحتفال الرسمي لإعلان رسالة الخليفة، وإعلان ملك البُلغار خان الموش اعتماد الإسلام كدين رسمي في دولة البُلغار في حوض الفولغا. وهكذا ينقل لنا أحمد بن فضلان هذه اللحظة التاريخية بقوله: "عندما انتهينا من قراءة الرسالة، صاح الجميع وبصوت واحد "الله أكبر"، صراخهم هذا جعل الأرض ترتعد من تحت أقدامنا.
وسيعمل هذا المعرض على تعريف شركائنا وأصدقائنا بغنى الثقافة الإسلامية في روسيا، بما في ذلك تقاليد نشر وطباعة الكتب، وسيلقي الضوء على مراحل تطور العلاقات الروسية السعودية. وبالإضافة إلى المساهمة المدروسة للسفير السوفياتي كريم حكيموف، من الضروري أن نتذكر الحقبة التاريخية السابقة – والتي تتجلى في أنشطة الضابط والخبير في الشرق، عبد العزيز دولاتشين، الذي زار الحجاز وساهم بفضل تقريره في تحسين تنظيم رحلات الحج لمسلمي روسيا في نهاية القرن التاسع عشر.
وكما هو معلوم أن قنصلية الإمبراطورية الروسية في الحجاز بدأت أعمالها منذ عام 1891، وهذا مؤشر على عمق العلاقات الدبلوماسية الطويلة الأمد بين روسيا والعالم الإسلامي. وكان القنصل الأول في جدة مسلمًا أيضًا - مستشار الدولة الفعلي شاغيمراد (شاغيماردان) موريس إبراهيموف.
إن التذكير بهذه الحقائق من تاريخ السياسة الخارجية يجعلنا نقتنع مرة أخرى بقوة الروابط والأسس والمسؤولية التاريخية التي يقوم عليه عمل مجموعة الرؤية الاستراتيجية روسيا والعالم الاسلامي.
وبالرغم من الوقت العصيب الذي نشهد فيه تفشي الوباء، لم يمنعنا ذلك من الاجتماع لمناقشة القضايا الهامة لبلدينا. آمل أن يتم استئناف رحلات الحج والعمرة قريباً لمسلمي روسيا، واستئناف الزيارات المتبادلة، والمفاوضات الجديدة، وتوقيع المعاهدات والاتفاقيات بين روسيا والعالم الإسلامي.
أتضرع إلى الله العلي القدير أن يكلل بالتوفيق والنجاح اجتماع المجموعة الروية الاستراتيحية هذا اليوم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبامكتن حضراتكم الاستماع إلى كلمة سماحة الفني الشيخ راوي عين الدين عن طريق هذا الرابط
https://youtu.be/OXNflP56PpM


ВКонтакт Facebook Google Plus Одноклассники Twitter Яндекс Livejournal Mail.Ru

العودة إلى القائمة

Direct speach سماحة المفتي يهنئ الأخوة المؤمنين بعيد ال
مواعيد الصلاة
28. 03. 2024 03:58 — الفجر 06:05 — شروق الشمس 12:41 — الظهر 16:01 — العصر 19:06 — المغرب 20:48 — العشاء
في موسكو 18:37