Friday, 29 March 2024
مجلس شورى المفتين لروسيا
بِسْمِ  اللّهِ  الرَّحْمـَنِ  الرَّحِيمِ
 
Rus En Ar
مقالات > أخبار > كلمة الدكتور محي الدينوف في المنتدى الدولي العاشر"الإسلام في عالم متعدد الثقافات"

كلمة الدكتور محي الدينوف في المنتدى الدولي العاشر"الإسلام في عالم متعدد الثقافات" كلمة الدكتورضمير محي الدينوف في الجلسة العامة للمنتدى الدولي العاشر"الإسلام في عالم متعدد الثقافات"
ألقى الأستاذ الدكتور ضمير محي الدينوف، النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية، رئيس معهد موسكو الإسلامي، مدير مركز الدراسات الإسلامية بجامعة سان بطرسبورغ الحكومية، الأستاذ في علم اللاهوت، كلمةً في الجلسة العامة للمنتدى الدولي العاشر "الإسلام في العالم متعدد الثقافات" الذي أقيم في 25 ديسمبر 2020م، والذي شارك في تنظيمه الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية. وقد ناقشت هذه الكلمة مختلف المحاور المتعلقة بموضوع : " الجوانب المؤسسية والعلمية والحضارية لإحياء الفكر الديني الإسلامي الوطني في العصر الراهن"
أعزائي المشاركين في المؤتمر، الأخوة والأخوات الأعزاء، السيدات والسادة
يسعدني أن أرحب بكم في المنتدى الدولي العاشر "الإسلام في عالم متعدد الثقافات"، والذي تتشرف الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية أن تكون من بين الجهات المنظمة له طوال هذه السنوات
في عام 2022م، وهو العام الذي سيحتقل به بالذكرى الـ 1100 للإعتماد الرسمي للإسلام من قبل شعوب البلغار بحوض الفولغا، وسيصادف هذا العام أيضاً ذكرى مرور 20 عاماً بالضبط على حدث هام جداً من الناحية الاستراتيجية، ألا و هو النداء المشترك لرؤساء ثلاثة مراكز دينية إسلامية فيدرالية، أصحاب السماحة المفتين: عين الدين، تاج الدين، بيردييف، ذلك النداء الموجه إلى الرئيس بوتين بشأن دعم الدولة للتطور الفكري للإسلام الروسي. وتجسيدًا لهذه الفكرة وتطويرها، تمت صياغة مهمة إستراتيجية في عام 2013م، تتمثل في إعادة إحياء المدرسة الدينية الإسلامية الوطنية
ومع ذلك، قبل النظر في الجوانب المختلفة لهذه العملية الشاقة، من المناسب أن نتحدث ببضع كلمات عن جوهرها. ماذا نعني اليوم بإحياء مدرستنا الإسلامية؟ وما هي المعاني التي نضعها في هذا العمل، وفي الحقيقة، لماذا نفعل هذا؟
تشير كلمة " الإحياء" إلى أننا نتوجه إلى ما كان موجوداً من قبل، ونعيده إلى الحياة مرة أخرى، أي أننا نقوم بتجديده إذا ما كان ذلك ممكناً
وعندما نتحدث عن المدرسة الإسلامية الوطنية، يمكننا هنا أن نعني مجموعة تقاليد المعرفة الإسلامية التي يعود تاريخها إلى قرون خلت، والتي تشكلت على أراضي بلادنا ابتداءً من زمن الخزر والبلغار، وأولوغ أولوس والإمبراطورية الروسية، ومن ثم الإتحاد السوفياتي وصولاً إلى روسيا الإتحادية. ويمكننا أيضاً أن ندرس عدد من الشخصيات الفردية التي قدمت مساهمات هامة في تشكيلها، مثل أبو نصر الفارابي،  إسماعيل البخاري، أحمد الزاوي، بهاء الدين نقشبندي، كول غالي، علي شير نوايي، نظامي الكنجوي، عبد الرحيم بلغاري، عبد الناصر كورساوي، شهاب الدين مرجاني، حسين فايزخانوف، عالم جان بارودي، رضا الدين فخرالدين، زين الدين كمالي، موسى بيغييف، سيف الله قاضي باشلاروف، و عبد الرحمن رسولي
