Saturday, 20 April 2024
مجلس شورى المفتين لروسيا
بِسْمِ  اللّهِ  الرَّحْمـَنِ  الرَّحِيمِ
 
Rus En Ar
مقالات > أخبار > سماحة المفتي: القدس مهد الديانات الإبراهيمية، مدينة للسلام والمحبة والإخاء

سماحة المفتي: القدس مهد الديانات الإبراهيمية، مدينة للسلام والمحبة والإخاء ألقى سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس مجلس شورى المفتين لروسيا رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية كلمةً بمناسبة احياء ذكرى يوم القدس العالمي، المصادف يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك 1441هـ، الموافق 22 من شهر مايو/ أيار 2020م قال فيها:
أيتها الأخوات، أيها الأخوة الأعزاء
كما عهدتمونا في كل عام، وفي يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك، نحيي معاً الذكرى السنوية ليوم القدس العالمي، هنا في المسجد الجامع بموسكو، وبمشاركة عدد كبير من ضوفنا الأعزاء، من السادة سفراء الدول العربية و الإسلامية في موسكو، وممثلي الدولة الفلسطينية
وفي هذا العام، وبالرغم من الظروف العصيبة، حرصنا على إقامة هذه الاحتفالية، لسبب بسيط، وهو أن للأرض المقدسة والمسجد الأقصى مكانة متميزة ورفيعة في قلوب المسلمين.
لقد وصف القرآن الكريم أرض بيت المقدس بصفات البركة والطهر والقدسية في محكم آياته: قال تعالى: ( سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنَّهُ هُو السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) الإسراء -1
و لذلك سميت مدينة القدس القديمة بالأرض المقدسة
لقد شجع رسول الله صلى الله عليه و سلم الأمة الإسلامية على زيارة المسجد الأقصى في هذه المدينة المطهرة، ودعاهم إلى أن يتلمسو هذا المكان المبارك بقلوبهم و روحهم، حيث كان المسجد الأقصى وجهة النبي محمد في الرحلة المعجزة المعروفة باسم الإسراء والمعراج، فقال صلى الله عليه وسلم :"لَا تُشَدُّ اَلرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرَامِ, وَمَسْجِدِي هَذَا, وَالْمَسْجِدِ اَلْأَقْصَى"
وتحتوي مدينة القدس على مقدسات ومواقع دينية عظيمة، فبالإصافة إلى  المسجد الأقصى، يقع فيها أحد أهم المعالم الرئيسية المسيحية، إلا وهي كنيسة القيامة، كما تحتوي على العديد من المعالم اليهودية، وهذا ما يشير وبوضوح إلى أن هذه الأرض المقدسة هي مهد الديانات الإبراهيمية الثلاث
لذلك فهي تحظى بمكانة خاصة جداً لأهميتها الروحية والدينية الكبيرة، وقداستها عند أتباع الديانات الإبراهيمية، اليهودية والمسيحية والإسلام، تلك الأديان السماوية التي أنزلها الله سبحانه وتعالى،،
إن عمليات تهويد القدس النشطة والعدوانية في السنوات الأخيرة، هو أمر مؤلم ليس فقط للمسلمين فحسب، بل للمسيحيين الذين يعيشون هناك أيضاً. ومن هذا المنبر، فإننا نناشد المجتمع الدولي العمل على ضرورة ضمان حرية وصول جميع المؤمنين إلى الأماكن المقدسة في مدينة القدس
لقد تميزت هذه المدينة، مدينة القدس، منذ العصور القديمة بطبيعة تعاقدية خاصة للعلاقات بين ممثلي مختلف الأديان السماوية، علاقات مبنية على مبادئ حسن الجوار، ظلت موجودة وبنجاح لفترات طويلة من الزمن
إن موقف دولتنا، وشعبنا في روسيا لاتحادية، لم يتغير منذ زمن الاتحاد السوفييتي، هذا الموقف القائم على ضرورة اعتراف المجتمع الدولي بفلسطين كدولة مستقلة وعاصمتها القدس
ومدينة القدس، هي مدينة تنتمي للعالم الإبراهيمي بأكمله، وهي تحتل مكانة خاصة في قلوب أتباع الديانات الإبراهيمية الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، وهذا بالطبع يؤكد مرة أخرى على أن هذه المدينة مدينة للسلام و المحبة و الإخاء
واليوم، يعرب مسلمو روسيا مرة أخرى عن تضامنهم مع جهود الفلسطينيين المبذولة من أجل نيل استقلالهم، وتقرير مصيرهم، وإقامة حياة سلمية و آمنة، الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق مع استمرار احتلال الأراضي الفلسطينية
وبهذه المناسبة، نناشد المجتمع الدولي المتحضر بأكمله، بأن يبذل قصارى جهده للحفاظ على تقاليد حسن الجوار والسلام المتجذرة منذ قرون عديدة، والعمل على منع المزيد من التحريض على الحرب والعدوان بين ممثلي مختلف الأعراق و الأديان، وايقاف الاقتتال على الأراضي المقدسة
الأخوات و الأخوة:
في هذه الأيام المباركة، في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، أود أن أعرب عن ثقتي بأن مصير القدس سيبقى في أيدي المؤمنين، بغض النظر عن دينهم، أؤلئك المؤمنين الذين يريدون العيش بأمن وسلام وصداقة، أؤلئك الذين يبذلون جهوداً حثيثة لتقوية أواصر التسامح وحسن الجوار
إنني، وباسم مسلمي روسيا الاتحادية، أعرب عن ثقتنا بأن تراث القدس الروحي، والأهمية العالمية للقدس ستبقى في صلب اهتمام جميع القوى المحبة للعدل والسلام في عالمنا المعاصر
القدس مدينة السلام، ويجب أن تنتمي إلى العالم كله
وختاماً، أعرب عن شكري وامتناني لجميع شركائنا وأصدقائنا من دولة فلسطين والمملكة الأردنية الهاشمية الذين شاركوا في احتفاليتنا لهذا اليوم، عن طريق إرسال رسائل الفيديو المصورة
أشكر أصحاب السعادة، سفراء الدول العربية والإسلامية على تضامنهم ومشاركتهم لنا في احياء هذه الذكرى الغالية يوم القدس العالمي
واتضرع الى الله العالي القدير أن يجمعنا وإياكم في المسجد الأقصى للصلاة معاً من أجل السلام في الأرض المقدسة وفي جميع أنحاء العالم


ВКонтакт Facebook Google Plus Одноклассники Twitter Яндекс Livejournal Mail.Ru

العودة إلى القائمة

Direct speach سماحة المفتي يهنئ الأخوة المؤمنين بعيد ال
مواعيد الصلاة
20. 04. 2024 02:44 — الفجر 05:06 — شروق الشمس 12:35 — الظهر 16:25 — العصر 19:52 — المغرب 21:53 — العشاء
في موسكو 04:37