استقبل ايلدار نوريمانوف نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، مدير الإدارة، اليوم 30 يونيو، وفداً من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا برئاسة المفوض السامي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا للأقليات القومية خيرات عبد الرحمانوف. كما ضم الوفد: المستشارة القانونية إيرينا فلاسيوك، والمستشار السياسي أنطون تومسن، بالإضافة إلى ممثل وزارة الخارجية في روسيا الاتحادية، السكرتير الثاني في إدارة التعاون الإنساني وحقوق الإنسان يكاترينا غلازوفا
وبعد أن رحب بالضيوف باسم الزعيم الروحي لمسلمي روسيا سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، قدم ايلدار نورمانوف للضيوف عرضاً عن تاريخ المسجد الجامع بموسكو، وأنشطة الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، والتي تشمل مختلف القطاعات والمناطق الفيدرالية. كما تناول بشيء من التفصيل موضوع إعادة بناء المسجد الرئيسي في البلاد وافتتاحه عام 2015 بمشاركة رؤساء روسيا وتركيا وفلسطين والعديد من الضيوف الأجانب
كما تحدث ايلدار نورمانوف للسادة الضيوف عن أنشطة المنتدى الإسلامي العالمي كمنصة فكرية وعامة لبناء حوار وتفاعل بين الثقافات والأديان وبين الدولة والمؤسسات الدينية، مشيراً إلى نتائج الاجتماعات السنوية للمنتدى الذي عقد في عدد من العواصم الأوروبية: موسكو ولندن وباريس وبرلين وهلسنكي، وإلى التحضيرات الجارية الآن لعقد الدورة السابعة عشرة للمنتدى الإسلامي العالمي في ديسمبر 2021 بالعاصمة الايطالية روما، مضيفاً: " في هذه المؤتمرات، نُطلع زملائنا من أوروبا الغربية، على الإسلام في روسيا، والإنجازات التي يحققها مسلمو روسيا في عصرنا، وكيف يمكننا تقديم الدعم لزملائنا في أوروبا الغربية حتى يتمكنوا من التغلب على المشكلات التي يواجهونها في مجتمعاتهم"، وموجهاً الدعوة للمفوض السامي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا للأقليات القومية للمشاركة في أعمال المنتدى القادم
إضافة إلى ذلك، تحدث ايلدار نورمانوف عن الهيئات العاملة في روسيا من أجل تطوير التعاون بين الحكومة والمؤسسات الدينية، وكذلك تطور التعاون الإجتماعي والتعاون بين الأديان. ومن بينها مجلس التفاعل مع الجمعيات الدينية التابع لرئيس الاتحاد الروسي، ولجنة الجمعيات الدينية التابعة لحكومة الاتحاد الروسي، ومجلس الأديان، وغيرها
وخلال اللقاء تم تقديم وعرض عدد من إصدارات دار "المدينة" للنشر، ومن بينها الكتاب الأخير لسماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين "الإسلام: العقيدة، العبادة، الأخلاق، القانون"، وترجمة معاني القرآن الكريم مع شروحها لعبد الله يوسف علي، وألبوم مصور بعنوان "روسيا التتارية" للبروفسور ضمير محي الدينوف، وكتاب "المسجد الجامع بموسكو"، والترجمة الروسية للرسالة العامة لقداسة البابا فرانسيس "حول الأخوة والصداقة الاجتماعية"، وعدد من دوريات المنتدى الإسلامي العالمي
من جانبه، أعرب السيد خيرت عبد الرحمانوف عن سعادته بهذه الزيارة، وقال إنه يزور المسجد الجامع بموسكو للمرة الأولى، وقد أعجب جداً بما رآه. مضيفاً: "في الوقت الحاضر، فإن أهم شيء هو الحفاظ على الحوار بين الأديان والحضارات، والدين يلعب دورًا بنّاءً في إقامة حوار مع جميع المجتمعات"، "وبصفتي مسلم، فإنني أدعو أن يكون الإسلام مثالاً للتسامح والوحدة وقبول الآخر"، معرباً عن شكره وتقديره لسماحة المفتي الشيخ راوي الدين، ومن خلاله لجميع العاملين في الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، وذلك لمشاركتهم الفعالة في أعكال مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية، الذي يقام سنويًا في كازاخستان
وتجدر الإشارة إلى أن هناك توافق كبير في الأهداف والمهام التي يضعها نصب عينيه كل من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، فيما يتعلق بمد جسور الحوار بين ممثلي مختلف الأديان والمذاهب. وفي هذا السياق قال ايلدار نوريمانوف أن النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية البروفسور ضمير محي الدينوف يقوم حالياً بزيارة إلى شبه جزيرة البلقان ضمن وفد من مسلمي أوروبا، مضيفاً: "بمباركة سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، ستشكل هذه الزيارة بدء مرحلة جديدة من توسيع العلاقات الأخوية مع مسلمي روسيا". ورداً على ذلك، أشار خيرت عبد الرحمانوف إلى أنه كان في زيارة إلى هذه البلدان مؤخرًا، والتقى بالقيادات الدينية المسيحية والمسلمة على حد سواء، ووجد درجة عالية من التفاهم المتبادل وعلاقات التسامح بينهما
وبعد هذا اللقاء، قام الوفد الضيف بجولة اطلاعية ضمن حرم المسجد الجامع بموسكو، اطلعو من خلالها على بناء المسجد وعلى الفن المعماري وأعمال الزخرفة والديكور الداخلي للمسجد