وعلى أية حال، فإننا نتحدث عن مجموعة واسعة وغير متجانسة من المواقف والحجج والمعتقدات والتفسيرات التي، لسبب أو لآخر، تم الإعتراف بها من قبل العلماء المعاصرين، واحتفظت بأهميتها على مدى فترة طويلة من الزمن. و لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل هذا يعني أنه يتوجب علينا اليوم أن نضع هذا المخزون المعرفي في المقدمة، ونعتبره المرجع النهائي لأي رجل دين مسلم في روسيا، أو مؤمن عادي؟ الجواب قطعاً سيكون لا. فالتقاليد في أية صورة كانت، بما في ذلك علوم الدين، ليست  كتلة متبلورة متراصة، بل إنها قوة حية، ومتطورة. ولنأخذ على سبيل المثال، الإرث العلمي لموسى بيغييف، ولنضعه في سياق عصري حديث ونضع حداً له. سيكون ذلك بمثابة تناقض مع هذا الإرث نفسه، وسيكون ذلك مناقضاَ للأفكار التي طورها بيغييف بنفسه
ولعل الشيء الأكثر فائدة، هو تلك المقاربة التي تفترض إعادة التفكير في أعمال المفكرين المحليين البارزين في سياق حقائق يومنا الذي نعيشه، وبناء مستوى جديد من المعرفة بعلوم الدين، والفلسفة، والتاريخ، والدراسات التركية، والدراسات الشرقية وعلم الاجتماع، والدراسات الإسلامية، وما إلى ذلك. بهذا الشكل ننظر إلى هذا المشروع العالمي، الذي نعتبر تحقيقه مهمة ذات أولوية كبيرة
ويمكننا القول أن عام 2020م، يعتبر محطة انطلاق في طريق تنفيذ هذا المشروع الذي يأخذ على عاتقه إحياء علوم الدين الإسلامي في روسيا. والتي كانت من علاماته، الدفاع عن أول أطروحة دكتوراه في علوم الدين الإسلامي بتاريخ روسيا في شهر اكتوبر من هذا العام. والنقطة الأساسية والمهمة هنا، هو أن الدفاع عن أطروحة الدكتوراه هذه تم في إطار تخصص علمي معترف به رسمياً، وجاء بعد الموافقة على اعتماد  دليل علمي لهذا التخصص العلمي الجديد 26.00.01 "علم اللاهوت"، وتم الدفاع عن هذه الأطروحة داخل أسوار جامعة علمانية - جامعة سان بطرسبورغ الحكومية
ولكن لماذا يستحق هذا الأمر التركيز عليه؟ ذلك لأنه يشهد على الإمكانية الموجودة فعلياَ لدمج المعرفة اللاهوتية والأكاديمية، وعلى هذا التأثير التآزري الذي سيتوجب علينا اختباره لاحقاً
لقد استغرقت عملية "إضفاء الشرعية" على علم اللاهوت، والاعتراف به كفرع من فروع العلم وقتاً طويلاً، وكان التوصل إلى ذلك مستحيلاً لولا توحيد الجهود والعمل المشترك لممثلي المنظمات الدينية المختلفة والمجتمع الأكاديمي، وإدارة رئيس الدولة وحكومة الإتحاد الروسي
والآن، لا ينظر إلى علم اللاهوت على أنه مجرد تخصص علمي، ولكن وفقاً لما قاله رئيس اللجنة العليا للشهادات، البروفيسور فلاديمير ميخايلوفيتش فيليبوف، سيصبح علم اللاهوت قريباً مجالاً للمعرفة العلمية، حيث سيتم تمييز ثلاثة تخصصات: اللاهوت النظري، واللاهوت التاريخي واللاهوت التطبيقي. وسيتم تطبيق كل من هذه التخصصات في مختلف الإتجاهات الدينية الأرثوذكسية والإسلام واليهودية
الأمر الذي سيفتح أمامنا فرصة فريدة للوصول بعلم اللاهوت الإسلامي المحلي المعاصر  إلى مستويات جديدة نوعياً، وزيادة المعرفة التي من شأنها أن تصبح استمراراً جديراً بالإهتمام لتراث مفكرينا في الماضي. ورسالة الدكتوراه التي كنت قد دافعت عنها ليست سوى الخطوة الأولى في هذا الطريق الشائك للوصول إلى ذلك الهدف
وأعتقد أن إعتراف المجتمع العلمي الروسي والعالمي والأمة الإسلامية بشكل عام، هو ما سيميز هذا المستوى الجديد من علم اللاهوت الإسلامي المحلي مستقبلاً. وهذا ما قاله الرئيس فلاديمير بوتين، في لقائه مع السادة المفتين عام 2013م: "أعتقد أيضاً أنه يجب أن يكون صوت القادة المسلمين في روسيا أعلى في الساحة الدولية، وفي المجتمع الإسلامي العالمي"
