بحضور الدكتور محمد البشاري الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات الإسلامية، تختتم اليوم الأربعاء أعمال المؤتمر الإقليمي الخاص بالشق الشرقي لأوروبا٬ بعنوان "المجتمعات المسلمة في أوروبا الشرقية.. الحقوق والواجبات"٬ والذي ينظمه المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة٬ والذي يرأسه معالي الدكتور علي راشد النعيمي، و بالتعاون مع المشيخة الإسلامية بجمهورية كرواتيا في المركز الإسلامي الثقافي بالعاصمة الكرواتية زغرب
ويشارك في أعمال هذا المؤتمر العلمي أكثر من 100 شخصية من المتخصصين يمثلون اتحادات ومعاهد إسلامية من 25 دولة٬ منها كرواتيا والبوسنة والهرسك وسلوفينيا ومقدونيا وكوسوفو وصربيا والجبل الأسود والتشيك وبولندا وبلغاريا وإستونيا ورومانيا وأوكرانيا وليتوانيا وسلوفاكيا وألبانيا والمجر واليونان
وسعى المؤتمر لتحقيق عدة أهداف٬ منها إبراز النموذج الكرواتي في تنظيم علاقة الدين بالدولة والمجتمع٬ والعمل على تشجيع مبادرات الحوار والعيش المشترك٬ وكذلك تحصين أبناء المسلمين من تيارات التطرف والعنف٬ فضلًا عن إبراز دور المراكز الإسلامية في تحقيق الأمن الروحي للمسلمين والوئام الوطني مع باقي المكونات المجتمعية
ودارت نقاشات المؤتمر حول محاور عدة،  أولها تضمن الحديث عن تطور العلاقة بين الدين والدولة في أوروبا (دراسة مقارنة)٬ أما المحور الثاني فناقش موضوع الحوار الحضاري بين المسلمين والمسيحيين)٬ أما المحور الثالث فقد تصدى لموضوع استراتيجية مواجهة ظاهرتي الإسلاموفوبيا والتطرف الديني٬ بينما المحور الرابع فقد تطرق لمسألة المراكز الثقافية الإسلامية وعمليات اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية ٬ وكان المحور الأخير مخصص لبحث مسألة تحقيق الأمن المجتمعي والوئام الوطني
ويأتي تنظم المؤتمر الإقليمي "المجتمعات المسلمة في أوروبا الشرقية.. الحقوق والواجبات" انطلاقًا من رسالة المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، التي تؤكد على تعزيز الانتماء للأوطان وتفعيل نظم التعايش السلمي تحت سقف دولة المواطنة٬ وتنفيذًا لتوصيات المؤتمر التأسيسي للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، وبخاصة التي تدعو إلى "اندماج أبناء المجتمعات المسلمة في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها، واحترام قوانين دولهم ووحدة أراضيها والعمل معها بشراكة على تفعيل القيم المؤسسة للعقد الاجتماعي"٬ وتأكيدًا على احترام الحقوق الأساسية للمجتمعات الدينية والثقافية والعرقية، وبخاصة التي أشار لها الميثاق العالمي للمجتمعات المسلمة في الباب الثاني "المساواة في الحقوق والحريات الأساسية"، وما ورد في الفصل الثاني من الباب الرابع "التعاون مع الحكومات"٬ والفصل الثالث من الباب الرابع "التعاون مع المجتمع الدولي"٬ و"دعم مبدأ الحوار بين الثقافات والأديان المختلفة من أجل تحقيق التعايش والأمن، وتأصيل الكرامة الإنسانية، ونشر ثقافة السلم".
يُذكر أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقرًا له ويضم أكثر من  600 عضو فيما تتشكل أمانته العامة من 17 عضوًا يمثلون المجتمعات المسلمة في الدول غير الإسلامية في شتى أرجاء العالم٬ ويهدف إلى الارتقاء بدور المجتمعات المسلمة وأفرادها في نهضة دولها المدنية والثقافية والاقتصادية بجانب تصحيح الصورة النمطية عن الإسلام والمجتمعات المسلمة