نشر الدكتور ضمير محي الدينوف نائب رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، رئيس معهد موسكو الإسلامي، اليوم في صفحته الشخصية على الفيس بوك، منشوراً يتعلق بالخبر الذي تناقلته بعض المواقع الإخبارية حول قيام بعض الشخصيات الثقافية بتوجيه نداء إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، يطالبون فيها بإدراج التراث الثقافي والفني والمعماري المسيحي في إقليم ناغورني كاراباخ إلى قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو من أجل ضمان الحفاظ عليها مستقبلاً، قال فيه
لقد فوجئت بقراءة خبراً اليوم حول إطلاق بعض الشخصيات الثقافية المرموقة من مخرجين، وموسيقيين، وقادة الأوركسترا، وغيرهم من المبدعين والنخب الثقافية، نداءً إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، يطالبون فيها بإدراج التراث الثقافي والفني والمعماري المسيحي في إقليم ناغورني كاراباخ إلى قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو من أجل ضمان الحفاظ عليها مستقبلاً
الأمرالمثير للدهشة، هو ذلك النهج الإنتقائي لهذه الشخصيات الثقافية، الذين أشاروا بصراحةً إلى أنهم لا يعتبرون سوى الكنائس المسيحية في إقليم ناغورني كاراباخ تراثاً ثقافياً يجب الحفاظ عليه، ودون أدنى تردد يغمضون أعينهم ويتجاهلون عمليات التدنيس والتدمير التي تتعرض لها الآثار الإسلامية هناك
ولعل من المفيد العلم، بأنه على مدى عقود من وجودهم "الجانب الأرميني" على أراضي جمهورية ناغورني كاراباخ غيرالمعترف بها، تم تدمير 63 مسجداً من أصل 67 في المنطقة، وأن عدد الآثار التاريخية والثقافية المتضررة وصل إلى المئات
وفي هذا الصدد، أعتبر هذا النداء بمثابة تلميحات في غاية الوقاحة، تشير إلى التدمير المحتمل للمعابد الأثرية التي تتنازع الكنيسة الألبانية القوقازية "الكنيسة الألبانية الأودية" على ملكيتها. في ضوء التجاهل التام للكارثة الثقافية التي حلت ليس فقط بالعشرات بل بالمئات من الآثار الإسلامية
ولعل أي مراقب كان، ومن خلال المقاربة الموضوعية، سيجد نفسة مضطراً لأن يلاحظ أن أذربيجان هي دولة متعددة الثقافات، تتعامل بكل احترم وعلى قدم المساواة مع جميع التقاليد الدينية. فلقد حضنت العاصمة باكو أكثر من مرة اجتماع قمة زعماء الأيان العالمية. وأعتقد أنه لم يكن من الممكن أن تتم تلك اللقاءات المتكررة لغبطة البطريرك كيريل مع الرئيس إلهام علييف، ومع العلامة شيخ الإسلام الله شكر باشازاد، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي القوقاز، لو أن لدى القيادة الحالية في جمهورية أذربيجان، أي موقف غير لائق تجاه المسيحية
لكنني في الوقت نفسة أعتبر أنه من الصواب بمكان لفت انتباه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" إلى التراث التاريخي لإقليم ناغورني كاراباخ. وآمل أن يكون المتخصصين في هذه المنظمة الدولية الموثوقة، والتي احتفلت مؤخرًا بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيسها، على مستوىً كافٍ من العلم والبراعة لبدء عمليات الكشف عن عمليات الحفاظ على هذا التراث، واتخاذ القرارات المناسبة لحماية التراث التاريخي للمنطقة بكل موضوعية وحيادية، بغض النظرعن الإنتماء الديني لهذه المعالم الأثرية