ولكن التجارب تظهر، أن الصوت الذي يمتلك آفاقاً ليكون مسموعاً، هو فقط ذلك الصوت المدعوم بأساس من الحجج الموضوعية. لذا فإننا إلى جانب امتلاكنا لهذه الفرصة الفريدة، تقع على كاهلنا مسؤولية فريدة أيضاً تتمثل في تطوير علم اللاهوت الإسلامي في روسيا، وإغناء محتواه و مضمونه. وبادئ ذي بدء، من المفترض أن نعمل بنشاط في مجال البحث العلمي
وفي هذا الصدد، أود أن أسرد هنا بعض الأطروحات العلمية التي يتم إعدادها و التحضير للدفاع عنها من قبل السادة العاملين في الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية:
بحث علمي حول فهم ظاهرة النسوية الإسلامية من إعداد ناتاليا تامبييفا، المدير التنفيذي للإدارة الدينية لمسلمي سان بطرسبورغ، ومقاطعة لينينغراد
بحث علمي يتناول موضوع التفسير الإسلامي بناءً على مؤلفات الطبري، يقوم بنتفيذه إمام وخطيب المسجد الجامع بموسكو إسلام زاريبوف
عمل علمي آخر يتناول تحليل تأثير التقاليد اللاهوتية للأزهر الشريف على الآراء اللاهوتية للمسلمين في روسيا، يقوم بتنفيذه رينات إسلاموف نائب رئيس معهد موسكو الإسلامي للشؤون العلمية
بحث علمي يتناول موضوع الفلسفة الدينية للإمام الشاطبي، يقوم على دراسته ضمير حسينوف النائب الأول لرئيس الإدارة الدينية لمسلمي سان بطرسبورغ ومقاطعة لينينغراد  
أطروحة علمية يعدها رئيس اسماعيلوف نائب رئيس معهد موسكو الإسلامي للشؤون التعليمية والتربوية حول الحداثة الإسلامية في إطار المدرسة اللاهوتية الروسية في أواخر القرن التاسع عشر و أوائل القرن العشرين
بحث علمي في مجال علم الخلاص الإسلامي تنفذه ماريا شافرينا رئيسة قسم العلاقات مع المنظمات الدينية غير الإسلامية
أطروحة علمية حول تاريخ التتار الميشار في منطقة نيجني نوفغورود، يعدها ضمير خير الدينوف نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية لشؤون العلوم والتعليم والثقافة  
أيضاً أطروحة علمية تتناول تاريخ الحج في روسيا، يعدها إيلدار نوريمانوف المدير التنفيذي في الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، بالإضافة إلى حوالي عشرة أعمال علمية أخرى
و كما تلاحظون فإن جميع من تم ذكرهم، هم من العاملين في الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية، أو في أحدى هياكلها الإقليمية. وبالتالي يمكننا القول بأن العمل على إعداد وتدريب الكوادر العلمية يسير بلا انقطاع، فعلى وجه الخصوص، من بين 60 شخصاً كانو قد التحقوا بالبرامج الدراسية لمرحلة البكالوريوس والماجستير والدراسات العليا في الجامعات العلمانية خلال العام الدراسي الحالي كجزء من خطة العمل الهادفة إلى إعداد المتخصصين ذوي المعرفة المعمقة بتاريخ الإسلام وثقافته، فإن 48 شخصاً هم من الكوادر التي تم حثها وتشجيعها على سبر أغوار البحث العلمي من قبل الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية
ومما لا شك فيه أن وجود المجلات العلمية المحكمة، يعتبر جزءً إلزامياُ لاكتمال البنية التحتية العلمية المتكاملة، ولهذا الغرض نمتلك ثلاثة مجلات علمية يمكن الإقتباس منها، مدرجة ضمن قوائم كل من اللجنة العليا للشهادات، وفهرس الاقتباس العلمي الروسي
