بدأ المنتدى الإسلامي العالمي الثالث عشر أعماله صباح هذا اليوم الإثنين في العاصمة الفلندية هلسنكي تحت عنوان:"الإنسانية القرآنية والمشاكل العالمية:استراتيجيات وحلول"، وذلك بمشاركة رؤساء المؤسسات الإسلامية العامة، والمؤسسات التعليمية والعلمية الإسلامية، الذين يمثلون 25 بلداً من الفضاء الأوراسي  
وستتمحور المناقشات في المنتدى الإسلامي العالمي الثالث عشر حول ثلاثة محاور أو مواضيع أساسية، أولها يتعلق بالإنسانية القرآنية والقضايا العالمية، وثانيهما فيسلط الضوء على أزمة القيم التقليدية وسبل التغلب عليها، أما المحور الثالث فيستعرض مواضيع الإنسانية القرآنية والبرنامج المتكامل للتجديد الإسلامي
ومن المتوقع أن يناقش المشاركون في المنتدى قضية تحول الفكر الإسلامي ضمن إطار ايجاد الحل الوسط الخلاق بين التقليد والحداثة، وعودة المعنى الأصلي لكلمة "الإنسانية"، أي فهم الوجود الإنساني من خلال خلافة الإنسان في الأرض، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز:" وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ" سورة البقرة الآية 30
أما الجهات المنظمة لهذا المنتدى الإسلامي العالمي الثالث عشر، فهي الأمانة الدائمة للمنتدى، والتي يقع مقرها في موسكو، والإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية، ومجلس شورى المفتين لروسيا، والمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وشبكة المنظمات الإسلامية في فنلندا، ومعهد موسكو الإسلامي
وليس من قيبل المصادفة اختيار فنلندا كمكان لعقد المنتدى الإسلامي الدولي الثالث عشر،  فهذا الحدث يأتي ضمن إطارالإحتفال بالذكرى 100 لإستقلال الجمهورية الفنلندية، وكذلك الاحتفال بالذكرى 150 على تأسيس الجالية المسلمة في فلندا التي تشكلت بداية من التتارالمهاجرين من روسيا وتحديداً من مقاطعة نيجني نوفغورود الروسية
وفي مساء أمس الأحد أقيم حفل عشاء للسادة المشاركين وضيوف المنتدى في مصلى الجالية التتارية في هلسنكي، رحب فيه سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين رئيس مجلس شورى المفتين لروسيا، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية بالسادة المشاركين والضيوف، وقدم فيه التهاني لقيادة فنلندا ولجميع الشعوب التي تعيش على أراضيها بمناسبة الإحتفال بالذكرى 100 لإستقلال الجمهورية الفنلندية، متمنياً لهم الرخاء والتقدم والازدهار
كما تحدث السيد عاتق علي رئيس الجالية التتارية المسلمة، نائب رئيس المنتدى الوطني للتعاون بين الأديان في فنلندا عن تاريخ الجالية المسلمة في الجمهورية الفلندية، مشيراً على وجه الخصوص، إلى أن مسجد مدينة جانفي ربا، الذي بناه التتار في عام 1943، ظل لفترة طويلة يعتبر المسجد ذوالمئذنة والذي يقع في أقصى الشمال من العالم
وأشارالسيد عاتق علي إلى أن التتار في فنلندا يصل عددهم اليوم إلى أكثر من 700 ألف نسمة، وهم يشكلون ظاهرة فريدة من التكيف الثقافي واللغوي في المجتمع المضيف، الأمرالذي لم يؤدي إلى انصهارهم، فالجيل الخامس أوالسادس من التتار في فنلندا يحافظون على دين أسلافهم، وعلى لغتهم الأم وعاداتهم الوطنية
ويعمل في مسجد الجالية التتارية في فنلندا منذ 13 سنة، الإمام راميل بيليايف وهو من خريجي معهد موسكو الإسلامي، والذي دافع مؤخراًعن أطروحة الدكتوراه في جامعة هلسنكي بموضوع تاريخ مسلمي التتارفي الجمهورية الفنلندية
وسيختتم المنتدى الإسلامي الدولي الثالث عشر أعماله غداً بعد اعتماد بيانه الختامي