شارك الدكتور ضمير محي الدينوف النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية اليوم 21 يناير 2021م، بحضور اجتماع مجلس الأديان في روسيا نيابة عن سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، والذي انعقد بحضور ضيف الإجتماع السيد ميغيل أنجيل موراتينوس الممثل السامي للأمين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات
في بداية حديثه، رحب الدكتور ضمير محي الدينوف بالضيف الكبير وجميع المشاركين في جلسة اجتماع مجلس الأديان، باسم المفتي الشيخ راوي عين الدين، ونقل إليهم أطيب تمنيات سماحته
وأشار الدكتور ضمير محي الدينوف في كلمته إلى الأهمية الكبيرة والخاصة للأحداث والفعاليات القادمة، والمزمع إقامتها في روسيا الإتحادية خلال العام القادم 2022: عقد المؤتمر العالمي لرؤساء الدول والبرلمانيين وقادة الديانات العالمية، حول موضوع حوار الحضارات بين الأديان والثقافات من أجل السلام والإنسانية، والذي سيعقد في موسكو بتاريخ 21 مايو 2022م، تحت رعاية الأمم المتحدة، في إطار الإحتفال بالذكرى الـ 1100 لقبول الإسلام من قبل شعوب البلغار في حوض الفولغا، مركزاً على أن تنظيم انعقاد هذه الفعاليات في العام المقبل، والدعم الشامل لهذه الفعاليات على مستوى الدولة، هو دليل على الإهتمام الجاد للقيادة الروسية بالأديان الرسمية " التقليدية" وقضايا الحوار والتعاون بين الحضارات
وتابع الدكتور محي الدينوف قوله، بأن صوت الزعماء الدينيين في الدفاع عن السلام والوئام والتفاهم المتبادل هو الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى. ففي العام الماضي، كانت هذه الفكرة الهامة المتمثلة بحوار الحضارات، مجدداً موضع تساؤل في دول الاتحاد الأوروبي، كفرنسا وألمانيا والنمسا، ومن جديد أخذو يتحدثون عن صراع الحضارات، وشاهدنا بأعيننا كيف وجدت المجتمعات الأوروبية والعالمية نفسها على شفير الحرب. ولم يقتصر الأمر على انخراط المواطنين العاديين من المؤمنين وغيرالمؤمنين في هذا الصراع، بل لاحظنا أيضاً كيف تبادل رؤساء بعض الدول تصريحات قاسية عن بعضهم البعض. هذا، بالطبع، أدى إلى تفاقم الوضع، الأمرالذي يؤكد مرة أخرى على أن صوت الزعماء الدينيين ضروري ومهم أكثر من أي وقت مضى".
وفي ختام كلمته، لفت الدكتور ضمير محي الدينوف انتباه المشاركين في اجتماع مجلس الأديان في روسيا إلى المشروع الذي تقوم بتنفيذه  دار " المدينة " للنشر بالتعاون مع المنتدى الإسلامي العالمي والمتضمن إصدار ونشر سلسلة كتب حول موضوع "الحوار بين الأديان". حيث تمت دعوة علماء اللاهوت ورجال الدين البارزين وممثلي الديانات التقليدية في روسيا للتعاون في انجاز هذا المشروع. وقد تم إصدار أول كتاب من سلسلة "الحوار بين الأديان"، وهو عبارة عن نشر أول ترجمة للرسالة العامة لقداسة البابا فرنسيس "فراتيلي توتي"، "كلنا أخوة " إلى اللغة الروسية
وأكد الدكتور ضمير محي الدينوف مرة أخرى على أهمية الحوار بين الحضارات والأديان في عالمنا المعاصر، وأعطى تقييماً ايجابياً لأنشطة مجلس الأديان في روسيا، موجهاً الدعوة لضيف الشرف السيد ميغيل أنجيل موراتينوس لزيارة المسجد الجامع بموسكو
بدوره، أعرب السيد ميغيل أنجيل موراتينوس الممثل السامي للأمين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات عن قناعته بأنه على عكس القرن العشرين، الذي كان عصر العلمانية، "ستعود الروحانية" في القرن الحادي والعشرين مرة أخرى. مشيراً إلى أن أي زعيم سياسي أضحى يدرك بالفعل أنه لن يستطيع إقامة تعايش سلمي في المجتمع بدون التقاليد الدينية. لذلك، أعتقد أن مبادرة الاتحاد الروسي، وكذلك اتحادنا البرلماني، جاءت في وقتها المناسب
و وفقأ لما قاله الممثل السامي للأمين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، لم يعد الوقت سانحاً فقط لعقد اجتماعات منفصلة بين القادة السياسيين والدينيين والقادة المجتمعيين، بل لقد حان الوقت لأن يجتمعوا جميعاً مع بعضهم البعض، مضيفاً: " أعتقد أن هذه القمة ستكون قمة تاريخية. ليس فقط لأن هناك حاجة إلى انعقادها في هذا الوقت المناسب، ولكن أيضاً لأنها ستكون المرة الأولى التي يجتمع فيها القادة السياسيون والدينيون والبرلمانيون."
وفي ختام كلمته أثنى الممثل السامي للأمين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات بأنشطة مجلس الأديان في روسيا، مؤكداً على أنه قليل تلك الدول التي يتواجد فيها مجلس كهذا، مجلس يجمع بين ممثلي مختلف التقاليد الدينية