وتضم الفئة الأولى مجلة "الإسلام في العالم الحديث" والتي تصدر بإشراف الأستاذ الدكتور ضمير محي الدينوف، و مجلة "المنبر" ويشغل منصب نائب رئيس تحريرها إسلام زاريبوف والذي تم ذكره سابقاً، بينما تتضمن قائمة فهرس الاقتباس العلمي الروسي مجلة "الفكر الإسلامي" والتي تصدر أيضاً تحت إشراف رئيس التحرير الأستاذ الدكتور ضمير محي الدينوف
ومع ذلك، لا يمكن للأبحاث العلمية الجديدة أن تولد بهذه البساطة، لأن العمل العلمي ينشأ كنتاج لاستيعاب وتطويرالمعارف والعلوم الاساسية، ومن ثم توليفها مع إنجازات البحث العلمي الحديثة. ومشروع إحياء علم اللاهوت الإسلامي في روسيا الذي نحن بصدده، يفترض من بين الأمور الأخرى، توافر هذه المعارف الأساسية لمجموعة واسعة من المتلقين
و كان ذلك الأمر، من بين المشاريع ذات الأولوية بالنسبة إلى كل من معهد موسكو الإسلامي، والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية، ومركز الدراسات الإسلامية بجامعة سان بطرسبورغ الحكومية، و كذلك دار "المدينة" للنشر، التي قامت خلال عامي 2012-2022م، بنشر سلسلة كتب تتناول المواضيع التالية: " الفكر الإسلامي في روسيا: بين النهضة والتجديد "، " الإصلاح والتجديد "
وفي إطار المحور الأول، يجري العمل الآن على إعداد واحد وعشرين كتاباً للعالم الإسلامي موسى بيغييف، والتي سيتم إصدارها قريباً. هذه المجموعة من الكتب تضم 11 كتاباً هي عبارة عن ترجمات علمية إلى اللغة الروسية من اللغة العثمانية القديمة واللغة العربية، وعشرة كتب أخرى هي عبارة عن ترجمات من اللغة العثمانية القديمة إلى اللغة التتارية الأدبية الحديثة، مصحوبة بنشر الكتب بالأصلية
أضف إلى ذلك، هنك عشرة أعمال من مؤلفات سماحة المفتي رضا الدين فخر الدين هي الآن قيد الطباعة والنشر
لقد وضعنا أمامنا هدفَ تحقيقِ مهمةٍ طموحةٍ تهدف إلى إنجاز ترجمة كل التراث المتكون من الرسائل العلمية التي تركها كل العلماء حسين فايزخانوف، وموسى بيغيف، ورضا الدين فخر الدين، مع حلول عام 2022م. و من ثم متابعة هذا العمل بجمع الأعمال والمؤلفات التي كتبها شهاب الدين مرجاني، وسلسلة مؤلفات أخرى لعلماء من مناطق القوقاز والقرم و آسيا الوسطى
وتتضمن السلسلة الثانية "الإصلاح والتجديد" نشر أعمال المفكرين المسلمين البارزين في القرن التاسع عشر والعشرين والحادي والعشرين،  وتقديمها للجمهور الناطق باللغة الروسية. وعلى وجه الخصوص، من المقرر في عام 2021م، أن يتم نشر أعمال مفكري القرن التاسع عشر: سعيد أحمد خان، جمال الدين الأفغاني، محمد عبده، محمد إقبال، قاسم أمين، محمد رشيد رضا، الطاهر الحداد
ومن بين علماء الدين الإسلامي في القرن العشرين، فمن المقرر نشر أعمال كل من: محمود شلتوت، محمد أركون، فضل الرحمن مالك، علي شريعتي، نورخالص ماجد، فاطمة المرنيسي، نصر حامد أبو زيد، وغيرهم. ومن بين علماء الدين المسلمين في القرن الحادي والعشرين، ستتضمن السلسلة أعمال سيد حسين نصر، طه عبد الرحمن، عبد الكريم سروش، طارق رمضان، ضمير محي الدينوف، وغيرهم
وسيبلغ مجموع ما ستتضمنه هذه السلسلة واحد و ثلاثون  كتاباً. أما عدد اللغات التي قامت دار " المدينة" للنشر بالترجمة العلمية لهذه المؤلفات منها، فقد بلغت العشرين
بالإضافة إلى هذه الأعمال، فقد وضعنا خطة لإصدار موسوعة الأحاديث النبوية المكونة من ثمانية مجلدات، وموسوعة بعنوان "الإسلام في الاتحاد الروسي" مكونة من ثمانية مجلدات أيضاً، وموسوعة للقرآن الكريم مكونة من ثمانية مجلدات، بالإضافة إلى سلسلة من الكتب حول علم الفلسفة، وعلم الكلام، والتصوف، والفقه، والتاريخ. كما يتم العمل على تشكيل هيئة تحرير دولية مؤلفة من ثلاثين متخصصاً، مشهود لهم بالعلم والمعرفة
