جرى اليوم في قاعة المؤتمرات بالمسجد الجامع بموسكو، توزيع شهادات شكر وتقدير باسم السيد سيرغي سوبيانين عمدة مدينة موسكو على السادة العاملين في الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، وذلك لمشاركتهم الفعالة في مكافحة انتشار جائحة فيروس كورونا في العاصمة موسكو
وحضر حفل توزيع الشهادات الدكتور ضمير محي الدينوف، النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، رئيس المعهد الإسلامي في موسكو، والسادة رفيق فتاح الدينوف وإيلدار نوريمانوف، نائبي رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية. بينما مثل عمدة مدينة موسكو في هذا الحفل كل من السيد فيتالي سوشكوف، رئيس قسم السياسة الوطنية والعلاقات بين الأقاليم في حكومة العاصمة موسكو، والسيد كونستانتين بلاجينوف، رئيس قسم العلاقات مع المنظمات الدينية
وأشار الدكتور ضمير محي الدينوف في الكلمة الترحيبية التي ألقاها نيابة عن سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، إلى استمرار انتشار الوباء مع بداية العام الجديد، مضيفاً أننا ما نزال في الصفوف الأمامية لمكافحة هذا الفيروس الرهيب، وأن الكثير من يغادرهذا العالم كل يوم بسبب الإصابه، من بينهم الأقارب والأصدقاء ورجال العلم، والعاملين في الحقل العلمي والتعليمي والرياضي والمواطنين العاديين
وأعاد الدكتور ضميرمحي الدينوف إلى الأذهان ما قاله سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، خلال أعمال المؤتمر السنوي للإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، المنعقد في شهر سبتمبر الماضي، حيث لفت انتباه رجال الدين المسلمين الممثلين لـ 60 كياناً من الكيانات المكونة لروسيا الإتحادية إلى حقيقة أن الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، ومسلمي روسيا، أظهروا الشجاعة وقدموا مثالاً لغيرهم من المؤسسات الدينية والمجتمع ككل، مشيراً إلى  التدابيرغير المألوفة التي اتخذت في سبيل مكافحة انتشار الوباء، بالرغم من ادراكها الجيد لسوء الفهم وعدم الرضا التي يمكن أن تلاقيها من قبل بعض المؤمنين. وبفضل هذه الإجراءات المتخذة، وأهمها قرار تعليق صلوات الجماعة، تم انقاذ عشرات الآلاف من العدوى خلال فترة الموجة الأولى من الجائحة، مع استمرار مواصلة الأئمة والخطباء والقراء لعملهم، وأداء الصلوات الخمس وقراءة القرآن الكريم وذكر اسم الله تعالى، ولكن دون المشاركة الجماعية للمسلمين
وأضاف الدكتور ضمير محي الدينوف النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، أن استراتيجية العمل المتبعة والإجراءات المتخذة هذه أصبحت مرجعية لكل المنظمات والمجتمعات المسلمة الروسية، وللمجتمعات المسلمة في الغرب، التي كانت في حيرة من أمرها ولم تكن مستعدة لمثل هذا التطور للأحداث. فعلى مدى 1400 عام من وجودها، لم تواجه الأمة الإسلامية شيئاً كهذا. نعم، كانت هناك أوبئة وحروب وكوارث، ولكن لم يجدث أن أغلقت جميع المعابد في العالم، بما في ذلك الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، مؤكداً على أن الشيء الأكثر أهمية هو أننا تمكنا من إنقاذ حياة المواطنين والعاملين خلال الموجة الأولى من انتشار جائحة فيروس كورونا
وقال الدكتور ضمير محي الدينوف: على الرغم من كل المخاطر، واصل سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، تنسيق عمل وأنشطة الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية، والمتابعة الحثيثة لجميع المشاكل والصعوبات التي تواجه المجتمعات والمنظمات الإسلامية. وفي الواقع، قدمنا الدعم والمساعدة لعشرات المناطق في بلدنا، وتلقى مئات الآلاف من المواطنين في موسكو ومحافظتها ومختلف المقاطعات والاقاليم المساعدة والدعم بفضل التبرعات التي قدمها المحسن سليمان كريموف، خاصة خلال عيد الفطر السعيد وعيد الأضحى المبارك. وكان من المهم جداً في تلك الفترة التواصل المستمر مع السيد سيرغي سوبيانين عمدة مدينة موسكو، والتنسيق الدائم مع حكومة العاصمة  
واختتم الدكتور ضمير محي الدينوف كلمته بحثه على شحذ الهمم وعدم الاسترخاء، وأظهار الاستعداد الدائم لخدمة الوطن واختبار الإيمان، والمزيد من الالتزام بجميع الاحتياطات المطلوبة لمواجهة خطر انتشار وباء كورونا
بدوره رحب السيد فيتالي سوشكوف رئيس قسم السياسة الوطنية والعلاقات بين الأقاليم في حكومة العاصمة موسكو بالمشاركين في الاجتماع، نيابة عن السيد سيرغي سوبيانين. وقال في كلمته:" قبل عام من الآن، لم تكن لدينا أي فكرة عما سنلاقيه في عام 2020 ، وكيف سنعيشه. لقد استطعنا أن نتجاوز هذه المحنة بكل ثقة لأننا كنا معًا. لقد فهمنا المشاكل التي كنا نواجهها، وقمنا بايجاد الحلول لها سوية "، مشيراً إلى أن حكومة مدينة موسكو تتعاون بشكل وثيق مع أكثر من 140 منظمة دينية في العاصمة، بما في ذلك المنظمات الدينية الإسلامية
وقال السيد فيتالي سوشكوف، أن تعليق صلاة الجماعة وصلاة العيد في المساجد كان قرارًا غير اعتيادي، ولكنه كان قراراً سليماً، وأن تنظيم البث المباشر للفعاليات والشعائر الدينية عبرالأنترنت يظهر اهتمام الإدارة الدينية بالمؤمنين،  مضيفاً أن عمدة مدينة موسكو يقدر أهمية التعاون مع جميع المنظمات الدينية، ويهذا الصدد أصدر السيد سرغي سوبيانين مرسوماً يقضي بمنح شهادات شكر وتقدير لأعضاء المنظمات الدينية الأكثر نشاطاً
واختتم السيد فيتالي سوشكوف، كلمة الشكر التي القاها نيابة عن السيد عمدة مدينة موسكو بقوله:" في هذه الفترة العصيبة التي تعيشها مدينتنا، تقدم المنظمات الدينية مساعدة لا تقدر بثمن لسكان موسكو في سبيل التغلب على صعوبات الحياة الناجمة عن انتشار الوباء
وتجدر الإشارة إلى أنه في وقت سابق، وخلال اللقاء الذي جمع كل من سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين مع السيد سيرغي سوبيانين عمدة العاصمة موسكو، أشاد السيد سوبيانين بشجاعة وحكمة قيادة الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية التي ساهمت في مواجهة الوباء ومنع وقوع خسائر بشرية