أدى صباح هذا اليوم الجمعة الأول من شهر سبتمبر 2017 حسب الأحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية الروسية، أكثر من 250 ألف من مسلمي موسكو صلاة عيد الأضحى المبارك في مساجد موسكو الأربعة، تجمع أكثر من نصفهم أي ما يقارب على 125 ألف مصل في المسجد الجامع بموسكو، حيث غصت الساحات والشوارع المحيطة والمجاورة للمسجد بالمصلين الذين بدأو بالتوافد إليه منذ الساعة الرابعة صباحاً
وقبل خطبة العيد تلى سماحة الشيخ راوي عين الدين رئيس مجلس شورى المفتين لروسيا، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية برقيات التهنئة التي بعث بها كل من الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء دميتري مدفيديف ورئيس مجلس الدوما (البرلمان الروسي)
وتحدث سماحة المفتي بإسهاب عن فريضة الحج في الإسلام، وعن قصة يوم عيد الأضحى المليئة بالعبر والقيم، ودعا المسلمين أن يستفيدو منها وان يستخلصوا العبرة منها
سأل إبراهيم الخليل عليه السلام ربّه أن يهبه ولداً صالحاً، وذلك عندما هاجر من بلاد قومه، فبشّره الله عز وجل بغلام حليم، وهو إسماعيل عليه السلام، الذي ولد من هاجر. بينما كان إبراهيم الخليل عليه السلام، في السادسة والثمانين من عمره، فهو أبإسماعيل، أول ولد لإبراهيم عليه السلام وهو الولد البكر، يقول الله عز وجل: وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ{ 99}رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ{100} فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ{101} سورة الصافات
وعندما كبر إسماعيل عليه السلام، وشبّ، وصار بمقدوره، أن يسعى ويعمل كما يعمل ويسعى أبوه عليه السلام، رأى إبراهيم الخليل عليه السلام، في المنام أن الله عز وجل يأمره أن يذبح ولده، ومعلوم أن رؤيا الأنبياء هو وحي يقول الله تعالى: فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى...إنه لأمر عظيم، واختبار صعب، للنبي إبراهيم عليه السلام، فإسماعيل هذا الولد العزيز البكر، والذي جاءه على كبر، سوف يفقده بعدما أمره الله عز وجل أن يتركه مع أمه السيدة هاجر، في واد ليس به أنيس، ها هو الآن يأمره مرة أخرى أن يذبحه ولكنّ إبراهيم الخليل عليه السلام امتثل لأمر ربه واستجاب لطلبه وسارع إلى طاعته
ثم اتجه إلى ابنه إسماعيل، وعرض الأمر عليه، ولم يرد أن يذبحه قسراً، فماذا كان ردّ الغلام إسماعيل عليه السلام؟ قال جل وعلا: قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ {102} سورة الصافات
إنه ردّ يدل على منتهى الطاعة وغايتها للوالد ولرب العباد، لقد أجاب إسماعيل بكلام فيه استسلام لقضاء الله وقدره، وفيه امتثال رائع لأمر الله عز وجل، وأيّ أمرهذا! إنه ليس بالأمرالسهل، وحانت اللحظة الحاسمة بعد أن عزم إبراهيم عليه السلام على ذبح ابنه، انقياداً لأمر الله عز وجل، فوضعه على الأرض، والتصق جبين إسماعيل عليه السلام بالأرض، وهمّ إبراهيم أن يذبح ابنه: قال تعالى: فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ{103}وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ {104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ{105}إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ {106}وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ {107}وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ {108}سلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ {109} َكذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِين {110}سورة الصافات
ولكنّ السكين لم تقطع، بإرادة الله عز وجل، عندها فداه الله عز وجل، بكبش عظيم من الجنة، أبيض الصوف ذي قرنين كبيرين، وهكذا أصبحت الأضحية سنة سيدنا إبراهيم عليه السلام، سنّة للمسلمين كافة، يؤدونهاأيام الحج إلى البيت العتيق
وفي خطبة العيد دعا سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين المسلمين إلى الإستفادة من دروس الحج و الأضحى المبارك، وحذر من ارتكاب المعاصي والمنكرات و تجنب غضب الله عز وجل، و دعا إلى الإكثار من الإقدام على فعل الخيرات
وبهذه المناسبة وجه سماحة المفتي الشيخ راوي عين الدين الشكر إلى ممثلي السلطات الأمنية وإلى كل من شارك في تنظيم هذا العيد المبارك
والجدير بالذكر أنه تم نقل وقائع صلاة العيد في المسجد الجامع بموسكو على الهواء مباشرة عبرالقنوات التلفزيونية الفيدرالية الرسمية وحظيت بتغطية اعلامية كبيرة من مختلف وسائل الاعلام المحلية والأجنبية  
ويمكنكم متابعة وقائع صلاة العيد في المسجد الجامع بموسكو من خلال هذه الروابط
https://www.youtube.com/watch?v=bjJcqUdRbBc
https://www.muslim.ru/articles/298/18906/
https://russia.tv/video/show/brand_id/59725/episode_id/1540367/video_id/1671135/