ونلاحظ اليوم، أن الإهتمام في الوصول إلى التراث الأساسي للمفكرين الإسلاميين في روسيا، لا ينحصر عند مسلمي روسيا فقط، بل نجد مثل هذا الاهتمام الكبير عند  شركائنا في الانضمام إلى دراسة أعمال أكبر المفكرين المسلمين في روسيا. حيث يتحدث الآن ممثلو مختلف المجتمعات المسلمة في أوروبا والشرق الأوسط عن رغبتهم في نشر ترجمات لأعمال بيغييف والمرجاني وفخر الدين إلى اللغات أجنبية
هذه الحقيقة تكشف لنا بوضوح عن أهمية المدرسة اللاهوتية الروسية والرغبة في التعرف عليها، وإذا أردنا الحديث على نطاق أوسع، يمكننا القول الرغبة في التعرف على التجربة الحضارية لمسلمي روسيا، التي تشكلت في ظروف تاريخية وثقافية فريدة
وبالتالي تحديث هذا التفرد في أذهان الأمة في بلادنا وبقية العالم الإسلامي مرة أخرى. وهذا الأمر يعتبر حالياً أكثر أهمية من أي وقت مضى، بما في ذلك الاحتفال بالذكرى الـ 1100 للإعتماد الرسمي للإسلام من قبل شعوب البلغار بحوض الفولغا خلال العامين القادمين 2021-2022م. خاصة وأنه كان لهذا الإختيار الطوعي للإسلام  تأثير كبير على إنشاء الفضاء الروحي المستقبلي في روسيا، وتشكيل علاقات خاصة بين مختلف الأديان على أراضيها. وبالتالي، فإن هذه الأحداث التي وقعت منذ أكثر من ألف عام كان لها تأثير كبير على التراث الثقافي والفكري الذي نجده بين أيدينا اليوم. والمجتمع الدولي يعترف بهذا التراث العظيم، لذلك ليس من سبيل المصادفة أن يُعقَدُ المنتدى الإسلامي الدولي الثامن عشر، إن شاء الله ، في عام 2022م في روسيا، بحيث يتزامن موعد انعقاده مع احتفالنا بهذه الذكرى
وبالعودة إلى الأجندة الداخلية في روسيا، أود إعلامكم  بإننا نقوم حالياً بتنفيذ مشروع يتضمن إصدار مجموعة من الكتب والمنشورات التعليمية المستخدمة في العملية التدريسية للمدارس والمعاهد، وللدراسة الجامعية في مرحلة البكالوريوس والماجستير، وإعادة نشر أعمال المستشرقين والمتخصصين في اللغات التركية وعلماء المسلمين في روسيا. وكذلك إنشاء مكتبة إلكترونية لطلاب المؤسسات التعليمية الإسلامية. كما نولي أهمية كبيرة لموضوع رقمنة المخطوطات والكتب ونشرها الكترونياً على موقع في الشبكة العنكبوتية والذي سيكون متاحاً لجميع الراغبين
  ( manuscripta islamica )
واليوم تضم دار "المدينة" للنشر أكثر من ألفي مؤلف ومنتج فكري على هيئة كتب ودوريات ومواقع إلكترونية وملفات تعريف في شبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى مشروع " قناة المدينة التلفزيونية"
ولعلي أكون مصيباً إذا قلت إن جميع هذه الأنشطة عملياً تهدف إلى تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في تجديد المدرسة اللاهوتية الإسلامية في روسيا، والتي ستضمن مكاناً لائقاً لمسلمي روسيا، سواء فيما يتعلق بالخطاب الفكري داخل روسيا، أو على الساحة العالمية
25 ديسمبر 2020م


ВКонтакт Facebook Google Plus Одноклассники Twitter Яндекс Livejournal Mail.Ru

العودة إلى القائمة

Direct speach سماحة المفتي يهنئ الأخوة المؤمنين بعيد ال
مواعيد الصلاة
29. 03. 2024 03:55 — الفجر 06:02 — شروق الشمس 12:41 — الظهر 16:02 — العصر 19:08 — المغرب 20:50 — العشاء
في موسكو 14:40