بعث سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين، رئيس مجلس شورى المفتين لروسيا، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، برسالة إلى فخامة الرئيس إلهام علييف رئيس الجمهورية الأذربيجانية، جاء فيها
فخامة الرئيس إلهام علييف رئيس الجمهورية الأذربيجانية
عزيزي فخامة الرئيس المحترم
باسم الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، ومجلس شورى المفتين لروسيا وبالأصالة عن نفسي، أبعث لفخامتكم أحرعبارات الترحيب القلبية، المشفوعة بأطيب الأمنيات بالسلام والرحمة من الله تعالى، وأتقدم من فخامتكم بالتهنئة بمناسبة توقيع اتفاقية وقف الأعمال القتالية في إقليم ناغورني كاراباخ، وتنفيذ هذه الإتفاقية بنجاح
وبصفتي شخصية دينية، فإنني أقدر أولاً وقبل كل شيء حقيقة إنتهاء الأعمال القتالية، وإقرارالهدنة، و وقف إراقة الدماء، فضلاً عن تهيئة الظروف لعودة اللاجئين إلى الأراضي التي كانت محتلة سابقاً، الأمرالذي تحقق بفضل توقيع هذه الإتفاقية التي جاءت في إطارالمعاييرالقانونية المعترف بها دولياً، ومتوافقة مع قرارات مجلس الأمن الدولي المعتمدة سابقاً. وينبغي أن تصبح حقيقة حل هذا النزاع، بالتوقيع الطوعي للإتفاق المبرم بين الجانبين الأذربيجاني والأرميني وبمشاركة الإتحاد الروسي، أساساً متيناً لإيجاد حل مبدئي لا يمكن الطعن فيه لمستقبل منطقة ناغورني كاراباخ، يضمن حقوق وأمن سكانها، والتنمية المستدامة فيها
إنه لمن دواعي سروري أن أشير إلى أن أذربيجان وجميع أفراد الشعب الأذربيجاني تحت قيادتكم الحكيمة قد اجتازوا بنجاح هذا الاختبارالعظيم. و أوفت السلطات الحكومية في جمهورية أذربيجان بكل شرف التزاماتها تجاه شعبها والمجتمع الدولي بأسره. مع الإشادة بالدورالحاسم للاتحاد الروسي، الذي أعتبره أمراً طبيعياً ومبرراً تاريخياً وإخلاقياً، وكذلك بدورالرئيس فلاديمير بوتين شخصياً في عملية تسوية هذه الصراع من خلال إيجاد حل سلمي لهذه القضية
أدعو الله سبحانه وتعالى أن يسود السلام والتفاهم المتبادل والإزدهارعلى أرض الجمهورية الأذربيجانية ومنطقة جنوب القوقاز بأسرها، الأمرالذي يتطلب منا احترام الحقوق والحريات الدينية، والاهتمام بالاحتياجات الروحية للناس من جميع الأديان، وضمان سلامة المعابد الدينية من مختلف التقاليد الروحية وحرية عملها
و أود أن أعبر عن شعوري بارتياح كبير أن أشارك إخواني في الإسلام بالجمهورية الأذربيجانية فرحتهم بعودة الآثارالتاريخية والثقافية، ومن بينها العديد من أماكن العبادة. وإنني على يقين من أن جميع هذه المعالم التاريخية سيعاد ترميمها وستعود لخدمة القضية العظيمة المشتركة التي يؤكد عليها ما جاء في القرآن الكريم بقوله تعالى:" إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)" صدق الله العظيم سورة النصر، الآية 1-3
وتقبلوا فائق الإحترام والتقدير
المفتي الشيخ راوي عين الدين
رئيس الإدرة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية
رئيس مجلس شورى المفتين للادروسيا
عضو مجلس التعاون مع المؤسسات الدينية التابع لرئيس الاتحاد الروسي