عقد سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، في مقر إقامته يوم أمس 29 أبريل2021، لقاءً مع غبطة رئيس الأساقفة جيوفاني د. أنجيلو. السفير البابوي في روسيا، بحضور الدكتور ضمير محي الدينوف النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية، وايلدار نوريمانوف نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية، المدير التنفيذي، ورافيل سيف الدينوف نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية للشؤون الداخلية
وأكد سماحة المفتي الشيخ راوي الدين بعد ترحيبه بالضيف، على أن تاريخ التعاون بين الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية والسفارة الرسولية في روسيا يعود إلى سنوات عديدة، وشمل عقد المؤتمرات ونشر الكتب والتعاون في المجال العلمي. فقد عقد على سبيل المثال في موسكو عام 2005 المؤتمر الدولي الذي كُرِّس للإحتفاء بالذكرى الأربعين لإعلان نوسترا إيتاتى، والذي كان أول مؤتمر علمي للكنيسة الكاثوليكية في روسيا
وأشاد سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين إلى المستوى الذي وصل إليه التعاون بين الطرفين، والذي تجلى بالإحتفال الرسمي لتقديم كتاب يتضمن ترجمة الرسالة العامة لقداسة البابا فرنسيس "حول الأخوة الإنسانية والصداقة الاجتماعية" إلى اللغة الروسية، والذي قام مسلمو روسيا بنشره. تلك الرسالة التي أصبحت استمراراً لإعلان الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والحياة المشتركة، الموقّع في يوليو 2019 في أبو ظبي من قبل قداسة البابا فرنسيس والإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والذي يلبي مصالح البشرية جمعاء، مشدداً سماحته على أهمية الجهود المشتركة المبذولة في إعداد ونشر الرئسالة العامة "فراتللي توتي"، لتكون متاحة لجمهور واسع من ممثلي مختلف الطوائف وللمجتمع عموماً في روسيا
وأضاف سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين:" هذا يدل على انفتاح الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية من أجل التعاون. آمل أن يكون تعارفنا الشخصي وتفاعلنا المستقبلي مفيداً لمجتمعاتنا الدينية. إن تعاليم أدياننا والكلمة التي قالها قداسة البابا فرنسيس حول الأخوة والصداقة الاجتماعية تقودنا إلى هذا، مضيفاً، أن قداسة البابا فرنسيس يحظى بمشاعرالاحترام الكبير لدى مسلمي روسيا والعالم الإسلامي ككل
كما تحدث سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين لغبطة السفير الرسولي عن "المنتدى الإسلامي العالمي" والذي أصبح منصة دولية تشكل أساساً متيناً للتفاعل بين الأديان. فقد عقدت في السنوات الأخيرة أكثر من عشرة منتديات في الفضاء الأوراسي، جمعت ممثلين عن العالم الإسلامي والتقاليد الدينية الأخرى. وأعرب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية عن تقديره الكبير للدعم الذي قدمه الفاتيكان لعقد هذه المنتديات في لندن وهلسنكي، وكذلك على مشاركة ممثلي الفاتيكان  فيها. حيث شارك الكاردينال ميغيل نجيل أيوسو جيكسوت، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، ورئيس لجنة العلاقات الدينية مع المسلمين، في أعمال المنتدى الإسلامي الدولي السادس عشر، الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي على شبكة الإنترنت. وأضاف سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين أن الهدف التالي هو عقد المنتدى في العاصمة الإيطالية: "نحن لا نتخلى عن رغبتنا، إذا سمح الوضع الصحي، عن عقد المنتدى الإسلامي السابع عشر في روما بدعم من الكنيسة الكاثوليكية."
بدوره شكر رئيس الأساقفة جيوفاني داجنيلو سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين على حفاوة الاستقبال وأعرب عن دعمه الكامل لتنظيم المنتدى الإسلامي العالمي في روما، مؤكداً استعداده لتطوير التعاون بين السفارة الرسولية والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية
واستذكر سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين في هذا السياق اجتماعات نائبه الأول الدكتور ضمير محي الدينوف، رئيس معهد موسكو الإسلامي، مع كاردينال الكنيسة الكاثوليكية، ورئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان جان لويس ثوران في عام 2017، ومن ثم مع الكاردينال جيكسوت في فبراير 2020 في روما
كما أعرب غبطة جيوفاني داجنيلو عن امتنانه لسماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين وللإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية على ترجمة الرسالة البابوية "فراتيللي توتي" إلى اللغة الروسية. كما هنأ مسلمي روسيا على نشر عدد من الكتب من سلسلة "الإصلاح والتجديد"، وشكر الإدارة الدينية على النسخ المقدمة إلى السفارة الرسولية بموسكو
وفي حديثه عن الحوار بين الأديان، شدد السفير الرسولي على التطلع الموجود لدى الجانبين وأضاف أنه من أجل تطوير هذا الحوار، من الضروري عقد اجتماعات تسبق هذا الحوار، سواء على مستوى رفيع أو على مستوى أقل رسمية، والتي ستسمح بالانتقال من المستوى المفاهيمي للصداقة إلى المستوى الشخصي، مشيراً إلى أن هذه هي بالضبط طبيعة الصداقة بين الشعوب والناس، ومؤكداً على استعداه الدائم للإجتماع والحوار والتعاون، قائلاً: " "العالم يفقد الكثير من القيم. وإحدى هذه القيم هو الأخوّة. وهذا هو السبب في أن قداسة البابا يتحدث عن أهمية استعادة الأخوة وتعزيزها"
وفي نهاية اللقاء، أعرب جيوفاني داجنيلو عن أمله في استمرار التعاون ودعا سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين للإجتماع في مقر إقامته. كما تمنى السفير الرسولي لمسلمي روسيا شهر رمضان مبارك واحتفالاً سعيداً بعيد الفطر. وفي نهاية الزيارة قام غبطة المطران جيوفاني، بناءً على طلبه، بجولة اطلاعية في حرم المسجد الجامع بموسكو